
أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الإمامين العسكريين (ع) في قضاء خور الزبير/محافظة البصرة، بإمامة السيد صادق الياسري.
وقال السيد الياسري، خلال خطبة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “هنالك جملة من الأسباب التي دعت الإمام الحسين (سلام الله عليه) أن يخرج ويعلن رفضه لحكومة يزيد بن معاوية اللعين، ويقول كلمته المشهورة إن مثلي لا يبايع مثله، وتحمل عناد المعاندين وتجمعت عليه الجيوش الكافرة، لأن الأمة أصابتها أمراض خطيرة، وهي حالة انعدام الإرادة وانعدام وضوح الطريق وفقدان الوعي، كل ذلك وغيره دعا الإمام الحسين (ع) أن يعلن ثورته على الظلم والظالمين”.
وأضاف، أنه “فمن تلك الأسباب:
أولاً… أصبحت الخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا مصطلح لم يتكلم به النبي (صلى الله عليه وآله) إلا لأهل بيته وأولهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو أمر الله تعالى (قال إن الأئمة من بعدي اثني عشر كلهم من قريش وبين أسمائهم، أما (مصطلح) الخلافة لغير أهل البيت (عليهم السلام) فهذا ما ابتدعه القوم بعد وفاة النبي الذين خرجوا عن طاعته (صلى الله عليه وآله)، ومن هذا المصطلح جعلوا تقديم المفضول على الفاضل وابتعدت الأمة عن المسار الإلهي، لولا وجود أمير المؤمنين (سلام الله عليه) رغم أنه لم يسم خليفة في نظرهم.
ثانياً.. وصول آل أبي سفيان وآل الحكم إلى السلطة، والحكم قد مثل انحرافاً كاملاً للمجتمع عن حقيقة الروح السائدة وفق المنظور الإلهي، وهؤلاء ماذا صنعوا في الأمة اغتصبوا وسرقوا وزوروا إرادة الأمة وأباحوا كرامتها واستطاعوا أن يخدروها وأن ويجعلوها غير قادرة على مجابهة الموقف.
ثالثاً.. لم يمضي بعد نصف قرن على رحيل النبي (صلى الله عليه وآله) حتى كادت تلك الركائز التي أسسها النبي كالنظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والقضائي، كادت تنقرض وتنمحي من حياة الناس، ولم يعد معاوية فقط خليفة كما هو المتعارف بل أصبح خليفة الله وإن حزبه هو الحق بالخلافة الشرعية حتى أصبحت الحكومة دينية ومدنية في آن واحد، وفي نفس الوقت”.
وتابع السيد الياسري: “ونتج عن ذلك ما يلي:
١.الخلافة عندهم وراثة الأب للابن.
٢..يجوز قتل الهاشمين وانتهاك الحرمات والمقدسات حتى أحرقوا الكعبة ودكوها بالمنجنيق.
٣..تهديم المدرسة المعرفية والفكرية لأهل البيت، واختلاق الأحاديث الكاذبة في ذم أمير المؤمنين (سلام الله عليه)، والنيل منه على المنابر وعدم الرواية عن آل البيت (عليهم السلام)”.
وأكمل: “رابعاً.. ربط السياسة بالقداسة أي ترمي بالكفر كل من يعارض بني أمية، وتطبيق قاعدة المحلل والمحرم والمقدس والمدنس فكل اعتداء على السلطة هو سقوط في دائرة المحرمات أي المدنسات، وكل تحالف معها هو إحياء في دائرة المحللات أي المقدسات حتى صار هناك شعار إذا كان بينكم أمير وقام أحد وادعى الإمارة، فسارعوا واقتلوه، وبعد ذلك عرف حرمة الخروج على الحاكم حتى لو كان ظالماً، ووجوب طاعة الحاكم الظالم وحرمة نقض بيعة الحاكم الظالم ولا يجوز شق عصا المسلمين.
خامساً.. والمصيبة الكبرى هو (الجبر والإرجاء) أي أن الله هو الذي أراد أن يكون معاوية، والخليفة وعلي بن أبي طالب ليس خليفة أي أن الله هو الذي يريد، حتى أن معاوية التقى بعائشة فكان ما قال لها إن أمر يزيد قضاء من القضاء وليس للعباد الخيرة من أمرهم، واستخدم هذا الأسلوب مع أصحاب النبي، وفتحت هذه الفكرة الباب على مصراعيه من أجل ارتكاب كل ما تريد ظلماً وعدواناً ما دام المبرر موجود، كما قال عبيد الله بن زياد لعنه الله أوليس قد قتل الله علياً وخاطب زينب كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتي وأصحابه، فهذه الأسباب التي دعت سيد الشهداء أن ينهض، لأنه يرى بعينه لا يوجد دين، وأرادوا محو الدين الإسلامي حتى يتبادر إلى ذهنك لماذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) حسين مني وأنا من حسين، إن الحسين هو الذي أرجع شريعة سيد المرسلين مرة أخرى إلى الأمة، وأعادها بعد أن طمستها خلافة بني أمية”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز