مقالات
أخر الأخبار

الذلة سنة للمعاندين والنصرة وعد للمؤمنين: تأملات في تاريخ بني إسرائيل

الحلقة الخامسة: تلميع الباطل … تضليل باسم الحرية الإعلامية يفضحه نور القرآن الكريم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ ۖ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ ﴾ [النحل: 62]

 

لقد تعالت بعض الأصوات القذرة بعد أن خرج المختل المهووس ترامب ليصرح بأنه قام بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني من خلال هجومه العدواني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية العزيزة؛ ذلك الهجوم الذي خالف فيه ترامب كل القوانين الدولية، بل بما في ذلك القوانين التي يجب عليه أن يلتزم بها في قرار السلم والحرب، والتي شرعتها نفس الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تلزم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأخذ موافقة الكونغرس على هكذا قرارات.

 

وهو بهذا يدخل شعب أمريكا في دائرة القبول أو الرفض، فإذا قبلوا الحرب عرضوا مصالحهم للاستهداف من قبل المعتدى عليهم، وإلا وجب عليهم المجاهرة بالرفض، والضغط على أصحاب القرار لسحب يد خائنة كاذبة تخدع العالم والشعب الأمريكي بمغامرات لا تجلب السلام كما وعد، بل تدخله في حروب عبثية لا تنتج إلا الخسارة، وتفقد أمريكا الدبلوماسية مع الأصدقاء، فضلا عن الخصوم والأعداء.

 

ولكننا نرى أصواتا عادت لتمجد تلك القرارات الرعناء، رغم أن بعض الأمريكيين وصفوا صاحبها بأنه دمية بيد نتنياهو المعتوه.

 

أيها الأحبة،

إن الآية المتقدمة تكشف بجلاء أولئك الذين يجملون القبح، ويمنحون الشيطان لقب “المنقذ”، ويبررون للظالم قصفه وتجويعه وحصاره، تحت عناوين خادعة كـ “القوة من أجل السلام” و”الحرب لرعاية الديمقراطية”، وغيرها من الشعارات والعبارات التي تزيف الحقيقة.

 

لقد باعت تلك الأصوات النشاز نفسها، وسخرت أقلامها ومنابرها لتلميع أمريكا المجرمة، وتبييض وجه إسرائيل المحتلة. إن أولئك من المنافقين الذين قال الله تعالى عنهم:

﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ﴾ [النساء: 60].

 

يبدلون المفاهيم، ويقلبون الموازين، فيجعلون من المحتل صديقا، ومن المقاوم إرهابيا، ومن الشيطان الأكبر راعيا للسلام!

وهم – وإن زخرفوا القول – فإن الله تعالى قد وصفهم بقوله:

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ۝ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ [البقرة: 204–205].

 

أولئك يعتقدون بأنهم يستطيعون من جديد أن يضللوا العامة، ويدافعوا عن المشروع الصهيوني تحت لافتات تنكشف مع مرور الوقت أكثر، ويناصرون أمريكا التي وصفت بأنها قاتلة الأطفال والأبرياء، وهم أشبه بمن قال الله تعالى عنهم:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ﴾ [غافر: 56].

 

لكن الله وعدهم بالخزي والفضيحة، وسيسقط أقنعتهم على أيدي المؤمنين الصادقين الذين لا يخافون في الله لومة لائم، وإن قل عددهم، فحسبهم قوله تعالى:

﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 249].

 

فيا من تلمعون الباطل… إن التزييف لن يصمد أمام شمس الحق والحقيقة، وإن أصواتكم ستخفت أمام صرخة المستضعفين، وسينطق التاريخ، ويسجل القرآن مواقفكم في سجل الخاسرين قال الله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ [البقرة: 159].

 

وفي الختام، أرجو من جميع النخب والمتخصصين كشف زيف المعتدين وبيان حقيقة ما يجري على الأرض، وذلك لتكون مساهماتكم عناوين على براءة العلم والعلماء والنخب من المنتحلين.

أسأل الله العلي القدير أن يجعلني وإياكم من دعاة الحق والحقيقة.

 

الخطيب الحسيني السيد رسول الياسري

يوم الأحد ٢٠٢٥/٦/٢٢

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى