
أقيمت صلاة الجمعة الموحدة، بمسجد جنات النعيم في كربلاء المقدسة، بإمامة الشيخ سلام الربيعي.
وفيما يلي ملخص خطبتي صلاة الجمعة الموحدة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:
“الخطبة الأولى: الأمانة والعدل مسؤولية ما بعد الانتخابات: افتتحت الخطبة بآيةٍ كريمة ورسالة الإمام الصادق (ع) إلى والي الأهواز عبد الله النجاشي، لتؤكد أن السلطة مسؤولية أمام الله، وأن النجاح فيها مرهونٌ بالعدل، والرحمة بالرعية، ورفض الظلم، ومساعدة الضعفاء، والحذر من النمّامين، واجتناب جمع المال الحرام، وعدم إخافة المؤمنين، والإسراع في نجدة المضطرين، وقد عمل النجاشي بما جاء في رسالة الإمام (ع) حتى آخر حياته، وكان ذلك سبب نجاته.
ومن محاور الخطبة هي: أولاً: مشاركة الشعب مسؤولية وأمانة: حيث أكد الخطيب، أن الشعب أدّى واجبه وشارك في الانتخابات رغم الأزمات، وهذه المشاركة ليست أرقاماً بل عهدٌ أخلاقيّ بين الشعب والقادة، وهي تجديدٌ للأمل بالإصلاح والاعتماد على الطرق السلمية، وهي دلالة على وعي المجتمع والتزامه بخيارات الدولة لا الفوضى، وتؤكد الآية: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ…﴾ أن الحُكم أمانة لا غنيمة.
ثانياً: المسؤولية تنتقل الآن إلى القادة: فالمطلوب من القادة اليوم هو صون الثقة الشعبية، وعدم تحويل آمال الناس إلى خيبة جديدة، والابتعاد عن المصالح الضيقة والمشاريع الشخصية.
ثالثاً: وصايا أساسية لبناء الدولة بعد الانتخابات، وهي تتلخص فيما يلي:
1- إعمار الأرض وإنصاف الناس: من توفير الخدمات وفرص العمل، والعدالة الاجتماعية والاهتمام بالفقراء والمناطق المهمشة وعوائل الشهداء.
2- تقديم مصلحة الوطن على الأنانية وتجاوز الحسابات الحزبية والشخصية.
3- اختيار المسؤول التنفيذي الأول وفق معايير صارمة وأن يكون قويّاً، أميناً، واضح الرؤية، قادراً على ضبط التوازنات، وبناء مؤسسات لا أمجاد شخصية، واختيار وزراء أصحاب كفاءة ونزاهة بعيداً عن المحاصصة.
4- برنامج حكومي واقعي وعلمي، ويعالج: الأزمة الاقتصادية والكهرباء والماء والصحة والتعليم وحالة الفقر والمخدرات والجريمة، وانهيار المنظومة القيمية.
5- مكافحة الفساد بجرأة حقيقية وتقوية القضاء وهيئات الرقابة، وفتح ملفات الفساد الكبرى بلا خطوط حمراء، والتأكيد على مبدأ الإمام علي (ع): «فإن في العدل سعة…».
6- تحصين الأمن والمؤسسة العسكرية، وحمايتها من التجاذبات الحزبية، واستقلالها ضمان لاستقرار الدولة.
7- الشفافية والتواصل مع الناس، واعتماد الصدق في المعلومات، وشرح القرارات للجمهور، وتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع.
الخطبة الثانية: المحور الأول: شرفُ زيارة أمير المؤمنين (ع)؛ أيّها المؤمنون… إنّكم على مقربة من أقدس بقاع الأرض بعد الحرمين: مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، هذا المقام الذي تهفو إليه قلوب الأنبياء والأوصياء، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع): (زيارة أمير المؤمنين تعدل حجّةً مقبولةً عند الله).
وفي رواية أخرى: (إنّ لأمير المؤمنين حرماً لا يفرّط فيه إلا شقي)، أيُّ شرفٍ أعظم من أن يقف الإنسان بين يدي من قال فيه رسول الله (ص): (عليٌّ مع الحق والحقّ مع علي)، أن تقف أمام ضريحه هو وقوف أمام مدرسة، أمام تاريخٍ من التضحية، أمام صوت العدالة، أمام أول مظلومٍ بعد رسول الله (ص)، وكم نحتاج اليوم أن نربّي أنفسنا وأهلنا على صلةٍ دائمة بهذا المقام، صلة تعصمنا من الانحراف، وتفتح لنا أبواب الرحمة، وتعيد توجيه البوصلة نحو درب الولاية.
المحور الثاني: أثر الزيارة في بناء المجتمع، أيها المؤمنون… إن الزيارة ليست مجرد حضور جسدي، فإنّها تربية روحية وشحن إيماني وتجديد للعهد وتقوية الروابط بين المؤمنين وفرصة للمغفرة وقضاء الحوائج، وقد ثبت أنّ المجتمعات التي تحيي علاقاتها بالمقدسات هي المجتمعات الأكثر ثباتاً أمام الفتن، والأقدر على مواجهة التحديات، فحين نزور أمير المؤمنين (ع)، فإننا نُعلن أننا على خطه، على خط العدل، خط الصبر، خط رفض الظلم، خط المسؤولية والوعي.
المحور الثالث: التشييع الرمزي للسيدة الزهراء (ع)، أيها الأعزاء… إنّ السيدة الزهراء (ع) ليست شخصيةً تاريخيةً عابرة، بل هي الهوية، القدوة، الطهر المطلق، الصوت الذي بكى عليه الأنبياء.
وإن التشييع الرمزي في النجف الأشرف ليس مجرد مسيرة، بل هو إعلان وفاء: وفاءٌ لمظلومية سكنت القلوب منذ 1400 عام، مظلومية دفعت فاطمة بنت محمد إلى أن تقول: “اللهم إنّي أشكو إليك ما لقيتُ من أمّتك”.
إنّ مشاركتكم الواسعة، رجالاً ونساءً وشباباً، هو تجديد للعهد مع الزهراء… هو صرخة في وجه الظلم… هو بيانٌ بأنّ أتباع محمد وآل محمد لا يزالون أوفياء، لا تزال القلوب تنبض بحبها، لا تزال الدموع مستعدة أن تنزل دفاعاً عن مظلوميتها، ونحن حين نشارك، فإنّنا نربّي أبناءنا وبناتنا على حبّ الزهراء، ونحفظ للأجيال القادمة هذا الارتباط المبارك.
فأيّها المؤمنون… لا تفوّتوا هذا الشرف العظيم: زيارة مرقد أمير المؤمنين (ع)، والمشاركة الواسعة في التشييع الرمزي لسيدة نساء العالمين (ع)، اجعلوا هذه الأيام أيام تقرّب إلى الله، خذوا أبناءكم معكم، ازرعوا فيهم حب أهل البيت، واغرسوا في ضمائرهم أن الولاية ليست كلمة تُقال، بل خطواتٌ تُقطع، ومواقف تُتخذ، ومناسبات تُحيا، ولنعلم جميعاً أنّ المشاركة الكثيفة تعكس وعيَنا وولاءنا واستعدادنا للدفاع عن قيم ومظلومية السيدة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز



