مقالات
أخر الأخبار

في عالم ترامب.. حتى الدماء تُقاس بالبرميل… والضحايا مجرد أرقام في فاتورة!

كتب نهاد الزركاني.. حين يزور دونالد ترامب الخليج، لا تسأل عن الاستراتيجية ولا عن الأمن القومي، بل اسأل عن عروض التخفيضات الموسمية وصفقات “خذ اثنين وادفع ثلاثة”. ترامب لم يأتِ كضيف، بل كـ”سمسار عقارات دولية”، معه خرائط جديدة، وأسعار قديمة، وزبائن لا يقرأون الشروط الصغيرة.

ترامب والتجارة بعباءة السيادة

الرئيس السابق – والحالم الأبدي بالعودة – لم يُخفِ يومًا أنه يتعامل مع السياسة كمن يتعامل مع شركات تأمين وهمية. هو لا يُؤمن بالحلفاء، بل بالدفعات المُقدّمة. وقف أمام الخليج بابتسامة “كوكاكولا”، وقال: “أنا هنا لأحميكم من الشر، مقابل شيك محترم طبعًا”. وهكذا، ضُبط الإيقاع، وبدأت أوركسترا الصفقات تعزف.

الجولاني… ضيف الشرف القادم من كهوف التسعينات

في مفاجأة الموسم، حضرت النسخة المُحسّنة من أيمن الظواهري، المدعو “الجولاني”، لكن هذه المرة بدون لحية كثيفة ولا كلاشينكوف، بل ببدلة رسمية وربطة عنق. لم نعد نعلم إن كان هذا مؤتمرًا دوليًا أم عرضًا لإعادة تدوير الإرهابيين. المهم أن قطر رتبت الأمر، وتركيا حضرت من الكواليس، والكل صفق لهذا “المجاهد السابق” الذي أصبح “رجل دولة مستقبلي” – بإذن واشنطن طبعًا.

مصر والعراق: خرائط بلا ألوان

أين مصر والعراق؟ غائبان تمامًا، كما تغيب الشمس في الشتاء. لا وجود لهما في مشهد إعادة ترسيم المنطقة. لا دعوة، لا تمثيل، لا حتى مجاملة بروتوكولية. لأن من لا يدفع، لا يُرسم له مكان في الخريطة. ومن لا يُطبع، يُمسح بالحبر السري.

المحور الإقليمي الخفي: تركيا تدخل من الشرفة

الدهاء التركي لا يُخفى على أحد. أردوغان لم يحتج إلى أن يحضر، يكفي أن ترسل قطر المندوب، ويكفي أن يحضر الجولاني ككارت رابح. وهكذا، تسلّلت أنقرة إلى الطاولة دون أن تطرق الباب. التحالف لم يكن فقط مع ترامب، بل مع الذاكرة القصيرة للأمة.

فلسطين ولبنان وسوريا: القائمة السوداء في قائمة الضيافة

المفارقة الموجعة أن فلسطين كانت الغائب الأكبر في زمن المجازر الكبرى. لم يُذكر اسم غزة، ولم يسأل أحد عن جثث الأطفال، ولا عن لبنان المحاصر، ولا عن سوريا التي تحوّلت إلى مختبر للجماعات المسلحة، بما فيهم ضيف الشرف الجولاني نفسه. يبدو أن الدم العربي لم يُدرج ضمن جدول الأعمال، لأنه لا يُسعّر بالدولار.

إسرائيل: الحاضرة بلا حضور

وحدها إسرائيل، حضرت بلا كرسي، وتكلمت بلا صوت. كانت موجودة في كل كلمة، في كل ابتسامة، في كل ورقة طُويت بسرية. لم يكن اجتماعًا للتشاور، بل جلسة استماع جماعي للتعليمات الإسرائيلية بصوت ترامب. الفارق الوحيد أن الترجمة كانت فورية… ومُذلّة.

خاتمة: مشهد نهائي بلا تصفيق

ببساطة: ترامب رسم، الجولاني ابتسم، الخليجي دفع، التركي مرّر، والمصري والعراقي راقبوا من بعيد. أما الفلسطيني، فربما لم يصله البث.

مبروك علينا الخريطة الجديدة… من تصميم “دونالد ترامب آند كو”، تنفيذ الجولاني، وإخراج مشترك بين الواقع العربي ونكتة اسمها “السيادة”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى