اخبار اسلامية
أخر الأخبار

التطبيع مع الكيان الصهيوني… خيانة لولاية الله تعالى وسقوط البصيرة

إن التطبيع مع الكيان الصهيوني بل مع أعداء الدين بشكل عام لا يعد مجرد علاقة سياسية عابرة، بل هو في جوهره انحراف عقدي وأخلاقي، يمس مبدأ الولاية لله تعالى، ذلك المبدأ الذي أكده القرآن الكريم بوضوح لا لبس فيه، حين قال عز من قائل:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾

[المائدة: 51].

 

فهذه الآية الكريمة لا تكتفي بالنهي، بل تحمل تحذيرا شديدا من التحالف السياسي والارتهان لمشاريع الهيمنة والاستعمار؛ لأن الولاية، في منطق القرآن، هي تسليم للقرار، وربط للمصير، وخضوع في التوجه والاصطفاف.

 

ومن هنا، فإن التطبيع مع كيان قام على اغتصاب الأرض، وسفك الدماء، وتشريد الأبرياء، وانتهاك المقدسات، ليس إلا قبولا بولايتهم عمليا، مهما تنوعت المبررات، وتعددت الشعارات، وتغيرت العناوين.

 

ويكشف القرآن الكريم أن الدافع الحقيقي للتطبيع غالبا ما يكون الخوف، وفقدان الثقة بالله، وضعف اليقين بوعده، كما قال تعالى:﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾[المائدة: 52].

 

إنه منطق النفوس المريضة، التي تظن أن العزة عند الأعداء، وتغفل عن الحقيقة القرآنية الراسخة:

﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾[فاطر: 10]

 

وتنسى أن النصر والفتح والتمكين بيد الله وحده، لا بيد قوى الاستكبار، ولا عند موائد الطغاة.

 

كما تؤكد الآيات القرآنية بوضوح أن من يتولى أعداءَ الأمة يحسب عليهم، ويصنف في صفوفهم قال تعالى :﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾[المائدة: 51]

 

وهي قاعدة قرآنية خطيرة، تكشف أن التطبيع ليس موقفا حياديا، ولا خيارا سياسيا محايدا، بل هو اصطفاف وانتماء، يقطع صلة الولاية بالله، ويؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى:

﴿حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ﴾

[المائدة: 53]

 

والله عز وجل يعطي توجيها عاما للمسلمين :﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾

[النساء: 141].

 

إن تاريخ المسلمين، قديما وحديثا، شاهد حي على أن الاعتماد على الغرباء لا يجلب إلا الهزيمة والخذلان، وأن القوة الحقيقية تكمن في الثبات على الهوية، والاعتماد على الله، والتمسك بقيم القرآن، والوقوف في صف المستضعفين

 

قال تعالى:

﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾

[محمد: 7].

 

وقال سبحانه وتعالى :﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [النساء: 75]

 

وعليه، فإننا لا نزال على العهد، ولن نتراجع؛ فمواقف وبيانات المراجع الكرام، وطلبة العلوم الدينية، وأحرار هذا البلد واضحة وصريحة في هذا الصدد، ولن نسمح لأي سياسي، أو من كان على شاكلته، أن يجر العراق إلى هذا المستنقع القذر، وتحت أي مسمى كان،﴿وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾

[آل عمران: 68].

 

السيد رسول الياسري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى