
كتب د. محمد وليد صالح: أوجد الاندماج المعلوماتي والتقني فضاءات اتصالية متنوعة للتعبير عن مكنونات الجمهور وإبداعاتهم ومبتكراتهم، مقابل ذوبان الحدود الجغرافية المختلفة في التوجهات وأنماط التفكير وتفاعل العلاقات والانفتاح على الثقافات والمجتمعات الأخرى ضمن النسق الواحد، فضلاً عن اعتماد الاتصال الرقمي على شبكة الإنترنت يغلب عليها الطابع الافتراضي واختزال المعلومات كالنصوص والصور والأصوات إلى رموز ثنائية، وتبادل الرسائل في بيئة تجمع المتعاملين، والاطلاع على الملفات الشخصية للآخرين عن طريق معرفة المعلومات المتاحة للعرض.
النظم الرقمية ساعدت على تطوير مستويات الاتصال وأشكالها وتحديثها لتعظيم الفائدة من توظيف التكنولوجيا في برامج الحاسوب وقواعد البيانات والاتصال المباشر، بواسطة الشبكات ومواقع وسائل الإعلام، ولاسيما بعد استعمال الأفراد لشبكات التواصل الاجتماعي وصفحات مواقعها مثل الفيسبوك والإنستغرام بهدف تحقيق الإشباع وأسهمت في تطوير التعليم الإلكتروني، وانتظام الطلاب والمعلمين ذوي التخصص الواحد بتجمعات وفرت لهم دروس تعليمية بالصوت والصورة واكتسابهم مهارات التواصل والمناقشة وإبداء الرأي بوصفهم طرفي العملية الاتصالية.
وتجسيداً للعالم المادي بتطوراته الحياتية والفكرية المتلاحقة طغت مواقع التواصل الاجتماعي على ما كان يعرف في علم الاجتماع بالمكان الإلكتروني الثالث بعد المنزل والجامعة، الذي قلّص العام وأزاح حدوده، بحسب وصف الباحثة فريدة بن عمروش، ويميزه النمط الجديد من التفاعلية بين قطاع الاتصال والمعلومات وسائر القطاعات المتخطية للحدود، ما أدى إلى عملية انتقال العالم وتحويله من الطابع المادي الواقعي إلى الفضاء الافتراضي في شتى مجالات الحياة لتتخذ بدورها طابعاً رقمياً، وانعكاسات ذلك سواء أكان على القيم أم الأفكار أم الاتزان العقلاني والعاطفي.
فالعصر الذهبي قاد المستهلك السلبي للمنتج الاتصالي نحو محتويات ومستويات إعلامية جديدة، لكون الاتصال الرقمي عملية هادفة تتم ضمن بيئة وسياق اجتماعي واتصالي معين، تضاف عليه تفاعل النظم الرقمية وتداخلها مع بعضها، لتدلل على الاستمرار وتطور أطرافها الواعية بمتطلباته وسماته المتوافقة مع أهداف الاتصال الإنساني.
وقد أصبحت الآثار السلبية والإيجابية للشبكات الاجتماعية واضحة على أفراد الجمهور، تتحدد على وفق طريقة الاستعمال ونمطه تمس المجالات المختلفة، سواء أكانت الاجتماعية منها أم النفسية أم التعليمية، لأنها تتوفر على تطبيقات وتقانات تتماشى وتحديد اتجاهات المستخدمين والإشباعات المراد تحقيقها من الاستعمال.
فالتكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال قد تقدم عرض المحتويات التسويقية، وكذلك إقناع الأطراف المشتركة في الفضاء التواصلي على انتقاء خيارات النمذجة الرقمية العالمية، مما يتطلب نشر الوعي بضرورة الإفادة من سمة التفاعلية بشكل إيجابي وتوجيهها بما يخدم المجتمع، ويسهم في تطوير ثقافته وحسه بالتفكير الناقد ضمن التربية الإعلامية وخاصة الطلاب فيما يتعلق بمحتويات مواقع التواصل الاجتماعي ومضامينها، من أجل دور فاعل وبنّاء للجمهور في إنتاج المعلومات وتوزيعها بواسطة الاتصال الرقمي، عن طريق غرس قيم الاستقلالية في التفكير والتمحيص والتدقيق في مصادر الحصول على المعرفة.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز



