اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبتا صلاة الجمعة في قضاء خور الزبير بإمامة السيد صادق الياسري

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الإمامين العسكريين (ع) في قضاء خور الزبير، بإمامة السيد صادق الياسري.

 

وقال السيد الياسري، خلال خطبة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “من المشاكل التي واجهت الإمام الجواد (ع) هي صغر السن في توليه للإمامة بعد أبيه الإمام الرضا (ع)، حيث في الروايات كان عمر الإمام حوالي ثمان سنوات، لذا كانت إمامته استثنائية تميزت بالعلم الغزير والمناظرات الفكرية وتحديات السلطة العباسية، وأظهر قدرات علم خارقة”.

وأضاف: “لذا هنا توجد ثلاث نقاط مهمة نركز عليها في خطابنا في الجمعة التي جعلت الأمة ترجع إلى الإمام الجواد وتأخذ عنه العلم وهو حجة عليهم، لأن مسألة العمر بالبداية كانت موضع جدل كما بينت لكم، رغم علمه وغزارة ما تكلم به من علوم:

أولاً.. البعد الغيبي وهذا واضح أنه (ع) حجة الله تعالى ومختار من قبل الله تعالى، وهذه الأحاديث أمام أنظارنا سواء حديث الثقلين (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي)، أو حديث الأئمة من بعد اثنا عشر كلهم من قريش وهو من الأسرة النبوية الشريفة التي عرفت في هذا العالم وعرفتها البشرية، حتى ورد في الرواية يقول أحدهم رأيت أبا جعفر (ع) قد خرج علي فأحددت النظر إليه وإلى رأسه وإلى رجله لأصف قامته لأصحابنا بمصر فخر ساجد وقال إن الله احتج في الإمام بمثل ما احتج في النبوة، قال الله تعالى (وآتيناه الحكم صبياً) وقال الله تعالى (حتى إذا بلغ أشده بلغ أربعين سنة)، فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو وصبي، ويجوز أن يؤتى الحكمة وابن أربعين سنة، فإن الإمام (سلام الله عليه) بفضل الله عز وجل يعطى بعض المزايا من قبل رب العالمين، وأن الله تعالى لا يطلع على غيبه إلا من ارتضى والإمام مرتضى لعلم الله عز وجل.

ثانياً… البعد العلمي عند الإمام الجواد (سلام الله عليه)، وهذا ما أثبته (ع) وجعل الأمة تتوجه إليه وتأخذ من علمه وهو الإمام المفترض الطاعة وكان معجزة في علمه.

قال (ع) بعد رحيل والده صعد المنبر في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) (وقال أنا محمد بن علي الرضا أنا الجواد العالم بأنساب الناس في الأصلاب أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين وبعد فناء السماوات والأرضين ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك لقلت قولاً تعجب منه الأولون والآخرون).

روى المسعودي عن عبد الرحمن بن محمد بن كلثم بن عمران أنه قال: (قلت للرضا عليه السلام أنت تحب الصبيان فادعوا الله أن يرزقك ولداً فقال إنما أرزق ولداً واحداً وهو يرثني فلما ولد أبو جعفر كان طول ليله يناغيه في مهدي فلما طال ذلك على عدة ليال قلت جعلت فداك قد ولد للناس أولاد قبل هذا فكل هذا تعوذه فقال ويحك ليس هذا ليس هذا عوذه إنما أغره بالعلم غرا.

ومن علمه (عليه السلام) عن عبد العظيم الحسني: قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليه السلام) أني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) الذي يملا الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فقال (عليه السلام) يا أبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذي يظهر يظهره الله عز وجل يطهر الله به عز وجل الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها قسطاً وعدلاً هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض وذلك قول الله تعالى: (أينما تكونوا يأتي بكم الله جميعاً إن الله على كل شيء قدير)، فهذا العلم الكبير الغزير كان عند الإمام الجواد (عليه السلام) وتوجد رواية أنه أجاب على ثلاثين مسألة مسألة في مجلس واحد.

ثالثاً… الجانب الاجتماعي وهذا له دور كبير في حياة الإمام وقضاء حوائجهم، لأن المجتمع وخصوصاً الطبقة التي تمر بالعوز تحتاج إلى من يقف بجانبها”.

وتابع خطيب الجمعة: “وهو الجواد وعرف بهذا الاسم وهذا اللقب لأنه كثير العطاء (عليه السلام) وكان لديه السعة في قضاء الحوائج، وفي رواية أنه قال له والده الرضا (عليه السلام) بلغني عنك أنك تخرج من باب ضيقه ولا يراك الناس فأريد أن تخرج من الباب الآخر وتأخذ معاك مبلغ من المال وتوزعه على أهل الحاجة”.

وأكمل: “أنه (عليه السلام) كان حاضر بين الناس دائماً بين الناس يعيش احتياجاتهم وتطلعاتهم، رواية أن داوود ابن القاسم الجعفري قال أعطاني أبو جعفر ثلاثمائة الدينار في صرة وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه وقال إما أنه سوف يقول لك دلني على حريف يشتري لها بها متاعاً فتدله عليه قال فأتيته بالدنانير فقال لي يا أبا هاشم دلني على حريف يشتري لها بها متاعاً ففعلت، وفي رواية أن رجل من بني حنيفة من أهالي سبت وسجستان قال رافقت أبا جعفر (عليه السلام) في السنة التي حج فيها في أول خلافه المعتصم فقلت له وأنا معه على المائدة أن والينا جعلت فداك يتولاكم أهل البيت ويحبكم وعلي في ديوانه خراج جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالإحسان إلي فقال (عليه السلام) لا أعرفه قلت إنه من محبيكم فكتب الإمام: (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن موصل الكتاب هذا ذاكر عنك مذهباً جميلاً وأن مالك من عملك إلا ما أحسنت فيه فأحسن إلى إخوانك وأعلم أن الله عز وجل سائلك عن مثاقيل الذرة والخردل)، قال فلما وردت سجستان وسبق إلى الحسين بن عبد الله النشابوري الخبر وهو الوالي، فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على عينيه وقال لي أسقطت الخراج وأمر لي بمبلغ ولا قطع عني صلته حتى مات وهذا كله تحقق ببركه الإمام الجواد (سلام الله عليه)”.

وأضاف: “إذن هذا ما كان عليه الجواد في حب السعي لقضاء الحوائج لمن قصده ولمن لم يقصده، بل هو يسعى إلى إيصال ما يسد حوائج الناس، ولو نقلنا هذا الكلام إلى العلماء الأعلام نجد إنما كان لدى الإمام الجواد (عليه السلام) طبعاً مع الفارق.. هو أيضاً عند العلماء العاملين فهم ليس ببعيد عن التسديد الإلهي في أن يكونوا في هذا التوفيق في طلب العلم ونشره ورجوع الناس إليهم في أخذ الأحكام الشرعية وتكون لهم الآثار العلمية وسعة ما يفتون ويؤلفون من الكتب حتى جعلوا لكل واقعة حكم شرعي ويسايرون العصر في إعطاء الأحكام الشرعية مع الاهتمام في نشر علوم القرآن الكريم وبيان معاني آياته الكريمة وتفسيرها، ولولا وجود العلماء في حياة المجتمع والأمة لسادها الجهل وعادت الجاهلية الجهلاء”.

وأشار السيد الياسري، إلى أنه “ومما ينقل إلينا في التاريخ أن أحدهم كان يحتضر وجاء عنده أحد العلماء وجلس عنده وإذا به يوجه سؤال إلى هذا العالم فقال له أنت بهذا الحال وتسأل قال نعم إن العلم بالشيء والتعلم فيه لأجر عظيم، أما قضاء حوائج الناس والحث عليها فهو ديدن العلماء وجل اهتمامهم في هذا الجانب في رعاية الفقراء والأيتام وأهل الحوائج من خلال المؤسسات الإنسانية التي هي تحت رعايتهم، وكذلك من خلال إعطائهم الإذن في صرف الحق الشرعي للمرضى والأيتام وأهل الحوائج، ومما ينقل لنا التاريخ أن السيد أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره) جاءه شاب يريد المساعدة للزواج فوعده يأتيه في اليوم الثاني وسبحان الله إن السيد قتل ولده ذبحاً وهو خلفه يصلي وثاني يوم صار التشييع للجنازة وإذا بالسيد رقم المصيبة التي حلت به وهي قتل ولده وإذا به يتلفت يمين وشمالاً أثناء التشييع حتى قالوا الناس إن السيد غير مستقر لشدة ما حل به من مصيبة فقده لولده، ولكن القضية غير ذلك فعندما وقع نظره على ذلك الشاب أشار إليه وأعطاه المساعدة وقال كنت ابحث عنك رغم هذه المصيبة التي حدثت وإذا بهذا العالم الجليل يقدم المساعدة”.

وختم، بالقول: “إذن أيها الأخوة هذا هو الحال عند أئمة الهدى وعند العلماء الأعلام في العطاء وقضاء حوائج الناس، فكان الإمام الجواد (عليه السلام) هو في العطاء ومن أعطاه أغناه سلام الله عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يمن علينا برحمته ويرزقنا زيارة الجواد وشفاعة الإمام الجواد أنه سميع مجيب وأن يجعلنا سبباً لقضاء حوائج الناس إنه سميع مجيب وصلي يا رب على محمد وآله الطاهرين”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى