
أمام ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث متسارعة وغليان وخصوصاً موضوع غزة والذي غطى على باقي أحداث الدول العربية التي لا تقل أهمية عما يجري في قطاع غزة، ومن بينها سوريا، فثلاثي القوة العربية “مصر وسوريا والعراق”، لم يبق منه إلا العراق.
العراق وما يمثله من ثقل في العالم العربي والإسلامي، يزيد مستوى الخطر المحدق به اليوم، فسقوط هذا البلد يعني تعرّض المشروع السياسي الشيعي المقاوم في العالم للحصار.
بالنسبة لسوريا جارة العراق، وبالرغم من الإبادة الوحشية والتدمير “الإسرائيلي” لغزة، فذلك لم يحجب دخان خبر الزلزال السوري الذي أدّى لسقوط النظام المؤيد للمقاومة واستلام الجماعات التكفيرية السلطة “نظرياً” وهي المسلوبة القرار والقوة، وتقاسمت “إسرائيل” وتركيا الجغرافيا والسيادة والثروات السورية مع رجحان الكفة “الإسرائيلية”، بتأييد وإشراف أمريكي مع الاعتراف بجهود بالرئيس التركي أردوغان، الذي استطاع إسقاط سوريا وتسليمها لـ”لإسرائيلي”.
سقطت سوريا، حاضنة حركات المقاومة والمقاومين في مشهد خيالي سينمائي لم تُعرف تفاصيله حتى الآن، وخارج كل التوقعات وحتى الأحلام “الإسرائيلية” التي لم تصدّق حتى الآن كيف استطاعت أن تحتل سوريا بلا حرب وبلا مقاومة ،وتفرض اتفاقياتها الأمنية دون نقاش على النظام الجديد، وأن تقيم كانتوناً درزياً في السويداء وتتوسع في الجغرافيا السورية، دون أي مقاومة من قوات النظام أو حتى من أي حركة مقاومة وطنية سورية وحتى من أي عنصر من المقاومة الفلسطينية، التي لا يزال عناصرها في سوريا بعد إغلاق كل مكاتبها ومعسكراتها، مع أن خالد مشعل مسؤول حماس في الخارج، قد (استبشر خيراً بسقوط النظام المقاوم ورحب بتحرير سوريا منه وإنه مقدمة لتحرير فلسطين وغزة (وقد يصدق في قوله، لكن سيكون تحرير فلسطين وغزة من أهلها الفلسطينيين وليس من المستوطنين اليهود!).
يعيش العدو “الإسرائيلي” أحلام اليقظة التي لا يستطيع تصديقها، كما قال رئيس الوزراء “الإسرائيلي” نتنياهو، الذي قال بدهشة “إن العالم العربي والإسلامي يضغط على حماس لتقبل بشروطنا بشيء بشكل لا يمكن تصديقه”، وأضاف “لقد قامت الحكومة اللبنانية بأمر لا يمكن تصديقه وهو قرار نزع السلاح من المقاومة”.
ويقهقه “نتنياهو” عالياً وهو يرى جيشه يرفع علم “إسرائيل” في ساحة القنيطرة بعد 51 عاماً على تحريرها، ويصرخ “ها قد عدنا يا حافظ الأسد”، ويجول في سوريا وينشد في كنيس دمشق.
صرح “نتنياهو”، بأن “شلّ قوة المقاومة في لبنان، فتح الطريق لإسقاط سوريا ولِدفع الحكومة اللبنانية نحو التطبيع والسلام”، معترفاً أن “المقاومة اللبنانية كانت البحصة التي تسند خابية محور المقاومة والمشروع المقاوم العربي والإسلامي ومشروع التحرّر في منطقة الشرق الأوسط، ولابد من القضاء عليها واجتثاثها سلاحاً وفكراً ومؤسسات، وحتى سحب تراخيص جمعياتها الخيرية والاجتماعية، وأن لا تبقى على وجه الأرض أو على ألسن الناس أو في دموعهم، لأنه لن تكون هناك إسرائيل الكبرى ولا الشرق الأوسط الأمريكي الجديد، ولن تبقى سوريا ساكنة مُستسلمة مشلولة الإرادة إذا بقيت المقاومة في لبنان على قيد الحياة”.
لم يبق من “ثلاثي” القوة العربية (مصر وسوريا والعراق.. سوى العراق الذي يقف على حافة التهديد الإسرائيلي ويعيش تحت الاحتلال الأمريكي والثغرة الكردية في الشمال والانقسام المذهبي والانقسام الطائفي الذي لم يكن موجوداً في العراق قبل الغزو الأمريكي، مع تشتت وشروخ داخل الطرف الشيعي وتدخل تركي وسعودي، مما يزيد من مستوى الخطر المحدق بالعراق، فإذا سقط العراق اكتملت دائرة الحصار على إيران وتعرّض المشروع السياسي الشيعي المقاوم في العالم للحصار، وخطر إلغاء الحضور السياسي والعقائدي للشيعة في العالم بعد خسارتهم في أفغانستان والبحرين”.
تكرّر أمريكا خطط حربها على المشروع الشيعي المقاوم المتحالف مع بعض دول أمريكا اللاتينية، كما فعلت ضد المحور الشيوعي أيام الاتحاد السوفيتي الذي استطاعت أمريكا الانتصار عليه، السياسي الشيعي فإذا انهزم هذا المحور يمكن القول إن أمريكا انتصرت وتربعت على عرش قيادة العالم كقطب أوحد، إذا لم تبادر الصين وكوريا الشمالية وروسيا إلى التحالف الميداني والاقتصادي مع إيران، للدفاع عن أنفسهم وعن مصالحهم وإلا ستبتلعهم أمريكا دولة بعد أخرى.
تحاصرنا “إسرائيل” من الجنوب والشمال والشرق السوري وتقيم معنا في الداخل بوجوه لبنانية، وواجبنا حفظ المشروع المقاوم في هذه العاصفة الهوجاء، لإبقاء شعلة الفكر المقاوم ليعود ويضيء مستقبل شعوب المنطقة وتستعيد حريتها واستقلالها.
لم تنته الحرب… ولن تنتهي قريباً… وعلينا الصمود والمقاومة العاقلة والشجاعة والموضوعية.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز