
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في جامع الإمامين العسكريين (ع) بقضاء خور الزبير/البصرة، بإمامة السيد صادق الياسري
وكانت الخطبة بعنوان: (اتقان العمل والاخلاص المهني)، وتابعتها “النعيم نيوز”:
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بس مهو الله الرحمن الرحيم: الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي رفع السماء بلا عمد وبسط الارض على وجه ماء جمد تبارك اسمه وتعالى قدسه علوا كبيرا والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للانام ومشكاة نور الظلام والمظلل بالغمام ابي القاسم المصطفى محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد (عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله ).
روي عن الامام الصادق( عليه السلام) انه قال: (لما مات ابراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) راى النبي (صلى الله عليه واله) في قبره خللا فسواه بيده ثم قال اذا عمل احدكم عملا فليتقن ).
اتقان العمل والاخلاص في من القيم التي حثت عليها الشريعة الاسلامية وقادة الاسلام فالرواية التي بين يديك والتي افتتحنا بها الخطبة تتحدث عن ان النبي (صلى الله عليه واله )لما راى خللا في قبر ولده ابراهيم (عليه السلام) لم يتباعد دون ان يتصدى بنفسه لتسوية ذلك الخلل ولم يكتف (صلى الله عليه واله) بالحث عمليا على ضرورة اتقان العمل بل اتبعه بالحث اللفظي فالنبي (صلى الله عليه واله) استعمل الجانب العملي والجانب اللفظي ليلفت النظر الى اهمية هذه القيمة الا وهي اتقان العمل
وعنه (صلى الله عليه واله) ايضا قال.. ((ان الله تعالى يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ))
ولاتقان العمل ثمرات كثيره نذكر منها :
اولا : الحصول على الحب من الله تعالى فمن يتقن عمله يكون محبوبا عنده عز وجل قال تعالى (واحسنوا ان الله يحب المحسنين) فان احد معاني الاحسان هواتقان العمل وقد احسن الشاعر اذ قال : (اذا عمل المرء المكلف مرة عملا فان العيب الا يحسنه فقد ذكر المختار ان الهنا يحب لعبد خافه ان يتقنه).
ثانيا : التأسي بالله تعالى ونحن مأمورون بالتأسي به جلت قدرته فان الاتقان صفة من صفات الله تعالى والذي يتقن عمله يكون قد اتصف بصفة من صفات ربه جلت قدرته قال تعالى (صنع الله الذي اتقن كل شيء).
ثالثا : ان اتقان العمل سبب من اسباب رقي الامم والتمكين للامة في الارض فالمنهج الصحيح مع الاخلاق الفاضلة والقوة المادية والعلمية مع التوكل على الله تعالى كفيل باخراج عمل متقن على احسن الوجوه ويذكرنا القران الكريم بقصة ذي القرنين في بناء السد لمنع ياجوج وماجوج من الافساد في الارض.
ايها الاخوة: ان نظرة عامة على واقع بلدنا بشكل عام ومحافظتنا بشكل خاص سيتضح من خلالها ضعف وجود هذه القيمة اعني اتقان العمل ولذلك اسبابه الكثيرة نذكر منها:
السبب الاول: انعدام الوازع الذاتي عند المسؤول وهذا الوازع يحركه : اما الالتزام الديني فالمؤمن الملتزم بدينه يكون متقنا لعمله لان دينه يامره بذلك ، او ضميره الانساني اذ قد لا يكون الانسان متدينا ولكن ضميره الانساني الحي هو الذي يدفعه لاتقان عمله ، او حبه لعمله والملاحظ على اغلب مسؤولي مؤسسات الدولةومفاصله غياب الالتزام الديني وموت الضمير الانساني وعدم حبهم للعمل وذلك بسبب عدم اختيارهم لهذه المناصب على اسس صحيحة.
السبب الثاني: غياب النظام الرقابي فالمؤسسات الرقابية عندنا ليست فعالة بالشكل المطلوب وقد القى ذلك بظلاله على واقع مؤسسات الدولة وسجلت الكثير منها فشلا ذريعا في القيام بوظائفها بالشكل المطلوب فغياب ثقافة مكافأة المتقن لعمله ومحاسبة المقصر فيه انتجت هذا الفشل في الكثير من المؤسسات الحكومية والشاهد على هذا الكلام الفرق الواضح في الخدمات المقدمة في المؤسسات الاهلية كالمستشفيات والمدارس وفي الخدمات المقدمة في المؤسسات الحكومية.
السبب الثالث : عدم اختيار المسؤولين عن مؤسسات الدولة بكافه اصنافها وتشكيلاتها ومفاصلها وفقا للاسس الصحيحة القائمة على اساس اختيار من تتوفر فيهم النزاهة والكفاءة لشغل تلك المناصب بل يجري اختيار هؤلاء المسؤولين على اساس المحاصصة الطائفية والمناطقية والحزبية والقومية وقد انتج ذلك ان مسؤولي تلك المؤسسات اصبحوا يبحثون عن استرضاء من نصبهم ولو على حساب اتقان العمل المناط بهم كما واصبحوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة كما وان غياب مبدا (اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب) انتج تسنم شخصيات لمراكز مسؤولية ليست من اختصاصهم وليسوا اهلا لها وبعضهم لا توجد لديه خطط مستقبلية لتطوير العمل والارتقاء به.
ايها الاخوة: ان الكثير من الازمات التي تمر بها البصرة ليست وليدة حالات هي خارج سيطرة الانسان بل هي ضمن حدود سيطرته بمعنى ان الانسان هو من تسبب بها فتلوث الهواء سببه الانبعاثات السامة من المؤسسات الصناعية والنفطية فيمكن السيطرة على هذا التلوث بايجاد حلول لتقليل تلك الانبعاثات السامة.
كما ان ازمة ملوحة المياه ليست وليدة الساعة بل دقت ناقوس الخطر قبل ثمان سنوات ولم نجد تحركا جديا وفعليا لمعالجة هذه الازمة من قبل الحكومات المتعاقبة الاتحادية والمركزية ولم نسمع الا وعودا جوفاء في وقت حصول الازمة وهي ازمة ليست جديدة اساسا.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز