مقالات

الذلة سنة للمعاندين والنصرة وعد للمؤمنين: تأملات في تاريخ بني إسرائيل

الحلقة السادسة: اليهود أشد الناس عداوة… فمالكم كيف تحكمون؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]

من يتدبر كتاب الله تعالى، يجد أن الصراع بين الإيمان والكفر ليس حادثا عارضا، بل هو حقيقة ممتدة، وجذور عميقة في التاريخ البشري، سجلها القرآن الكريم بأوضح العبارات. وقد جاءت هذه الآية الكريمة لتكشف عن هوية العدو الأخطر على أهل الإيمان، وتحدده وتبينه بعبارة صريحة : اليهود والمشركون، هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا.

هذه ليست شهادة من مؤرخ أو محلل سياسي، بل حكم من خالق البشر، العالم بسرائر النفوس:

{لَتَجِدَنَّ} أي لتجدن ذلك يقينا، فالتجربة والتاريخ والواقع كلها تثبت ذلك .

فعداوتهم ليست عارضة، بل ضاربة في الجذور.

نعم أحبتي كانت عداوتهم للأنبياء قبل أن تكون لنا!

لذا تجدهم اليوم يهددون بقتل سلالة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومنهجية المعصومين عليهم السلام وعلى رأسهم العلماء الربانيين ، كل ذلك لأنهم يرون أنفسهم فوق أرادت الله تبارك وتعالى وليس فوق المجتمعات الأخرى فقط .

أيها الأحبة

لقد سجل القرآن الكريم جرائم اليهود في صفحات التاريخ، لا بحق المؤمنين فقط، بل بحق الأنبياء أنفسهم:

قال تعالى: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقُّ} [البقرة: 61]

وقال سبحانه: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87]

وقال تعالى: {وَقَتْلَهُمُ ٱلْأَنبِيَآءَ} [آل عمران: 112]

فإذا كانوا قد قتلوا صفوة البشر ومن أختارهم ممثلين له على الأرض ، فكيف تتوقع رحمتهم بالمؤمنين وبقية المستضعفين ؟!

أيها الغيارى

إذا كان الله جل وعلا قد فضح عداء اليهود، وبين ظلمهم، وفسادهم، وخيانتهم للعهود، وتحريفهم للكتب، فبأي منطقٍ يلام المؤمن إذا ناصر من يقاتل هذا العدو؟

بأي وجه يعاب على الشعوب المستضعفة أن تؤازر الجمهورية الإسلامية في إيران تلك الدولة التي وقفت ولازالت واقفة في وجه إسرائيل وحلفائها ، وتدعم المقاومة، وتتحمل الحصار والعداء من أجل فلسطين والشعوب المستضعفة ؟!

أليس من الأولى أن يلام من صافح المستعمرين الصهاينة وقوى الأستكبار الغادرة ، وتغاضى عن دماء غزة، وتواطأ على المقاومة؟!

قال تعالى: {مَّا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [الصافات: 154]

نعم أنه تساؤل مشروع فمالكم كيف تحكمون؟!

وهي صيحة إنكار رباني على من قلب الموازين، وجعل العدو صديقا، والصديق عدوا!

أيها الأخوة وخطابي كذلك للمعترضين أيها المعترضون إن وضوح العداء يفرض وضوح الموقف

أن ما يفعله الكيان الصهيوني اليوم هو مصداق حي لعداوته، كيف لا وهو : يقتل الأطفال، ويهدم البيوت على ساكنيها، ويدنس المساجد، ويقوم بالتهجير القسري لكل من لا يتفق معه، أن حروب الإبادة الجماعية برهان واضح على شدة العداوة.

أيها المراقبون

ألم يجاهر ساسة الكيان الصهيوني علنا بأنهم لا يريدون بقاء الإسلام ولا شعوبه؟!

ويسأل البعض عن أمر بديهي ما هو موقفنا تجاه من وقف في وجه الكيان الصهيوني وحلفائه سواء كان شخص أو دولة أو محور؟!

الجواب واضح لا يستوجب التفكير، وجب علينا أن نقف معهم لا أن نتنكر لهم.

بل نقول أكثر من ذلك ، إن الصمت في هذا الموضع خيانة، والحياد جريمة، ومن يفعل ذلك فهو ممن يصدق عليه قوله تعالى :

{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} (النساء 88)

ولعل البعض مع الأسف الشديد يعتبر المواقف تبعية سياسية وهنا أصرخ بصوت عال أيها الناس الموقف ليس تبعية سياسية… بل نصرة للمبدأ

نحن لا ندافع عن دولة بحدودها، بل عن مبدأ يهاجم، وقضية يراد تصفيتها، وشعوب تذبح.
والحق واضح وضوح الشمس ، من قاتل عدو الله وعدو المؤمنين يستحق المساندة، لا التخذيل والتشكيك.

وهو ما قاله إمام المنصفين علي عليه السلام:”كونوا للظالم خصما، وللمظلوم عونا”

والعدو الصهيوني اليوم هو رمز الظلم العالمي، وغطرسة الباطل.

لعل الكثيرون اختلطت عليهم المفاهيم، بسبب الإعلام الموجه، والسياسات الملتوية، وهو ما يدعو للأسف والحزن والحسرة، ولكن وبكل بساطة أقول أن من يتدبر القرآن الكريم سيعلم أن:

العدو الأول هو من قتل الأنبياء، وحرف التوراة، وكذب بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام،

لهذا فإني أريد أن أوسع دائرة خطابي الديني

فأخاطب أصحاب العقيدة والعقلاء من المسيحيين في كل العالم، ولا أقتصر بخطابي المسلمين فحسب . وأكرر من قتل الأنبياء، وحرف التوراة، وكذب بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام؟! أليس هم أنفسهم من يثيرون الفتن اليوم ويهلكون الحرث والنسل؟ أليس هم اليهود وحلفائهم؟

أقول أن من يحارب هذا العدو، مهما اختلف معنا في التفاصيل، يبقى أقرب إلينا من الذي يصافحه تحت الطاولة وإن إنتسب للإسلام ظاهرا، لأنه منافق وهو مصداق لقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ( المجادلة 14)

فكيف إذا كان من يقاتل هو عنوان بارز في الإسلام!

أيها الأحبة…

القرآن قد فضح العدو وبين هويته. فلا تبدلوا الأدوار.

العدو هو من قال الله تعالى عنه: {وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلْأَرْضِ فَسَادًا}

العدو هو من قال الله تعالى عنه : {وَقَاتِلُوا ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}

فلنكن مع الحق، ومع من يجاهد في سبيل الله، ولنستمع لقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]

الخطيب الحسيني السيد رسول الياسري
يوم الجمعة المصادف ٢٠٢٥/٦/٢٠ ميلادي الموافق ٢٣ ذي الحجة

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى