اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبة صلاة الجمعة في قضاء خور الزبير بإمامة السيد رسول الياسري

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الإمامين العسكريين (ع) في قضاء خور الزبير/محافظة البصرة، بإمامة السيد رسول الياسري.

 

وفيما يلي نص خطبة صلاة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”:

“ونحن نعيش ذكرى شهر محرم الحرام ذكرى شهادة المولى أبو عبد الله الحسين وأهل بيته وأصحابه (رضوان الله عليهم أجمعين) ولا تزال تعازينا مستمرة إلى سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
قال تعالى: (ذلك وما يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

ماذا يستفيد الموالي من المجالس الحسينية أو بالأحرى ما الذي عليه أن يستفيد من هذا العطاء الحسيني المبارك؟ اهتم الأئمة (سلام الله عليهم) اهتماماً كبيراً بإقامة المآتم الحسينية وإحياء واقعة عاشوراء، فهم أول من أقاموا العزاء على مصيبة سيد الشهداء (سلام الله عليه).

ماذا يقول الإمام الرضا (سلام الله عليه) يقول: (إن يوم الحسين عليه السلام أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء أورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين (عليه السلام) فليبكي الباكون)

وعن الصادق (عليه السلام) قال: (كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين سلام الله عليه فإنه فيه مأجور).

وعن الرضا (سلام الله عليه) قال: (من تذكر مصابنا فأبكى وأبكى لم تبكي عينه يوم تبكي العيون).

إذن بعد هذه المقدمة ما هي الآثار والاستفادة وماذا يتخرج من المجلس الحسيني للإمام الحسين (سلام الله عليه).

أولاً.. إحياء قيم النهضة الحسينية إن إقامة العزاء والمجالس الحسينية نتائجها هو الحفاظ على جذوة وشعلة النهضة الحسينية، وتبقى مشتعلة ووقادة فتبقى آثارها في الوجدان الشيعي ومغروسة في ذاكرة الناس ونتاجها أن تبقى القلوب والضمائر حيه غير ميتة في الدنيا والآخرة.

عن الرضا (عليه السلام) قال: (من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب).

ونعوذ بالله من يوم تموت فيه القلوب أي في يوم القيامة وهو تعبير عن حالة شديدة من الخوف والغم والدهشة التي تصيب الناس في ذلك اليوم، حتى ورد أنه توجد أعمال كثيرة تحيي القلوب، قال النبي (صلى الله عليه وآله): (من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب).

وغيرها من الأعمال المباركة التي تجعل القلوب حية في الدنيا والآخرة.

ثانياً.. من الآثار التي لابد أن تظهر على الحسيني نشر ثقافة الإسلام فالمأتم أو المجلس هو مدرسة يستفيد منها مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية، ولذا على الخطباء يبذلوا جهداً كبيراً أن يكون له مستوى علمياً جيد حتى يسخر العلم لتثقيف المجتمع، وخصوصاً ما تعرف بالملايه التي تقرأ للمجتمع النسوي.

ثالثاً.. الجمع ما بين العقل والعاطفة، المتخرج من مجلس الحسين لابد أن تظهر عليه آثار التعقل والعاطفة مع المجتمع، وإلا فلا قيمة لحضوره إذا كان الشيطان والغريزة والأهواء والأطماع هي التي تتحكم به كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً، حتى أنه من المعيب أن نسمع كلمه ولو بالعامية هذوله جماعة الحسين (سلام الله عليه)، كلا جماعة الحسين لابد أن يمتازوا بكل الصفات الحميدة المباركة، ومن تلك الصفات هي الدمعة التي تنزل من دون إذن بمجرد سماع اسم الحسين (عليه السلام)، حيث هو القائل سلام الله عليه (أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن الا استعبر)، إذن الحسيني الذي يتخرج من المجالس الحسينية لابد أن يمتاز بالتعقل والعاطفة ورقة القلب وطيب القلب.

رابعاً.. من نتائج العزاء الحسيني هو صحبة المؤمنين وهذا بحد ذاته نتاج عظيم وكم هي العلاقات التي نتجت إثر الخدمة الحسينية والعزاء الحسين، استمع رجاء لهذا الحديث الشريف المبارك والمفروض أن المؤمن يستكثر من إخوانه المؤمنين..

عن الإمام الصادق (سلام الله عليه) قال: (من زار أخاه في الله عز وجل قال الله عز وجل إياي زرت وثوابك علي ولست أرضى لك ثواباً دون الجنة).

خامساً.. نتائج المجالس الحسينية هو تحقيق العبودية لله تعالى وحده، وهذا شعار الإمام الحسين (سلام الله عليه) كونوا أحراراً لا للشهوات وعبدة الطغاة بل أحراراً في طاعة الله تعالى والسير على نهج الإمام الحسين (سلام الله عليه) وهو القائل (لا أعطيكم بيدي عطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد، ثم قال يا عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون وأعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب).

وردد (عليه السلام) كلمه لابد أن تبقى في الأذهان والقلوب، والشيعي وإن كان مظلوماً حتى من أبناء جلدته لكن لا يقبل الذل لأنه لا يخضع للكافر ولا يغير إيمانه، هو هذا بحد ذاته رفض للذلة، كما قال الإمام الحسين (هيهات من الذلة)، لأن في الطاعة لله تعالى هو العزة والتحرر لما دون الله تبارك وتعالى (قال الله عز وجل ولله العزة وللرسول وللمؤمنين)، أما أهل النفاق والكفار هم الأذلاء وهذا النتاج هو عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني الفاسد بل حاربه أتباع آل البيت (عليهم السلام) لأنهم لا سلطان عليهم لا من أمريكا ولا إسرائيل ولا من بريطانيا، ولذا الحذر كل الحذر من الساسة مما يحسبون على المذهب الشريف، فإن التطبيع معناها الذلة والضياع وسيطرة الكافر اللعين، لذا صارت هذه العزة من صفات أتباع سيد الشهداء، لأن الحسين هو العزيز واستشهد عزيزاً رافضاً لكل المنكرات التي أرادها بني أمية لعنهم الله تعالى.

هؤلاء العلماء والمؤمنين من أتباع آل البيت (عليهم السلام) كان شعارهم واضح رافضين للذلة والخنوع..

شهيدنا الصدر الأول (قدس سره) وسبحان الله هذه الأيام حوكم من أقاموا بجريمة قتله مع العلوية بنت الهدى، حكموهم بالإعدام بعد هذه السنوات الطويلة ظهر الحق لهذا الدم الطاهر المظلوم والقصاص العادل من المجرمين اتباع الزمرة الحاكمة بما فيهم صدام اللعين، كم حاولوا أن يرضخ لهم ولو بتصريح في التلفزيون بأن يمدح منجزات حزب البحث الكافر المنحل، ولكن هيهات هيهات ونال الشهادة وهو عزيزاً غير دليل.

سادساً.. من نتائج المجلس الحسيني أن يكون الحسيني آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر والسير بسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (سلام الله عليه) كما قال هو الحسين عليه السلام (وإني لم أخرج أشراً ولا باطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ليس هنا فقط بل حدد المسار وقال وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين).

نقطة مهمة سيرة جدي وأبي وهذا الكلام قد مر على أذهانكم أسمع ماذا قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه) عندما أراد أن يعطوه الخلافة قالوا له ومنهم هو عبد الرحمن بن عوف لنا الله عليك إن وليت هذا الأمر أن تسير فينا بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين، فقال (عليه السلام) أسير فيكم بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعت واجتهادي لأن الله يقول (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

إذن الإمام الحسين (سلام الله عليه) حدد المسار لنا كافة لا يمكن أن يكون الشخص حسينياً إذا لم يكن منهجه حسينياً كالإمام الحسين (سلام الله عليه)، وليعلم الجميع أن سيرة الإمام الحسين لم تكن مقتصرة على أتباع آل البيت، بل هي للأحرار في كل العالم، فهذا غاندي وكل الأحرار في العالم الحسين هو عنوان لهم، لأن الحسين هو الهداية والنور ومعناه الوقوف بوجه الظلم والظالمين.

سابعاً.. نتائج المجلس الحسيني هو ترديد النداء لبيك يا حسين هذا الذي انتصرت به الأمم والثورات التي سارت على نهج الإمام (سلام الله عليه)، وأعتقد خير شاهد أمامكم داعش اللعين عندما دخلت كيف قابلها أتباع أهل البيت بلبيك يا حسين ولبيك يا زهراء، وكذلك هذه الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمامكم..

وفي الختام أريد أن أبين نقطة مهمة أن البعض يقول ماذا نملك لو تعرضنا كما تعرضت له إيران الإسلام من اعتداء صهيوني؟

أنا أقول لك انت أيها الشيعي العراقي أنت تملك الشجاعة والعزة الحسينية وخير شاهد حرب داعش، عندما نهضت رجالاً وحتى النساء التي كان لها الدور في الدعم اللوجستي وقدمت أولادها وأزواجها وآبائها فأنت لو كنت هيناً لتركك الصهاينة والأعداء للإسلام والمذهب، لكن يعلمون أن حرارة دم الحسين في القلوب كما ورد في الحديث (إن لقتل ولدي الحسين عليه السلام في قلوب المؤمنين حرارة لا تبرد أبداً)، هذه الحرارة خرجت الشجعان في ساحات الجهاد فالتزموا مجالس الحسين جزاكم الله خير، فهي التي خرجت الأجيال وجعلتهم على الحق والصواب.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى