مقالات
أخر الأخبار

الجولة الرابعة من المفاوضات النووية .. صعبة لكنها مفيدة

كتب محمد صالح صدقيان.. انتهت الأحد الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة بالاتفاق علی استمرار هذه المفاوضات في الموعد والمكان الذي يحدده الوسيط العماني، الذي استضاف جميع هذه الجولات التي جرت بين الجانبين بشكل غير مباشر منذ 19 أبريل/ نيسان الفائت .

لم يتحدث الجانبان عن اتفاق أو الوصول لــ “إطار اتفاق” كما كان متوقعاً، وإنما كان هناك تحفظ واضح في التصريحات . ففي الوقت الذي لم يبدِ فيه الجانب الأميركي موقفاً واضحاً بشأن نتائج الجولة الرابعة، قال الجانب الإيراني إن الجولة التي لم تستمر أكثر من 3 ساعات كان صعبة، لكنها مفيدة لجهة معرفة وجهات نظر الجانبين .

مصادر مواكبة لهذه المفاوضات قالت إن الجانب الأميركي طرح مرة أخری قضية تخصيب اليورانيوم في داخل إيران ومدی حاجتها لهذه الأنشطة، في الوقت الذي تستطيع فيه أن تشتري الوقود النووي من السوق الخارجية بمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتشغيل المفاعلات الإيرانية المستخدمة للأغراض السلمية ؛ وهذا ما دعی الجانب الإيراني إلی الإعراب عن استعداده لتقديم المزيد من التنازلات لإزالة القلق من طبيعة البرنامج النووي الإيراني، حيث قدم عدة مقترحات تتعلق بأنشطة التخصيب المقلقة للجانب الغربي بشكل عام والجانب الأميركي المفاوض بشكل خاص .

وفي حقيقة الأمر فإن التحديات التي تواجه هذه المفاوضات ما زالت تعمل وهي تحاول تسريع محركاتها، من أجل التأثير في مسار هذه المفاوضات وإفشالها إن استطاعت ذلك .

أولاً ؛ الكيان الصهيوني الذي لا يريد هذه المفاوضات ويسعی بكل جدية لإفشالها مستخدماً بذلك اللوبي اليهودي في داخل الولايات المتحدة، وهو بذلك يريد الضغط علی الإدارة الأميركية لاستخدام الخيارات العسكرية بدلاً من الخيارات السياسية والدبلوماسية لإنهاء وتفكيك البرنامج الإيراني النووي .

ثانياً ؛ الاصطفاف الموجود داخل الإدارة الأميركية بشان آلية التعاطي مع الملف الإيراني برمَّته وليس المسألة النووية ؛ حيث يقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلی جانب مندوبه للشرق الأوسط استيف ويتكوف ونائبه جي دي فانس في مقابل وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث .

ثالثاً ؛ الأصوليون في الداخل الإيراني المتشددون بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة، حيث يعتقدون أن الجانب الأميركي مهما كان شكله ونوعه وطعمه غير جادٍّ في التوصل مع الجانب الإيراني إلی اتفاق يستند علی المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، بل إنه يريد التوصل لاتفاق حسب مقاساته ؛ وهو في نهاية المطاف يريد القضاء علی النظام السياسي في إيران تحت مظلة المفاوضات أو بغيرها .

رابعاً ؛ الدول الأوروبية وخاصة دول ألمانيا وبريطانيا وفرنسا التي كانت في اجتماعات واتفاق عام 2015 وهي الآن بعيدة عن هذه الأجواء، حيث تمسك بيدها آلية “سناب باك” لعودة العقوبات الدولية علی إيران استناداً للقرار الأممي 2231 وتلوّح باستخدامها خلال ما تبقَّی من مدة وهو شهر يونيو حزيران القادم لانقضاء صلاحيته بعد هذا التاريخ .

خامساً؛ وهو الأخطر عندما يتفاعل الكيان الصهيوني مع الاصطفاف داخل الإدارة الأميركية كما حدث في قضية إقالة مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز ، عندما اكتشف أن والتز اتصل برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ونسَّق معه بشأن هجوم موجَّه ضد إيران، وعلی الرغم من إبعاد والتز عن الإدارة إلا أن هذا التحدي مازال قائماً وبقوة من أجل إفشال المفاوضات .

المصادر الإيرانية المواكبة تحدثت عن مقترح دفع به الجانب الأميركي للوفد الإيراني والذي جعل جولة المفاوضات الرابعة تقتصر علی مدة قصيرة لا تتجاوز ثلاث ساعات . فحوی المقترح ـ كما نقلت هذه المصادر ـ تعليق أنشطة التخصيب، الأمر الذي يعارضه الجانب الإيراني الذي يری أن هذه الأنشطة من حق إيران ولا تتعارض مع المواثيق والقوانين التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية .

ونقلت هذه المصادر أن الجانب الإيراني قدم مقترحات متعددة من أجل إزالة القلق من الجانب الأميركي بشأن طبيعة أنشطة التخصيب الإيرانية بالشكل الذي يكسب موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية كأنظمة المراقبة ؛ ونسب التخصيب ؛ وكميات اليورانيوم المخصب ؛ وآلية حفظ هذه الكميات واستخدامها وما شاكل ذلك من الأمور الفنية .

وحسب هذه المصادر أن الجانب الأميركي كان يملك تصورات أخری لا تنسجم مع الطرح الإيراني .

وقد لعب الجانب العماني بشخص وزير خارجيته بدر البوسعيدي دوراً مهماً في تسهيل مسار المفاوضات، حيث اقترح رجوع الوفدين لحكوماتهم لدراسة المقترحات المطروحة، علی أن يحدد الجانب العماني مكان وتاريخ الاجتماع القادم الذي ربما يٌعقد علی مستوی الخبراء والمختصين في المجال النووي .

وحسب المعلومات فإن الجانب الإيراني طرح فكرة الوصول لـ “اتفاق إطار” يتم تنفيذه علی مراحل متزامنة بين خفض إجراءات أنشطة التخصيب وإزالة العقوبات المفروضة علی إيران .

الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للرياض والدوحة قبيل توجهه لمسقط وكذلك الزيارة التي قام بها لأبي ظبي الاثنين، تدخل في إطار الرغبة الإيرانية بوضع دول مجلس التعاون في إطار المفاوضات وأجوائها، لأن طهران تعتقد أن وضع هذه الدول في أجواء هذه المفاوضات يدعم موقفها التفاوضي ويجعلها أكثر شفافية، مما يعزز العلاقات مع هذه الدول ويدعم موقف طهران التفاوضي أيضاً.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى