
أثار إعلان شركة OpenAI عن دمج أدوات تسوّق وبحث تجاري داخل ChatGPT موجة من التساؤلات حول مستقبل المنصات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، فمع تجارب سابقة شهدت تحوّل محركات البحث من بوابات للمعرفة إلى مساحات تهيمن عليها الإعلانات، يبرز تساؤل مشروع: هل يسلك ChatGPT المسار نفسه، أم يتمكن من الحفاظ على دوره كمساعد تحليلي ذكي؟
الاختبارات الأولية للميزة الجديدة تكشف عن تحوّل تدريجي في تجربة الاستخدام؛ إذ يميل النظام، في بعض الطلبات، إلى تقديم واجهة شراء مباشرة تعرض منتجات وأسعارًا وروابط، بدل الدخول في حوار تحليلي لفهم احتياجات المستخدم وسياقه الحقيقي. هذا التغيير يعيد إلى الأذهان نماذج البحث التقليدية التي تعتمد على الكلمات المفتاحية أكثر من فهم النية الفعلية.
وتبرز الإشكالية بوضوح عند طلب توصيات عامة، مثل شراء جهاز منزلي، حيث يتراجع دور الذكاء الاصطناعي كمستشار يفهم التفاصيل الدقيقة للاستخدام، لصالح عرض سريع للخيارات المتاحة. وحتى عند تفعيل أدوات المقارنة، تظل المعلومات المقدمة محدودة، ما يقلل من القيمة التحليلية التي تميّز النماذج اللغوية الكبيرة عن منصات التجارة الإلكترونية المعتادة.
ويعكس هذا التوجه التحدي الأبرز أمام شركات الذكاء الاصطناعي، والمتمثل في تحقيق التوازن بين تحسين تجربة المستخدم وبناء نماذج ربح مستدامة، دون المساس بجوهر المنصة كمساعد يعتمد على الفهم والاستنتاج. فإدماج التسوق بحد ذاته ليس المشكلة، بل الكيفية التي يُقدَّم بها.
وفي النهاية، تفتح تجربة التسوق الجديدة في ChatGPT نقاشًا أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي: هل سيبقى أداة للتفكير ودعم القرار، أم يتحول تدريجيًا إلى واجهة بيع رقمية؟ الإجابة ستعتمد على قدرة هذه المنصات على تقديم قيمة معرفية حقيقية قبل أي قيمة تجارية.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز



