اخبار اسلامية
أخر الأخبار

المرجع اليعقوبي يوضح القيمة العليا للحياء والعفة ودور المرأة القيادي في زمن الفتن

أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)، خلال لقائه في جمع من المبلغات الرساليات ومدرسات وطالبات المدارس القرآنية، على المكانة السامية لفضيلتي الحياء والعفة، كقيمة عليا للمرأة المسلمة، محذراً من المخاطر المعاصرة التي تستهدف كيان الأسرة والمجتمع.

 

جاء ذلك خلال المحاضرة التي حملت عنوان “القيمة العليا لفضيلتي الحياء والعفة”، وتابعتها “النعيم نيوز”.

واستهل المرجع اليعقوبي، المحاضرة، “بالاستشهاد بالدعاء المأثور في زمن الغيبة: «اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا تَوْفِيقَ الطَّاعَةِ وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ…»”، موضحاً أن “هذا الدعاء يمثل منهجاً شرعياً يبيّن التكاليف الخاصة بكل فئة من فئات المجتمع، في عصر الغيبة، فعندما يصل إلى ذكر الأمراء يقول: «…وَعَلَى الْأُمَرَاءِ بِالْعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ…»، وليس هذا مجرد دعاء فحسب، بل هو تعليم للتكليف، وبيان استباقي للمخاطر والتحديات التي ستواجه كل فئة، فالأمراء مكلَّفون بالعدل، أي أن يتعاملوا مع الناس جميعاً بسواسية، فيعطي كل واحد حقّه ويؤدّي ما عليه من واجبات، و«الشَّفَقَةِ» تعني أن يستشعروا الرحمة والحنان تجاه الرعية، فهم آباء لها”.

وبين سماحتُهُ، “يذكر العلماء بقوله:«…وَتَفَضَّلْ عَلَى عُلَمَائِنَا بِالزُّهْدِ وَالنَّصِيحَةِ…»، أي أن لا تغريهم الدنيا بزخارفها، ولا يطلبوا بعلمهم الدنيا، بل يكونوا زاهدين فيها، ناصحين للناس، مرشدين لهم، ساعين لمصلحتهم، وهكذا يتناول الدعاء بقية الفئات، حتى يصل إلى النساء فيقول: «…وَعَلَى النِّسَاءِ بِالْحَيَاءِ وَ الْعِفَّةِ…»، فكأنه يشير إلى أنّ النساء ستواجه خطراً في هذا الجانب، فعليهن أن يتحصّنّ بالحياء والعفّة، وللأسف فإننا نرى في زماننا الحاضر أنّ كثيراً من النساء تخلَّين عن الحياء والعفة، بينما المؤمنات اللواتي يقتدين بالصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وبالعقيلة زينب، هنّ اللواتي يتمسكن بالحجاب الفاطمي الزينبي، ليصبحن رمزاً للعفاف والطهارة”.

وأشار، إلى أن “العفّة ترفع قيمة المرأة وتجعلها أفضل من الحور العين كما أشارت الروايات، وقد عبّر الشعراء والعلماء عن ذلك، ومن أبلغ الشواهد المساجلة الشعرية بين أبي العلاء المعرّي والسيّد المرتضى، فالمعرّي اعترض على الحكم الشرعي قائلاً: يدٌ بخمس مئين عسجدٍ وديتْ ما بالها قُطِعتْ في ربعِ دينار؟، أي: كيف تكون دية اليد إذا قُطعت في جناية خمسمائة دينار ذهب، بينما تُقطع يد السارق إذا سرق ربع دينار؟ فأجابه السيد المرتضى قائلاً: عزّ الأمانة أغلاها وأرخصها ذلّ الخيانة فانظر حكمة الباري، فاليد التي كانت أمينة صارت غالية، أما إذا خانت فقد رخصت حتى تُقطع في ربع دينار، وهكذا المرأة، إذا تحلّت بالحياة والعفّة زادت قيمتها، وإذا تخلّت عنها والعياذ بالله، فقدت قيمتها”.

ولفت سماحتُهُ، إلى أن “العفّة ليست مقتصرة على العلاقة مع الجنس الآخر، بل تشمل جميع الجوانب: عفّة اليد: أن لا تمتد إلى الحرام ولا إلى ظلم الآخرين، وعفّة الرجل: أن لا يسعى بها إلى ما يغضب الله، وعفّة اللسان: أن لا ينطق بالغيبة ولا النميمة ولا البهتان، وعفّة العين: أن لا تنظر إلى ما حرّم الله، وقد ورد عن الإمام الصادق «إِنَّمَا شِيعَةُ جَعْفَرٍ مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ…»، أي ليس فقط عفّة الفرج، بل عفّة البطن أيضاً، فلا يدخل جوفه إلا لقمة حلال، قال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ} [عبس: 24]، وفي الحديث: الْعِفَّةُ رَأْسُ‏ كُلِّ خَيْرٍ» [6]”.

وقال: “قد يقول بعض الناس: نحن بحمد الله نرتدي الحجاب ونلتزم بالستر، فلا يعنينا هذا الكلام، نعم، الحجاب والستر مفخرة عظيمة، ويكفي أن نشاهد صور الزائرات في زيارة الأربعين وهنّ في أبهى مظاهر العفّة والحياء رغم حرارة الجو، وهذا يرفع الرأس حقاً”، محذراً من “بعض التطبيقات الخاطئة للعفة، مثل: المفاكهة مع الرجل الأجنبي، أو التبسط في الكلام معه بحجّة أنه مراجع مستمر في السوق أو ما يُسمى (المعميل) في اللغة العراقية الدراجة أو موظف اعتاد التعامل معه، أو ما يُرى أحياناً من خروج بعض النساء أمام عمّال الخدمات (كعامل الكهرباء أو بائع النفط) بلا حجاب بحجة أنه مجرد عامل! يقول تعالى:{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا  وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229]، الحديث مع الرجال عبر الرسائل الخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي بذريعة الاستشارة أو السؤال، وقد يتطور الأمر من غير قصد، وهذه أمور خطيرة، يجب التنبه إليها وعدم التهاون معها”، مؤكداً: “فلا فرق بين شخص وآخر في حدود الله، والشيطان يبدأ بخطوات صغيرة غير واضحة، فإذا تُساهل فيها جرّت إلى خطوات أكبر، قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [البقرة: 168]”.

وأشار المرجع اليعقوبي، إلى أن “كل إمرأة يمكن أن تكون قائدة إلى الخير، وليس الرجال وحدهم، نحن ندعو في الدعاء الشريف: «…وَتَجْعَلُنَا فِيهَا مِنَ الدُّعَاةِ إِلَى طَاعَتِكَ وَالْقَادَةِ إِلَى‏ سَبِيلِكَ‏…»، وهذه الدعوة تشمل النساء أيضاً”، مستشهداً “بالروايات أن خمسين امرأة من بين الثلاثمائة والثلاثة عشر قائداً الذين يكونون مع الإمام المهدي، وهذه بشارة عظيمة، تُظهر أنّ للمرأة دوراً قيادياً كبيراً، مشبهاً دور المرأة بدور القرآن الكريم، لأن مهمته صناعة الإنسان وتربيته، وكذلك المرأة وظيفتها صناعة الأجيال وتربية الأبناء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، وهذا الخطاب لا يختص بالرجال، بل النساء أولى به لأنهنّ المسؤولات عن البيت والتربية”.

وأوضح، أنّ “مسؤولية التربية في زمن الفتن وهذا الزمن صعبة جداً، لأنّ الأطفال يتعرضون لضغوط ومؤثرات من المدرسة والشارع ووسائل الإعلام والأجهزة الذكية، فلا بد من التوجيه والسيطرة بحكمة، قد تكون المسؤولية شاقة، لكن أجرها عند الله عظيم، قال تعالى: {لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22]، لماذا كنتَ في غَفْلةٍ عنه؟ وبماذا تُفيدُكَ الصَّحوةُ بعد ذلك؟ فهناك لا عملَ، ولا تدارُك، ولا يُعطى للإنسان دورٌ ثانٍ، فمَن رَسَبَ في امتحان الحياة الدُّنيا فلن يُمْنَح فرصةً أخرى ليمتحن وينجح، لأنَّه أُعْطِيَ في الدنيا دوراً أول وثانياً وثالثاً وعاشراً، وأُعْطِيَ فُرَصاً واسعةً، وكانت آياتُ اللهِ كلُّها بين يديه، فلماذا يصطدم بعد ذلك بحقيقة تقصيره، ويرى عاقبةَ تفريطه؟، فالصحوة يجب أن تكون الآن في الدنيا، حيث يمكن العمل والتدارك، أما في الآخرة فلا عودة، قال تعالى:{حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99-100]”.

وأضاف سماحتُهُ، أن “الأطفال اليوم أكثر وعياً وإدراكاً بسبب اتساع مصادر المعرفة، وهذا أمر إيجابي إذا استُثمر بالتربية الصحيحة”، مستشهداً “بقول الإمام الصادق (ع): «بَادِرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالْحَدِيثِ‏ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكُمْ إِلَيْهِمُ الْمُرْجِئَة»، أي أنّ التربية المبكرة هي الحصن الواقي، ولذلك ينبغي التعاون بين الأمهات والمؤسسات القرآنية والثقافية والمواكب الإصلاحية في توجيه الأبناء”، مطالباً “عدم الاستحياء من النصح والإرشاد، امتثالاً لأمر الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [التوبة: 71]”.

وبيّن، أن “المرأة رأس الحرب في استهداف الأعداء لقد أدرك الأعداء قيمة المرأة، فجعلوها رأس حربهم ضد الإسلام، يرفعون شعارات مثل: تحرير المرأة، تمكين المرأة، حقوق المرأة…وهي عناوين ظاهرها الرحمة وباطنها الفتنة، ويكفي أن نلاحظ كيف تُضخّم حادثة صغيرة في مجتمعنا إذا تعلقت بالمرأة، بينما في مجتمعات أخرى تحدث أضعافها ولا يُلتفت إليها، وهذا دليل على وجود مؤامرة مدعومة من جهات تريد تخريب المرأة وبالتالي المجتمع كله، ولذلك لا بد أن تكون النساء واعيات لهذه الأساليب، فلا ينخدعن بالشعارات البراقة”.

ورد سماحتُهُ، على “دعاوى الانفلات التي كان بعضهم يدّعي أن الشذوذ الجنسي سببه «الكبت» في المجتمعات المحافظة، لكن الواقع الغربي أثبت بطلان هذه النظرية، فمع وجود الانفلات الجنسي بأبشع صوره، انتشرت المثلية والزواج بين الذكور، مما يدل على أنّ هذه الانحرافات ليست بسبب الكبت، بل هي نتاج الانحلال والابتعاد عن الفطرة”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى