في بيان الأربعينية… المرجع اليعقوبي: محبة أهل البيت (ع) وزيارتهم تعجّل بنعيم الجنة في الدنيا وتؤمّن الفلاح الأبدي

ألقى سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، الأمس الجمعة، كلمةً بعنوان “الأُنس بولاية أهل البيت (ع) من أعظم نعم الجنة ومسؤوليتنا تجاهها”، وذلك ضمن بيان الزيارة الأربعينية 1447هـ.”
وقال المرجع الديني في الكلمة وتابعتها “النعيم نيوز”، إنّ “من مظاهر رحمة الله تعالى وتجليات لطفه بعباده لجذبهم إلى الهداية والطاعة هو تعجيل بعض نعم الجنة لعباده المؤمنين في دار الدنيا؛ ليتذوقوها ويتلذذوا وينتشوا بها، فيتشوقوا إلى الجنة ويندفعوا إلى الأعمال الموجبة لها، مستشهدًا بقوله تعالى: [وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً] (الإسراء: 19)”.
وبيّن، أنّه “من تلك النعم: معرفة الله تعالى ومحبته، والأنس بلقائه، والنظر إلى وجهه الكريم، وهي أعظم نعم الجنان، قال تعالى: [وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ] (التوبة: 72). واستشهد بدعاء الإمام الحسين (ع): “ماذا وَجَدَ مَن فَقَدَكَ، ومَا الَّذي فَقَدَ مَن وَجَدَكَ”، مبينًا أن هذا الكلام مطلق ويشمل جميع نعيم الجنان”.
وأضاف المرجع اليقوبي، “لذلك كان العارفون بالله تعالى يتلذذون بعبادته ومناجاته، فهم والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعمون، وعبادة الله تعالى عندهم ليست تكاليف تؤدى طلبًا للثواب أو خوفًا من العقاب، وإنما هي نِعم أُهديت إليهم من الجنة ليتنعموا بها. وروى في الكافي عن الإمام الصادق (ع) قوله: “قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي الصديقين، تنعموا بعبادتي في الدنيا فإنكم تتنعمون بها في الآخرة”.
كما أورد، ما قاله الإمام السجاد (ع) في مناجاة العارفين: “وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ إلى مَحْبُوبِهِمْ أَعْيُنُهُمْ… إلهِي ما أَلَذَّ خَواطِرَ الإِلْهامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ، وَما أَحْلَى الْمَسِيرَ إلَيْكَ بِالأَوْهامِ فِي مَسالِكِ الْغُيُوبِ، وَما أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ، وَما أَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ”.
وأوضح، أنه “من أعظم النعم كذلك ولاية أهل البيت (ع) ومودتهم، والأنس بذكرهم، وزيارة مشاهدهم، وتعظيم شعائرهم، فهي من نعم الجنة الكبرى التي أتحف الله بها الموالين، وكلما ازدادوا نشوةً بهذا الولاء والمودة الصادقة، ازداد تعلقهم بأهل البيت (ع)، مع ما يجدونه منهم من نجدة في وقت الشدة وإغاثة عند الكرب”.
وأشار، إلى أن “الروايات دلّت على أن نعمة القرب من أهل البيت (ع) لا تضاهيها نعمة من نعم الجنة بعد معرفة الله تعالى، وأن الأنس بهم (ع) يشغل أهل الجنة عن النظر إلى نعمها الأخرى، مستشهدًا برواية زرارة عن الإمام الباقر (ع) أو الصادق (ع): “يا زرارة، إذا كان يوم القيامة جلس الحسين (ع) في ظل العرش، وجمع الله زواره وشيعته ليبصروا من الكرامة والنصرة والبهجة والسرور أمرًا لا يعلم صفته إلا الله، فيأتيهم رسل أزواجهم من الحور العين من الجنة فيقولون: إنا رسل أزواجكم إليكم، يقلن: إنا قد اشتقناكم وأبطأتم عنا، فيحملهم ما هم فيه من السرور والكرامة على أن يقولوا لرسلهن: سوف نجيئكم إن شاء الله”.
وأكمل سماحته، مبيّنًا “الرواية الواردة في كامل الزيارات بصيغة أشمل: “وما من عبد يُحشَر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي الحسين (ع)، فإنه يحشر وعينه قريرة، والبشارة تلقاه، والسرور بيّن على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حُداث الحسين (ع) تحت العرش وفي ظل العرش، لا يخافون سوء يوم الحساب، فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه، وأن الحور لترسل إليهم أنّا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة، وإن أعداءهم لمن بين مسحوب بناصيته إلى النار، ومن قائل: [ما لَنا مِن شافِعينَ وَلا صَدِيقٍ حَميم]، وإنهم ليرون منزلهم ولا يقدرون أن يدنوا إليهم ولا يصلون إليهم”.
وختم المرجع الديني بالقول:”إن الملائكة لتأتيهم بالرسالة من أزواجهم ومن خزانهم على ما أُعطوا من الكرامة، فيقولون: نأتيكم إن شاء الله، فيرجعون إلى أزواجهم بمقالاتهم، فيزدادون إليهم شوقًا إذا أخبروهم بما هم فيه من الكرامة وقربهم من الحسين (ع)، فيقولون: الحمد لله الذي كفانا الفزع الأكبر وأهوال القيامة ونجانا مما كنا نخاف، ويؤتون بالمراكب والرحال على النجاب، فيستوون عليها وهم في الثناء على الله والحمد لله والصلاة على محمد وآله حتى ينتهوا إلى منازلهم”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز