مقالات
أخر الأخبار

كيف نستفيد نحن العراقيين من نهضة كربلاء.. دروس وعبر من إجراءات الإمام الحسين (ع)

من الواضح أن القضية الحسينية ليست مجرد حادثة تاريخية، بل هي منهج حياة، ودستور إصلاح، يمكن أن يصلح لكل زمان ومكان، لا سيما في الظروف التي يعيشها عراقنا اليوم من فوضى سياسية، وفساد إداري، وطائفية مقيتة.

 

وهذه جملة من الدروس والعبر التي يمكن أن نستفيدها من نهضة الإمام الحسين (ع)، والتي يمكن لأبناء بلدي العراقيين أن يستفيدوا منها:

1. الوعي السياسي والبصيرة في اختيار الحاكم

إن الإمام الحسين (ع) لم يبايع يزيد أبداً.. لأنه يعلم أن طاعة الظالمين فساد في الدين والدنيا.

وبالتالي فلا يجوز أن نصمت على الفساد والظلم والتسلط، ولا بد من المطالبة بحكومة عادلة نظيفة، وأن نحاسب الفاسدين، ونرفض تزييف الوعي تحت شعارات براقة، ولو اتفق كل أو معظم العراقيين على اختيار من هو صالح ومخلص وظلوا مراقبين لأدائه ومعلقين على تصرفاته بمختلف الوسائل، لما تمادى الحكام والمسؤولون في الفترات السابقة.

2. الوقوف بوجه الطغيان والفساد مهما كان الثمن.

لقد نهض الإمام الحسين (ع) ليقول: «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي».

فلا بد أن يكون لكل عراقي شريف موقف في وجه الظلم والنهب والفساد.

فلا حياد بين يزيد والحسين. فإن الحياد في المواقف المصيرية خيانة للأمة.

3. وحدة الصف رغم التعدد

وهذا درس عظيم.. ففي كربلاء كان مع الحسين العربي والفارسي، المسيحي والمسلم، الشيخ والشاب، الرجل والمرأة.

مما يعني أن التنوع ليس عيباً، بل قوة إن اجتمع على هدف واحد: وهو نصرة الحق ومحاربة الباطل.

فإن الطائفية هي مشروع أعداء العراق، ولا يليق بشيعة الحسين أن يكونوا وقودها.

4. دور النخبة في توعية الأمة

إن الإمام الحسين خاطب الناس، وبعث الرسائل، وأوفد الرسل، ودعا إلى الإصلاح بالكلمة قبل السيف.

وبالتالي فالعلماء، والأساتذة، الخطباء، والنخب المثقفة، عليهم أن يكونوا صوت وعي وتوجيه، لا أبواقاً للسلطة أو ساكتين عن الحق خوفاً على المناصب والرواتب.

5. أهمية دور المرأة في النهضة والإصلاح

إن العقيلة زينب (ع) لم تكن تابعة، بل كانت قائدة واعية، صرخت في وجه يزيد، وفضحت الباطل.

من هنا ندرك حقيقة أن المرأة ليست كائناً ثانوياً في المجتمع، بل شريكة في الصمود والبناء والإصلاح والتربية.

فلتكن زَينَبُ قدوةً لكل عراقية ترفض الظلم وتُربّي أبناءها على الحق.

6. الوعي الإعلامي في نقل القضية وتثبيت الحق

إن الإمام زين العابدين وزينب (عليهما السلام) حملا الرسالة الإعلامية بعد المعركة.

وهذا هو الصواب.. فالإعلام سلاح. علينا كعراقيين أن لا نترك الإعلام بيد الفاسدين والمُضلِّلين. ولنستخدم المنابر، والسوشال ميديا، والمدارس، والحسينيات لبث الوعي واليقظة. الوعي بحقوقنا ودورنا ومسؤوليتنا كمواطنين..

واليقظة والانتباه كي لا ننخدع بالنزاعات الجانبية وننسى قضيتنا الكبرى، وهي البحث عن قيادة رسمية صالحة وعادلة ومحاولة تصحيح أخطائنا كشعب وأفراد.

7. القدوة العملية في التضحية ونكران الذات

إن الإمام الحسين (ع) ضحى بنفسه وأولاده وأصحابه. ولم يقل “نفسي نفسي”، بل قال: “هيهات منا الذلة”.

والدرس هنا أن الوطن لا يُبنى بالأمنيات بل بالتضحيات.

فلنبدأ بأنفسنا في محاربة الفساد، ونكران المصالح الشخصية من أجل المصلحة العامة.

8. الصبر في الملمات والثبات في الحق

إن كل من كان مع الحسين (ع) صبر حتى النهاية، رغم الجوع والعطش والخذلان.

ولا بد أن نتحلى بالصبر والثبات، فالإصلاح طريق طويل، لكن نهايته النصر، كما قال تعالى: (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).

9. نزع الخوف من الطغاة

إن الحسين (ع) وأصحابه لم يخافوا من كثرة العدو، بل خافوا من غضب الله.

بينما نرى كثيراً من العراقيين يعيشون في خوف من الأحزاب الفاسدة أو الميليشيات أو النفوذ الأجنبي.

أما الحسين (ع) فإنه يعلّمنا أن الموت بعز خير من الحياة بذل.

10. استلهام المشروع الحضاري الإسلامي

فإن قضية كربلاء ليست للدمعة فقط، بل للبناء والتغيير.

ولهذا علينا أن نحول مجالس الحسين إلى مشاريع نهضة، وتربية، وعلم، وإصلاح، ومحاربة للجهل، ومقاومة للفساد، ووحدة وطنية مع إحياء للقيم.

فإن الحسين (ع) خرج ليبني أمة. فإن كنا نحيي ذكراه، فعلينا أن نواصل ثورته على مستوى الوعي السياسي والإصلاح الاجتماعي والموقف الديني والوحدة الوطنية ومحاربة الفساد والطائفية.

وليكن شعارنا الحسيني: (لن نكون مع يزيد العصر. بل مع الحسين في كل زمان ومكان).

السيد حازم الميالي

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى