
كتب أ. د عامر حسن فياض.. بأبسط التفسيرات الذكاء الاصطناعي عمليات تجعل الآلات تفكر مثل الانسان، وظهر هذا المصطلح عام 1956، حيث صاغ (جون ما كرثي) مصطلح الذكاء الاصطناعي ليعقبه أخرون بوضع برامج ذكاء تعمل بأجهزة الكمبيوتر والآلات لتقليد قدرات العقل البشري على حل المشكلات واتخاذ القرارات، عبر خوارزميات تسعى إلى تنشيط انظمة متخصصة تقوم بتنبؤات بناءً على بيانات.
فالذكاء الاصطناعي هو احد مكونات التكنولوجيا. وهناك نوعان في الذكاء الاصطناعي الأول هو الذكاء الاصطناعي الضعيف، الذي لا يفوق ذكاء وقدرة الدماغ البشري والثاني هو الذكاء الاصطناعي القوي الذي يفوق قدرة وذكاء الدماغ البشر وغزو لأدمغتهم.
وهكذا عندما يخرج المنجز التكنولوجي عن سيطرة الانسان الخيرة، فإنه يدمر الوجود البشري نعم إن منجزات الذكاء الاصطناعي هي كثيرة في مجال البحث العلمي والطاقة وقطاع النقل والتصنيع والطب والرعاية الصحية والعدالة الجنائية والأمن الرقمي والزراعة والخدمات المالية والتسويق والاعلان وإطالة إعمار البشر، بيد أن النخب التي أصبحت تحكم الدول المتقدمة تستعمل كل الوسائل الممكنة لتقليص عدد سكان العالم ليصبح مليار نسمة. وهذا ما أشار إليه الباحث الروسي (الكسندر تشوماكوف) في كتابه (مؤامرة الحكومة العالمية) وسماها بنظرية (المليار الذهبي)، ومفادها بأن مجموعة من النخب العالمية تتحكم في الامور ومصائر الشعوب لجمع الثروة لأغنى مليار شخص في العالم على حساب بقية البشرية، وهي فكرة غير إنسانية وغير أخلاقية تسعى لتقليص عدد سكان العالم، ليصبح مليار نسمة وأن من يشملهم مصطلح (المليار الذهبي) هم سكان الدول المتقدمة الغربية وأن احتكار تكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي وافتعال الحروب ونشر الأمراض والتسبب في حدوث المجاعات والتصحر وتلوث البيئة، يجعل من عالم الجنوب أمام طريقين لا ثالث لهما وهما أما الموت أو العبودية !
إن الدول الراعية والمحتكرة للذكاء الاصطناعي وتقنياته تعتزم في خلال منجزات الذكاء الاصطناعي فرض قوتها ونفوذها وسيطرتها علي العالم، عبر رقمنة المجتمعات لصالح شلة من أصحاب الشركات التكنولوجية ومدراء المحتوى في ذوي النوايا الغامضة الخارجة عن الأطر الانسانية والاخلاقية والقانونية، بعيداً عن منافع الثورة التكنولوجية الانسانية، التي استطاعت الجمع ما بين الانسان والآلة، لتلافي كراهية الانسان للآلة من جهة، وتلافي غلبة الآلة على الإنسان في جهة أخرى.
ولمواجهة مخاطر رقمنة المجتمعات ينبغي الانتباه إلى أن الذكاء الاصطناعي اصلاً هو وليد رحم الذكاء الطبيعي للإنسان، فالاهتمام بالذكاء الطبيعي المعرفي للإنسان هو الأساس في المساهمة بمنجزات الذكاء الاصطناعي، عبر محاربة الجهل والتجهيل في مجتمعاتنا ومغادرة العقم الانتاجي في اقتصادنا، الذي يرفل بالخصوبة الاستهلاكية، كما أن كل منجز في الميدان المعرفي، يحتاج إلى غطاء قانوني لصياغته كحق مضمون دستوريا ومنظم قانونيا وممكن مؤسساتيا.
إن الخشية من مخاطر العلم لا يمكن إزالتها إلا بالعلم، الذي يصنع منجزاته الأخيار المسلحون بالقيم الانسانية والاخلاقية والقانونية.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز


