
تحولت الرسائل النصية إلى واحدة من أخطر الوسائل التي يعتمد عليها المحتالون في سرقة البيانات الشخصية، بعدما نجحوا في تقليد الأساليب الرسمية إلى حد يصعُب معه أحياناً على المستخدمين التمييز بين الرسائل الحقيقية وتلك المزيفة.
فعلى سبيل المثال، تلقى العديد من مستخدمي شركة الاتصالات “تي موبايل” مطلع الشهر الجاري، رسائل مثيرة للقلق تتضمن رابطاً يطالبهم بتحديث بياناتهم، مثل الرقم السري وأسئلة الأمان وعنوان البريد الإلكتروني.
ورغم أن هذه الرسالة كانت حقيقية، فإن معظم خبراء الأمن السيبراني يحذرون من الضغط على مثل هذه الروابط، لما تحمله عادةً من مخاطر كبيرة، إذ يستخدمها المحتالون كمدخل لسرقة المعلومات، وفقاً لـ”توماس جايد”.
علامات لكشف المحتالين
ويؤكد خبراء الأمن أن من العلامات الأكثر شيوعاً لتمييز الرسائل الاحتيالية الأخطاء اللغوية والإملائية، لكن هذا المؤشر لم يعد كافياً دائماً، بعدما بات المحتالون أكثر احترافية في تقليد الرسائل الرسمية.
كذلك فإن المؤسسات الرسمية لا تطلب مطلقاً من عملائها إدخال بيانات حساسة عبر رسالة نصية، بل تكتفي عادة بدعوة المستخدمين إلى اتخاذ إجراء عبر منصاتها الرسمية.
من بين العلامات الأخرى المساعدة على كشف الاحتيال، رقم الهاتف المرسل للرسالة، إذ يُنصح بالبحث عن الرقم على الإنترنت للتأكد من كونه مسجلاً، مع الأخذ في الاعتبار أن الأرقام الرسمية غالباً ما تكون مكونة من عشرة أرقام أو من رمز قصير مكون من ستة أرقام، فيما تُعتبر الرسائل الواردة من أرقام طويلة أو غير معروفة مصدراً مثيراً للريبة.
كلمات المرور
ويشدد الخبراء على ضرورة عدم مشاركة كلمات المرور أو الرموز المؤقتة (OTP) التي تصل إلى الهاتف حتى لو بدا الرابط أو الرسالة “موثوقاً”، نظراً لقدرة المحتالين على استنساخ أرقام رسمية وإظهارها بشكل مضلل.
كما ينصحون بعدم النقر مطلقاً على أي رابط ضمن رسالة نصية مشبوهة، بل الدخول مباشرة إلى موقع الجهة الرسمية أو التواصل هاتفياً مع البنك أو شركة الاتصالات للتحقق من صحة الرسالة.
وتتيح معظم شركات الاتصالات لعملائها التبليغ عن الرسائل الاحتيالية عبر إعادة توجيهها إلى الرقم 7726 (الذي يمثل كلمة SPAM)، بينما يحذر الخبراء من الرد بكلمة “STOP” أو أي تفاعل آخر مع الرسائل المجهولة، لأن ذلك يؤكد للمحتال أن الرقم لا يزال نشطاً.
ومع تطور أساليب الاحتيال الرقمي، بات الحذر هو السلاح الأقوى، إذ لم يعد كافياً الاعتماد على العلامات التقليدية للتمييز بين الرسائل المزيفة والحقيقية، بل صار لزاماً التعامل مع أي رسالة مجهولة باعتبارها موضع شك، والتحقق من صحتها عبر القنوات الرسمية فقط.