
كتب حسين علي الحمداني: من بين الأيام المتميزة في تاريخ العرب والمسلمين هو يوم المولد النبوي الشريف، ذلك اليوم الذي كان بداية لسيرة خالدة لطفل ولد يتيماً في مكة، التي وإن ضمت بقاعها بيت الله الحرام إلا أنها كانت تعبد الأصنام وتشرك بالله وتضطهد العبيد والفقراء، إلا أن مولد رسول الرحمة سيجعل من مكة تكتب في ما بعد صفحات الإيمان والتوحيد، الذي ستحمله رسالة الإسلام عبر نبي الرحمة، الذي بعثه الله ليس لمكة والعرب فقط بل رحمة للعالمين.
لم يكن العرب وحدهم ينتظرون نبي آخر الزمان، بل الجميع كان ينتظر ولادته ويتحرون ملامحه وعلاماته التي تدلل عليه، لم يكن هذا الطفل الذي أصبح شاباً يافعاً يجوب بقاع الأرض في رحلات التجارة ما بين مكة والشام بالشاب العادي من شباب قريش، بل كان يتأمل هذا الكون ويتعبد في غار حراء، يحاول إيجاد أجوبة لعديد الأسئلة التي ظلت تساوره وهو ينظر لهذا الكون الواسع، ولهذه الجبال الشامخة وغيرها مما موجود حوله.
كانوا يلقبونه بالصادق الأمين وهذه صفات لم تكن تتوفر في الجميع من رجال مكة وشبابها، فكان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) محل احترام الجميع، وهو ما دفع سيدة عظيمة مثل خديجة بنت خويلد (رض) أن تأتمنه على تجارتها وأموالها، ومن ثم على نفسها بالزواج منه، وكأنها تقول لقريش إن هذا الرجل سيقود هذا العالم.
لهذا كانت هذه السيدة العظيمة أول من آمن بدعوته، لإدراكها إنه لا ينطق عن الهوى، وهي تعرف جيداً إنه الصادق الأمين باعتراف أهل مكة وما جاورها من القرى التي بدأت تسمع بالدين الجديد ونبيه الصادق الأمين.
لهذا نجد أن سيرة رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سيرة مضيئة في مقارعة الظلم والطغيان من أجل إعلاء كلمة الله، ومن جهة ثانية حافلة بالقيم الإنسانية العليا التي جسدتها سيرته الخالدة في احتضانه للموالي والعبيد والضعفاء من الناس وجعلهم سواسية مع الآخرين، مما دفع الآخرين لأن يدركوا المعنى الحقيقي للإسلام الذي يساوي بين العبد وسيده والغني والفقير، فالجميع سواسية كأسنان المشط ولا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى والإيمان.
من هنا ندرك جيداً إن يوم مولد نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو ولادة الأمة الإسلامية التي نجح رسولنا الكريم في توحيد القبائل تحت راية الإسلام، ومن ثم نشر هذه الرسالة الإلهية في بقاع الأرض من أجل تحرير الإنسان من الرق والعبودية والأوثان، وبناء شخصية الإنسان المسلم القائمة على قيم الدين الإسلامي الحنيف.
محمد الرسول تحول إلى أمة تعد اليوم أمة كبيرة تمتد على كل قارات العالم، وتعيش تحديات كبيرة في أكثر من بقعة من بقاعها، وما يتطلب منا أن نستلهم قيم الإسلام الحقيقية ونستنهض تاريخ رسولنا الكريم وسيرته العطرة، من أجل النهوض بواقعنا نحو الأفضل.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز