مقالات
أخر الأخبار

سلسلة الذلة سنة للمعاندين والنصرة وعد للمؤمنين: تأملات في تاريخ بني إسرائيل

الحلقة الثانية: عقيدة فاسدة وعدوان مستمر: قراءة قرآنية في جرائم الكيان الصهيوني

قال تعالى:
﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّٰهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللّٰهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾
[المائدة: 64]

لقد وجه اليهود قديما اتهامات باطلة إلى خالق الكون جل وعلا، فادعوا – تعالى الله عن قولهم – أن “يد الله مغلولة”، أي أن قدرته قد قيدت، ولم يعد يملك القوة على المنح والإمداد! وهذا الافتراء ينم عن خبث العقيدة وسوء الفهم.

ولا بد من الإشارة إلى أن كلمة “اليد” في اللغة العربية تستخدم بمعناها الظاهري، أي عضو الإنسان، ولكنها كذلك كناية عن القدرة والسلطة والسطوة. فنقول مثلا: “فلان له يد نافذة”، أو “قطعت يده عن هذا البلد”، أي سلبت سلطته. كما ورد في بعض الروايات أن “أولياء الله هم يد الله”، أي إنهم وسائط اللطف الإلهي في الأرض.

وفي تفسير هذه الآية الكريمة، يقول الإمام الباقر عليه السلام في معنى قوله تعالى:
﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّٰهُ﴾:

” كلما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد عليهم السلام، قصمه الله” [ تفسير العياشي]

واليوم، لا يزال أحفاد أولئك المفسدين على ذات الخطى يسيرون، بل نجد من المتصهينين المعاصرين _ ممن يحسب على المسلمين والعروبة _من يظهر القبول والرضا بجرائم أسيادهم، وبذلك يشترك معهم في الوزر والمصير.

ومن الواجب على النخب الرسالية والإعلامية أن تتصدى لهذه الشبهات التي يروج لها الصهاينة وأعوانهم، ومنهم من نعتبرهم – مجازا – أبناء وطننا، وهو وصف لا يستحقونه، لأن الوقوف في صف أعداء الإسلام والرسول الكريم ” صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ” ينزع عنهم كل انتماء شريف، ويسقط عنهم صفة المواطنة الحقة، سيما وهم يتنكرون للمقدسات.

ينبغي أن يكون هذا الدور التوعوي والرد الإعلامي واضحا ومعلنا عبر جميع المنصات ومواقع التواصل، دون مجاملة أو حسابات أخرى . كما يجب أن تفعل الإجراءات القانونية والدستورية بحق كل من يروج لهذا الكيان الغاصب، لأن في ذلك صورة من صور التطبيع المحرم، الذي يجرمه القانون والضمير والدين.

ولنطمئن القلوب بما صرح به القرآن الكريم أن هذا الكيان المصطنع سيتفكك من الداخل بفعل ما ألقاه الله بينهم من عداوة وبغضاء:﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾

وسيتحطم كذلك من الخارج، إذ يسلط الله عليهم بعض أوليائه تارة وبعض أعدائه تارة أخرى، عقوبة لهم على فسادهم وتآمرهم. فهم مصابون بداء إشعال الحروب وتأجيج الفتن والسعي في الأرض بالفساد، لكنهم لا يدركون أن الله سبحانه يتكفل بإطفاء نيرانهم ويمهد لهلاكهم:﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّٰهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللّٰهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾

لقد عادوا أحفاد من هزم أسلافهم أمير المؤمنين عليه السلام صاحب بيعة الغدير والذي ينبغي أحياء البيعة والولاء له في عيد الولاية عيد الغدير بتولي أوليائه والتبري من أعدائه ومحاربي نهجه ، فقتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، واستهدفوا حتى خيرة الصالحين من حملة العقيدة والرسالة.

فرحم الله جميع شهداء العقيدة والمقاومة، ومن قبلهم وعلى رأسهم الشهيد المدرسة السيد حسن نصر الله مرعب الصهاينة بما قدمه من جهاد وكلمة حق في وجه طغيانهم والذي ستكون دمائه سببا بزوال قتلته المستكبرين.

كما لا أنساني الله تعالى شهيدنا الصدر المقدس والذي كان يردد أن في موتي شفوة وفرحا لإسرائيل وأمريكا، ذلك المرجع الذي علمنا كيف نصدح بكلا كلا أمريكا، كلا كلا إسرائيل ، أقول سيدنا أنا على يقين أنك اليوم تعيش فرحا وسرورا بما يجري لهم على يد أبناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية داموا منتصرين ، فسلام عليك بما قدمت وصبرت فنعم عقبى الدار.

كما أن فرحتك ستدوم وأنت ترى نتائج البديل المماثل والتي كانت سببا بدوام نهجك في بلد أمير المؤمنين “عليه السلام” وها هي مواقفه الصادحة بالحق لنصرة أبناء الإسلام المحمدي الأصيل .

وفي ختام مقالتي أدعو جميع طلبة العلوم الدينية أعزهم الله بعزه إلى إظهار النصرة والإعتزاز بما يجريه رب الجبارين على أيدي أخواننا المؤمنين من نتائج مباركة والله ناصر المؤمنين.

الخطيب الحسيني السيد رسول الياسري
صباح يوم السبت المصادف ٢٠٢٥/٦/١٤

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى