مقالات
أخر الأخبار

“الخصوصية الرقمية” السلاح الأقوى ضد الابتزاز الإلكتروني

كتبت د. شفاء الكناني: في عصر الرقمنة أصبح الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهو وسيلة للتواصل والعمل والتعليم والترفيه، ومع هذا الانتشار، ظهرت مخاطر جديدة، أبرزها الابتزاز الإلكتروني، وهو استغلال الغرباء للصور أو الفيديوهات أو الرسائل أو المعلومات الشخصية، للضغط على الأفراد للحصول على أموال أو خدمات، أو التلاعب بسلوكهم.

 

ويواجه الشباب والمراهقون هذا النوع من المخاطر الرقمية، نتيجة الاعتماد الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة السريعة للمعلومات الشخصية، التي قد تكون حساسة أو خاصة، وتتعدد طرق تهديد الخصوصية الرقمية، فالخطر الأكبر يأتي من مشاركة المعلومات الحساسة على المنصات الاجتماعية أو التطبيقات المختلفة دون وعي أو قيود خصوصية.

كما أن التعامل مع الغرباء عبر الإنترنت دون التأكد من هويتهم أو نواياهم يعرض الأفراد للابتزاز، بالإضافة إلى استخدام كلمات مرور ضعيفة أو تكرار نفس كلمة المرور عبر عدة حسابات، مما يسهل اختراق الحسابات.

كما يزيد الانخراط في روابط مشبوهة أو تحميل ملفات غير موثوقة من خطر الابتزاز الرقمي ويؤثر في الحالة النفسية والاجتماعية والمالية للفرد بشكل مباشر، الآثار السلبية لانتهاك الخصوصية والابتزاز الرقمي تشمل الجانب النفسي، حيث يعاني الضحية من القلق المستمر والتوتر والخوف من كشف أسراره والشعور بالعجز أمام المبتز.

كما تشمل الجانب الاجتماعي، فقد يؤدي الابتزاز إلى فقدان الثقة بالعائلة أو الأصدقاء أو المجتمع الرقمي، وأحياناً الانعزال عن المحيط الاجتماعي، أما على المستوى المالي، فقد يتعرض الشخص للابتزاز أو الاحتيال أو فقدان أموال نتيجة تسريب البيانات الشخصية، مما يزيد من الضغوط النفسية ويعيق حياته اليومية ويحد من إنتاجيته.

وللوقاية من الابتزاز الرقمي وحماية الخصوصية، هناك خطوات عملية يجب اتباعها، أولها الحفاظ على المعلومات الشخصية وعدم مشاركتها إلا مع جهات موثوقة، وثانيها التأكد من إعدادات الخصوصية في كل حساب رقمي وتفعيل الحماية القصوى، وثالثها استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة لكل حساب وتفعيل المصادقة الثنائية.

ورابعها التحقق من هوية الغرباء قبل التعامل معهم أو الرد على رسائلهم، وخامسها توخي الحذر عند الضغط على الروابط أو تحميل الملفات والتأكد من مصدرها، وسادسها متابعة الأخبار الرقمية والتعلم المستمر حول طرق الاحتيال والابتزاز الرقمي، وسابعها التحدث مع أشخاص موثوقين عند مواجهة أي تهديد للحصول على الدعم النفسي والمعنوي.

كما أن المجتمع الرقمي يلعب دوراً مهماً في حماية الأفراد، فالحكومات يمكنها إصدار قوانين تحمي البيانات الشخصية وتفرض عقوبات على من يتجاوز خصوصية الآخرين، بينما تقوم الشركات الرقمية بتطوير أنظمة أمان قوية وتقديم نصائح وإرشادات للمستخدمين لتعزيز وعيهم الرقمي.

فيما يمكن للمدارس والجامعات والمنظمات المجتمعية نشر الوعي حول مخاطر مشاركة المعلومات والابتزاز الرقمي وتعليم الأفراد كيفية حماية الخصوصية منذ الصغر، ليصبح لديهم وعي مبكر في التعامل مع التقنيات الرقمية.

ومن الأمثلة الواقعية يمكن الإشارة إلى حالات انتشار الابتزاز الإلكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يقوم المبتزون بجمع صور أو رسائل شخصية وتهديد الضحايا بنشرها إذا لم يتم دفع أموال أو تقديم خدمات، وأحياناً سرقة البيانات المالية، مما يضر بالضحية نفسياً واجتماعياً ومالياً، وفي جميع هذه الحالات، كان الوعي الرقمي واتخاذ الإجراءات الوقائية مثل كلمات المرور القوية وحماية الحسابات والتبليغ الفوري عن التهديدات، هو العامل الحاسم في الحد من الأضرار.

الخصوصية الرقمية هي السلاح الأول للوقاية من الابتزاز الإلكتروني، فهي ليست مجرد خيار، بل حق أساسي ومسؤولية شخصية، فكل فرد يجب أن يكون واعياً لما يشاركه وكيفية حماية بياناته من الغرباء، ومع الاستخدام السليم للتقنيات الرقمية، يمكن التمتع بمزايا الإنترنت دون الخوف من الاستغلال أو الابتزاز، ويتيح ذلك التركيز على التعلم والعمل والتواصل الإيجابي بدلاً من القلق والخطر الناتج عن تسرب المعلومات الشخصية، وكل جهد بسيط في حماية البيانات يسهم في بناء مجتمع رقمي واعٍ وآمن يمكن للجميع الاستفادة منه بثقة وأمان.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى