مقالات
أخر الأخبار

العام الدراسي وإدمان الألعاب الإلكترونية

كتب أحمد كامل السراي: ونحن على أبواب انطلاق العام الدراسي الجديد وتوجه ملايين الطلبة إلى مقاعد الدراسة بعد انتهاء العطلة الصيفية، تواجه الأسر العراقية تحدياً كبيراً يحتاج إلى تكاتف الجهود مع الكوادر التدريسية لتجاوزها، وهو إدمان الطلبة على الألعاب الإلكترونية خصوصاً أعمار الابتدائية والمتوسطة، حيث قضى غالبية الطلبة خلال العطلة الصيفية أياما بلياليها، وهم مرابطون لأجهزة المحمول في ممارسة الألعاب الإلكترونية، التي تتسم بطابع السرعة والتشويق والتحدي.

 

وهذا ما لمسته شخصياً لدى أطفالي وهم يلعبون مع أقرانهم من الأقارب والجيران في ألعاب (البوبجي وغيرها من الألعاب الإلكترونية)، التي تمتاز بطابع التحدي في ما بينهم ويكون الطفل مشغولاً معظم أوقاته بتلك الألعاب ولا يكاد يفارقها سوى أوقات الأكل والنوم، على الرغم مما يواجهه الطفل من حالات ومزاجات متقلبة أثناء ممارسته تلك الألعاب، لكن يفضل الأهالي انشغال الطفل فيها بدلاً من ممارسة اللعب في الشارع لعدة أسباب أهمها الخوف من تعرض أطفالهم لخطورة الحوادث المختلفة.

ويرى البعض أن ممارسة الطفل ألعابه على جهازه المحمول أفضل لأنه سيكون أمام أنظارهم وأسماعهم للحديث، الذي يتناوله مع أقرانه عكس اللعب في الشارع حيث يكون بعيداً عنهم، فضلاً عن ذلك فقد يرى البعض أن اللعب على أجهزة المحمول يزيد من حاسة الذكاء لدى الأطفال، لكن تبقى المهمة الأكبر، التي تواجه الأسر، وهو إدمان الأطفال على تلك الأجهزة، وكيف سيتم ترويضهم بترك تلك الأجهزة مع بدء العام الدراسي الجديد، وهل ستكون له عواقب جسيمة على نفسية الطفل، ومدى استيعابه لتقبل دروسه اليومية وتأقلمه مع أجواء الدراسة دون صديقه الحميم جهازه المحمول.

نحتاج إلى تكاتف الجهود من العديد من الجهات المختصة لعلاج الإدمان لدى الأطفال، وحتى سن المراهقين بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة والصحة النفسية ووزارة الاتصالات، التي يجب أن تتخذ خطوات جديدة تخص العام الدراسي، حيث طرحت الدكتورة فرقان ماهر الأستاذة الجامعية باختصاص صحة المجتمع، قبل فترة قليلة، مقترح قطع الإنترنت الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، لغاية الساعة السادسة صباحاً.

وقد لاقى المقترح تأييداً شعبياً واسعاً بين المجتمع، وهذا يعكس مدى صعوبة وتذمر الأهالي مما تواجهه جراء استمرار بث الإنترنت طيلة اليوم، وكيف انعكس سلباً على حياتهم وأدى إلى إدمان الأطفال وبقائهم مستيقظين طيلة الليل، وهم يمارسون الألعاب الالكترونية.

من جانب آخر تقع على عاتق الصحة النفسية مسؤولية إدامة الزيارات للمدارس وعقد الندوات مع الكوادر التدريسية من جهة، ومع الطلبة من جهة ثانية، لمساعدتهم للتخلص من آثار الإدمان، حيث ستواجه المدرسة تحدياً كبيراً بكسب الطلبة وكيفية تخليهم عن أجهزتهم المحمولة بشكل إرادي دون تدخل إجباري أو عبر العنف من الأهل، والذي يؤثر ذلك سلباً على أداء الطلبة دراسياً أو يلجأ بعض الطلبة للحصول على أجهزتهم بطرق شتى دون معرفة الأهل.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى