اخبار اسلامية
أخر الأخبار

الشيخ الصفار يدعو للاهتمام بدور المفكرين وتعزيز مكانتهم

دعا الشيخ حسن الصفار، الحوزات العلمية والمؤسسات الدينية، للاهتمام بدور المفكرين وتعزيز مكانتهم.

 

وقال الشيخ الصفار، إن “الساحة الإسلامية بحاجة لوجود العلماء المفكرين الذين يواكبون حركة الزمن، وتطوّر الفكر الإنساني العالمي، ويتصدّون للمشكلات والتحديات التي تواجه الدين والأمة في عصرهم”.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة بمسجد الرسالة في القطيف شرقي السعودية بعنوان: (تربية المفكرين في مدرسة الإمام الصادق)، وتابعتها “النعيم نيوز”.

وأوضح، أن “مفهوم الفكر يختلف عن مفهوم العلم، فهما مفهومان متقاربان غير متحدّين، إنهما ليسا شيئاً واحداً رغم تقاربهما وتشابههما”.

وتابع الشيخ الصفار، أن “العلم هو الحصول على المعرفة والمعلومات في أي مجال، بينما الفكر هو إعمال الذهن والتأمل في المعارف والمعلومات، لتقويمها وتحليلها والاستنتاج منها، وإضافة الجديد إليها”.

وأضاف: “قد يكتفي العالم بما حصل عليه من علم، ولا يبذل جهداً ذهنياً في التفكير والتأمل في حصيلته العلمية، ولا ينمّي لديه قدرة البحث ومهارة النقد والتّقّويم، ولا يتجه إلى الإبداع والتّطوير في مجال علمه، فهو حينئذٍ عالم لكنه ليس مفكراً”، مؤكداً أن “كل مفكر عالم، وليس العكس”.

وأكمل الشيخ الصفار، أنه “قد يكون المرء عالماً بمجال علمي ولا يكون مفكراً في ذلك المجال، لأنه لم يتمتع بقدرات ومهارات فكرية عالية تمكنه من الإبداع والابتكار، وتطوير ذلك العلم، وإضافة جديد إلى بحوثه”.

وأشار، إلى أنه “في حوزاتنا العلمية نجد علماء مجتهدين كثيرين في الفقه والأصول مثلاً، وبعضهم يصبحون مراجع، لكن هناك من يكون صاحب مدرسة متميزة، يضع مباني ونظريات جديدة، ويمارس عملية نقد وتقويم لبعض ما يكون سائداً في الوسط العلمي، فيصدق عليه أنه عالم مفكر”.

واستشهد الشيخ الصفار، “بمصاديق لذلك مثل شخصية الشيخ الطوسي، وابن إدريس الحلي، والشيخ الأنصاري، والسيد الخوئي في مجال تخصصهم الفقهي والأصولي”.

وأردف، قائلاً: “وهناك فقهاء مفكرون في مجال الفكر الإسلامي العام، إضافة إلى تخصصهم الفقهي والأصولي، كالسيد الإمام والشهيد الصدر والسيد الشيرازي والسيد فضل الله والشيخ المطهري والشيخ شمس الدين وأمثالهم”.

ولفت الشيخ الصفار، إلى أن “المفكر من يمارس التفكير، ويكون صاحب رأي ومنتج فكر، وليس مجرد ناقل ومقرر لآراء الآخرين”، مشيراً إلى أن “هناك بيئة تحفّز الفكر، وتشجّع النقد والإبداع، وضمن هذه البيئة يولد المفكرون، وهناك بيئة تربي على الحفظ والتلقين، واجترار ما قاله الأساتذة، وعدم تجاوز المألوف والمشهور، فتخرج علماء لا يضيفون للعلم والمعرفة شيئاً مهماً، ولا يحدثون تغييراً في ساحة الأمة”.

نهج الإمام الصادق

وذكر الشيخ الصفار، أنه “حين نتأمل نهج الإمام جعفر الصادق (ع) في رعاية مدرسته العلمية، نرى ضمن جهوده لنشر العلم وإعداد العلماء، أنه يولي اهتماماً خاصاً لتربية شريحة من العلماء المفكرين، من ذوي القدرات الفكرية الوقّادة، ليكونوا رواداً مبدعين في حقل اختصاصهم”.

ومضى يقول: “يمكننا أن نرصد ملامح هذا النهج في التحفيز لممارسة التفكير، وفي أجواء الانفتاح الفكري، وقد شجّع الإمام (ع) تلامذته على معرفة آراء مختلف المذاهب، والإفتاء بها لاتباعها، كما شجّع الكفوءين منهم على المناظرة والحوار، مع أرباب الاتجاهات العقدية والفكرية الأخرى”.

ونوه، إلى أنه “لا شك أن لأجواء الانفتاح الفكري دوراً في انطلاق الفكر، وإنضاج التجربة الفكرية، وتنمية القدرة على الابتكار والإبداع”، مبيّناً أن “من ملامح هذا النهج الاهتمام والإشادة بذوي الفكر والإبداع”، لافتاً إلى “وجود شريحة من تلامذة الإمام (ع) المفكرين الذين اختصهم باهتمام أكبر، وأشاد بشخصياتهم، ليكونوا قدوة للآخرين، فهم ليسوا مجرد رواة أحاديث، أو نقلة أحكام شرعية، بل يمتازون ببراعة الفكر وقوة المنطق”.

وأبان الشيخ الصفار، أنه “في نهج الإمام جعفر الصادق (ع)، في الاهتمام بتربية المفكرين، رسالة مهمة لحوزاتنا العلمية، ومؤسساتنا الدينية، بالأخذ بهذا النهج، وتعزيزه في مسيرتها، وكنموذج من هذه المدرسة تحدّث سماحته عن العالم الفيلسوف المفكر هشام بن الحكم، الذي تشير بعض النصوص والمصادر إلى أنه في بداية أمره كان مع أبي شاكر الديصاني صاحب النزعة الإلحادية، وتأثر بأفكاره، ثم تبع الجهم بن صفوان الجبري المتطرف وتأثر بها”.

وتابع: “ثم لحق بالإمام الصادق (ع)، وفي مدرسته نما عقله ونضج تفكيره، واتسعت معارفه”، مردفاً بالقول: “لقد بلغت كتبه 31 كتاباً في قضايا علم الكلام والفلسفة والفقه والحديث، تدلّ على سعة معارفه، ونشاطه الفكري المتنوع، منها كتابه في الرّد على المعتزلة، وكتاب كتاب الردّ على الزنادقة، كتاب الردّ على أرسطاطاليس، كتاب الردّ على من قال بإمامة المفضول”.

وأضاف الشيخ الصفار: “ونقل وصف ابن النديم له بقوله: من متكلمي الشيعة، ممن فتق الكلام في الإمامة، وهذّب المذهب والنظر، وكان حاذقاً بصناعة الكلام، حاضر الجواب، كما نقل وصف الأستاذ أحمد أمين له بقوله: أكبر شخصية شيعية في الكلام… وكان جدلاً قوي الحجة، ناظر المعتزلة وناظروه، ونقلت له في كتب الأدب مناظرات كثيرة متفرقة، تدل على حضور بديهته وقوة حجته”.

وبيّن، أن “الشيخ عبدالله نعمة قال عنه: من أبرز المفكرين والمتكلمين في القرن الثاني الهجري، وأشهر شخصية علمية شيعية في عصره، تتجسد فيه الروح العلمية والفكرية، ويتمثل في آرائه ونظرياته الكثير من مبادئ الشيعة واتجاهاتهم تمثيلاً صريحاً”.

وختم الشيخ الصفار، “بالإشادة بالطروحات التي تم تداولها بمناسبة الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم، وتحدّثت عن دور الحوزة وعطائها الكبير، وسلّطت الضوء على نقاط الضعف والخلل، ووضعت خارطة طريق لمعالجتها”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى