
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية الإمام المهدي (ع) بقضاء أبي الخصيب/ منطقة أبو كوصره، بإمامة الشيخ حسن التميمي.
وكانت الخطبة الاولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، عن اتقان العمل والاخلاص المهني
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي رفع السماء بلا عمد وبسط الارض على وجه ماء جمد تبارك اسمه وتعالى قدسه علوا كبيرا والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للانام ومشكاة نور الظلام والمظلل بالغمام ابي القاسم المصطفى محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد (عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله )
روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال:( لما مات ابراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) راى النبي (صلى الله عليه واله) في قبره خللا فسواه بيده ثم قال اذا عمل احدكم عملا فليتقن).
اتقان العمل والاخلاص فيه من القيم التي حثت عليها الشريعة الاسلامية وقادة الاسلام فالرواية التي بين يديك والتي افتتحنا بها الخطبة تتحدث عن ان النبي (صلى الله عليه واله )لما راى خللا في قبر ولده ابراهيم (عليه السلام) لم يتباعد دون ان يتصدى بنفسه لتسوية ذلك الخلل ولم يكتف (صلى الله عليه واله) بالحث عمليا على ضرورة اتقان العمل بل اتبعه بالحث اللفظي فالنبي (صلى الله عليه واله) استعمل الجانب العملي والجانب اللفظي ليلفت النظر الى اهمية هذه القيمة الا وهي اتقان العمل وعنه (صلى الله عليه واله) ايضا قال 🙁 ان الله تعالى يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه )
ولاتقان العمل ثمرات كثيره نذكر منها:
اولا : الحصول على الحب من الله تعالى فمن يتقن عمله يكون محبوبا عنده عز وجل قال تعالى (واحسنوا ان الله يحب المحسنين) فان احد معاني الاحسان هواتقان العمل وقد احسن الشاعر اذ قال : ( اذا عمل المرء المكلف مرة عملا فان العيب الا يحسنه فقد ذكر المختار ان الهنا يحب لعبد خافه ان يتقنه )
ثانيا: التأسي بالله تعالى ونحن مأمورون بالتأسي به جلت قدرته فان الاتقان صفة من صفات الله تعالى والذي يتقن عمله يكون قد اتصف بصفة من صفات ربه جلت قدرته قال تعالى (صنع الله الذي اتقن كل شيء )
ثالثا: ان اتقان العمل سبب من اسباب رقي الامم والتمكين للامة في الارض فالمنهج الصحيح مع الاخلاق الفاضلة والقوة المادية والعلمية مع التوكل على الله تعالى كفيل باخراج عمل متقن على احسن الوجوه ويذكرنا القران الكريم بقصة ذي القرنين في بناء السد لمنع ياجوج وماجوج من الافساد في الارض
ايها الاخوة: ان نظرة عامة على واقع بلدنا بشكل عام ومحافظتنا بشكل خاص سيتضح من خلالها ضعف وجود هذه القيمة اعني اتقان العمل ولذلك اسبابه الكثيرة نذكر منها:
السبب الاول: انعدام الوازع الذاتي عند المسؤول وهذا الوازع يحركه: اما الالتزام الديني فالمؤمن الملتزم بدينه يكون متقنا لعمله لان دينه يامره بذلك ، او ضميره الانساني اذ قد لا يكون الانسان متدينا ولكن ضميره الانساني الحي هو الذي يدفعه لاتقان عمله ، او حبه لعمله والملاحظ على اغلب مسؤولي مؤسسات الدولةومفاصله غياب الالتزام الديني وموت الضمير الانساني وعدم حبهم للعمل وذلك بسبب عدم اختيارهم لهذه المناصب على اسس صحيحة.
السبب الثاني: غياب النظام الرقابي فالمؤسسات الرقابية عندنا ليست فعالة بالشكل المطلوب وقد القى ذلك بظلاله على واقع مؤسسات الدولة وسجلت الكثير منها فشلا ذريعا في القيام بوظائفها بالشكل المطلوب فغياب ثقافة مكافأة المتقن لعمله ومحاسبة المقصر فيه انتجت هذا الفشل في الكثير من المؤسسات الحكومية والشاهد على هذا الكلام الفرق الواضح في الخدمات المقدمة في المؤسسات الاهلية كالمستشفيات والمدارس وفي الخدمات المقدمة في المؤسسات الحكومية
السبب الثالث: عدم اختيار المسؤولين عن مؤسسات الدولة بكافه اصنافها وتشكيلاتها ومفاصلها وفقا للاسس الصحيحة القائمة على اساس اختيار من تتوفر فيهم النزاهة والكفاءة لشغل تلك المناصب بل يجري اختيار هؤلاء المسؤولين على اساس المحاصصة الطائفية والمناطقية والحزبية والقومية وقد انتج ذلك ان مسؤولي تلك المؤسسات اصبحوا يبحثون عن استرضاء من نصبهم ولو على حساب اتقان العمل المناط بهم كما واصبحوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة كما وان غياب مبدا (اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب) انتج تسنم شخصيات لمراكز مسؤولية ليست من اختصاصهم وليسوا اهلا لها وبعضهم لا توجد لديه خطط مستقبلية لتطوير العمل والارتقاء به
ايها الاخوة: ان الكثير من الازمات التي تمر بها البصرة ليست وليدة حالات هي خارج سيطرة الانسان بل هي ضمن حدود سيطرته بمعنى ان الانسان هو من تسبب بها فتلوث الهواء سببه الانبعاثات السامة من المؤسسات الصناعية والنفطية فيمكن السيطرة على هذا التلوث بايجاد حلول لتقليل تلك الانبعاثات السامة، كما ان ازمة ملوحة المياه ليست وليدة الساعة بل دقت ناقوس الخطر قبل ثمان سنوات ولم نجد تحركا جديا وفعليا لمعالجة هذه الازمة من قبل الحكومات المتعاقبة الاتحادية والمركزية ولم نسمع الا وعودا جوفاء في وقت حصول الازمة وهي ازمة ليست جديدة اساسا.
كما ان ازمة ملوحة المياه ليست وليدة الساعة بل دقت ناقوس الخطر قبل ثمان سنوات ولم نجد تحركا جديا وفعليا لمعالجة هذه الازمة من قبل الحكومات المتعاقبة الاتحادية والمركزية ولم نسمع الا وعودا جوفاء في وقت حصول الازمة وهي ازمة ليست جديدة اساسا.
أما الخطبة الثانية، فكانت عن: المنبر صوت الحق في وجه الباطل
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم : الحمد لله الحنان المنان الملك الديان عظيم الكبرياء عريض السلطان تعالى الله المنزه عن النقصان والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الامة ومنير الظلمة ابي القاسم المصطفى محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد وصل اللهم على علي امير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الى جنات النعيم وصل اللهم على الصديقة الطاهرةفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وصل اللهم على الحسن والحسين امامي الامة وسبطي نبي الرحمة ومنبع العلم والحكمة وصل اللهم على ائمة المسلمين (السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والحجه القائم المهدي عجل الله فرجه) ائمتي وسادتي وقادتي بهم اتولى ومن اعدائهما اتبرا (عباد الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ).
كلمة (المنبر) ايها الاخوة مشتقة من (نبر) وهي تعني رفع الشيء او علوه ولذا سميت هذه الاعواد منبرا لعلوها وارتفاعها وعلى هذا الاساس فانه لا يمكن حصر مفهوم المنبر بمصداق واحد بل يمكن القول ان كل ما يمكن ان يكون هاديا الى الله تعالى وداعيا الى الرشاد والصلاح وصوتا لاجل رفض الظلم والفساد والباطل هو منبر ، فالقنوات الفضائيةتعتبر مصداقا من مصاديق المنبر ومواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها وتنوعها تعتبر ايضا من مصاديق المنبر
ايها الاخوة: ان المنبر الرسالي بمعناه الواسع الذي ذكرناه لابد ان يتصف بجملة صفات
منها: ان يكون صوتا عاليا للمطالبة بالحقوق ورفض الظلم والانحراف والباطل.
ومنها :ان يكون مصدرا لبث التوعية والتنمية الفكرية والثقافية ليرفع من الرصيد التوعوي والفكري لدى ابناء الامة.
ومنها : ان يكون مشخصا لمشكلات المجتمع وما يواجهه من تحديات في مختلف المجالات وان يضع الحلول الناجعة لها وهو عين ما كان يفعله ائمتنا (عليهم السلام )وعلماؤنا (رضوان الله عليهم).
ايها الاخوة: لقد جسدت خطب الامام زين العابدين (عليه السلام ) في الكوفة والشام جميع الصفات اللازم توفرها في المنبر الرسالي الهادف وكيف لا يكون كذلك وهو حفيد امير البيان علي بن ابي طالب (عليه السلام) فنجده (سلام الله عليه ) رغم ما به من الام وجراحات عميقه يقف كالليث الهزبر امام طاغيهدة كعبيد الله بن زياد ليرد عليه كلامه ومغالطاته ناهيك عن خطابه في ميدان الكوفة امام الكوفيين حيث كان صرخة في وجه الظلم والظالمين وجرعة من الوعي للغافلين
واما خطبته في الشام امام يزيد( لعنه الله )فكانت من اروع ما قيل في موقف كهذا ليزيح (عليه السلام) الغبار عن وجه الحقيقة التي حاولت منابر وعاظ السلاطين والاعلام الماجور طمسها وتشويها وليقرب الناس من الله تعالى وليبث فيهم الوعي يوقظ ضمائرهم.
ايها الاخوة: اننا بحاجة اليوم الى ان تكون المنابر الاعلامية عاملة بمصداقية عالية وصوتا في وجه الظلم والانحراف ومصدرا من مصادر الوعي والبصيرة ولكننا للاسف الشديد نعاني من كثير من وسائل الاعلام التي تكيل بمكيالين وتتعامل بازدواجية مع الاحداث فاين هي وسائل الاعلام العربية والاسلامية من الكارثة التي تشهدها غزة الجريحة فالناس هناك يموتون جوعا وسط صمت دولي رهيب وتعتيم اعلامي وكان الضمير الانساني قد مات والشعور بالاخرين قد ذهب الاف الاطفال والنساء والشيوخ والشبان يموتون جراء نقص الطعام والماء والعلاج الطبي ولا احد يحرك ساكنا.
اطفال كالورود يذبلون ويلتصق الجلد بالعظم ليغادروا الدنيا الى رب رحيم كريم في غزة ياتي الناس ليستلموا المساعدات من المنظمات الانسانية التي يشرف عليها الاسرائيليون ليكونوا هدفا لالة الحرب الاسرائيلية ثم تتبجح الامم المتحدة باستنكارها هذا الفعل وكأن من يقتلون حيوانات لا قيمة لهاواذا كانت غزة تقتل بالجوع فالبصرة تقتل بالماء المالح.
البصرة التي تنتج اربعة ملايين برميل من النفط وهي العصب الاقتصادي للعراق يعاني مواطنوها وهم زهاء خمسة ملايين من الماء المالح غير الصالح للاستخدام حتى للحيوانات.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز