
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية الامام الحسن المجتبى (ع) في خانقين/ منطقة علي مراد بإمامة الشيخ حسين المندلاوي، وحضور جمع مبارك من الإخوة المؤمنين.
وكانت محور الخطبتين بعنوان (شرف خدمة الامام الحسين “ع” )، وتابعتهما “النعيم نيوز”:
شرف خدمة الإمام الحسين ( ع )
نص الخطبة …
ورد عن أمير المؤمنين عليّ بن طالبأنه قال: «افْعَلُوا الْخَيْرَ وَ لَا تَحْقِرُوا مِنْهُ شَيْئاً فَإِنَّ صَغِيرَهُ كَبِيرٌ وَ قَلِيلَهُ كَثِيرٌ وَ لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنَّ أَحَداً أَوْلَى بِفِعْلِ الْخَيْرِ مِنِّي فَيَكُونَ وَ اللَّهِ كَذَلِكَ إِنَّ لِلْخَيْرِ وَ الشَّرِّ أَهْلًا فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ ».
تتّسم المجتمعات الحية بروح المبادرة. وذلك ما يتمظهر في ارتفاع منسوب الحافزية لدى الأفراد إزاء المصلحة العامة، وخدمة المجتمع، فحين تلمع فكرة إيجابية لعمل مفيد، في ذهن أيّ فرد من هذا المجتمع، فإنه سرعان ما يبادر للتصدي لتطبيق تلك الفكرة على أرض الواقع، إنّ المجتمع الحيَّ غالبًا ما يتنافس أفراده لعمل الخير، فكلّ واحد منهم يحاول أن يسبق الآخرين، حتى مع علمه بأن الآخرين يتحفزون للقيام بذات العمل، فهو لا يقبل أن يسبقه الآخرون لعمل الخير، وهذا عين ما تشير إليه الآية الكريمة في وصف المؤمنين: ﴿وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾، أي التنافس في أعمال الخير.
في مقابل ذلك تهيمن على المجتمع المتخلف نفسية التواكل. حيت يتكل كلّ واحد منهم على الآخر، ويكل الأمر إلى غيره، فتجد الأفراد ينتظر أحدهم قيام الآخرين بالأعمال المفيدة، فيما يتسمّر هو في مكانه. وحتى إذا ما لمعت في ذهن الواحد من هؤلاء فكرة إيجابية، فإن أول ما يخطر على باله أن يتنصّل من المسؤولية، ويلجأ «للإفتاء» بها للآخرين، فتراه يُردّد عبارة؛ أن المفروض بالناس أن يفعلوا هذا، ويجب على المجتمع أن يصنع ذاك!. ويبدو أنّ غياب المبادرة في قبال «توزيع المفروضات»، سلوك ملحوظ خلال الاجتماعات العامة، والجلسات الشللية، حتى مع اقتناعهم بجودة أفكارهم الذاتية.
إنّ السمة الأبرز في المجتمعات المتخلفة هي انتظار الأفراد أحدهم الآخر للقيام بالعمل، ولربما انسحب ذلك السلوك حتى على أبسط الأشياء، إذ لا يعدم المرء من رؤية جماعة جلوس في مكان وقد شعروا بالحر، فيتكاسل كلّهم عن تشغيل جهاز التكييف، متمنّيًا كلّ واحد منهم أن يقوم الآخر بفعل هذا الأمر!.
ينبغي للإنسان أن يكون مبادرًا لأعمال الخير، وكلّ ما يخدم المصلحة العامة. إنّ توجّهات الخير، كما توجّهات الشّر، ترتبط بالنزعة الذاتية عند الإنسان، فهناك نفوس ميّالة إلى القيام بأعمال الخير، وهناك نفوس نزّاعة لارتكاب أعمال الشّر، وذلك عين ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [سورة الشمس، الآيتان:7-8]، وما دام الأمر على هذا النحو، فلماذا لا يكون المرء سبّاقًا إلى فعل الخيرات، ولماذا ينتظر قيام الآخرين بفعل الخير نيابة عنه، فيكونون هم المبادرين والسبّاقين، سيّما وأن القرآن الكريم يقول: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾، في دعوة صريحة إلى التسابق في هذا الشأن، و يقول تعالى في آية أخرى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ [سورة الواقعة، الآيتان:10-11].
عوائق المبادرة للخير:
هنالك جملة عوامل تمنع الإنسان من المبادرة إلى فعل الخيرات. ومنها: استصغار المرء بعض الأعمال باعتبارها أعمالًا جزئية، يرى نفسه أكبر من أن يقوم بها، والحقيقة أن أيّ عمل خير، يستحق المبادرة إليه، ولا ينبغي تحقيره بأيِّ حالٍ، وما يجري في هذه الحال أنّ الشيطان يريد أن يحول بين المرء وبين عمل الخير، فيسوّل في نفسه، بأنه أرفع من أيّ يقوم بذلك العمل، أو أنّ ذلك العمل ليس على قدر من الأهمية، وعلى هذا النحو يمضي الشيطان في حرمان المرء عن القيام بأعمال الخير. من هنا نجد أمير المؤمنين عليّ بن طالب يقول: «افعلوا الخير ولا تحقّروا منه شيئًا، فإنّ صغيره كبير، وقليله كثير، ولا يقولنّ أحدكم أنّ أحدًا أولى بفعل الخير مني، فيكون والله كذلك، فإنّ للخير والشّر أهلًا، فمهما تركتموهما كفاكموه أهله»، إذا وجد المرء عمل خير، فليبادر إلى فعله، وليتجاوز وساوس الشيطان الذي يحقّر ويصغّر في العين أعمال الخير، فيحول بين المرء والقيام بها، ويشدّد الإمام القول بأن أصغر أعمال الخير هو عمل كبير، وأنّ قليلها كثير.
ويقول في كلمة أخرى: «لَا تَسْتَحِ مِنْ إِعْطَاءِ الْقَلِيلِ فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْهُ»[2] ، وهذا أشبه بأن يجد المرء مبلغًا زهيدًا في جيبه، في قت تجمع فيه التبرعات لأعمال الخير، فيتردّد في دفعه حياءً أو استصغارًا، مع أنّ دفع هذا المبلغ الضئيل خير وأفضل من الامتناع عن التبرع تمامًا.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز