مقالات
أخر الأخبار

فلسطين القضية والدولة

كتب حسين علي الحمداني: هل بات العالم مقتنعاً بضرورة ولادة الدولة الفلسطينية؟ تلك الدولة التي كانت قائمة واقتطعت الكثير من أراضيها لتتحول وفق وعد بلفور إلى كيان مخصص لليهود الذين كانوا جزءاً من الشعب الفلسطيني، شأنهم في ذلك شأن الكثير من يهود العالم الذين هاجروا للكيان، ويهود بعض الدول العربية الذين هُجروا عنوة من ديارهم إلى كيان اغتصب أرض العرب.

 

اليوم نجد أن الدول الكبرى وفي مقدمتها فرنسا وبريطانية والكثير من الدول الأوروبية، تسعى جاهدة للاعتراف بدولة فلسطين، وهو الأمر الذي تأخر كثيراً، وهذا التأخير كانت من نتائجه آلاف الشهداء وإقامة مئات المستوطنات الصهيونية خارج حدود 1967، وصولاً إلى محاولة اليمين الصهيوني ضم الضفة الغربية بكاملها، في محاولة منه لإجهاز مشروع قيام الدولة الفلسطينية.

لهذا جاء مؤتمر نيويورك الداعم لقيام دولة فلسطين برعاية فرنسا والمملكة العربية السعودية بتوقيت مهم جداً، يمكن تلخيصه بعدة حالات، الأولى نجحت باريس والرياض في حشد دولي كبير وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية، الجانب الثاني تمثل بالحصول على تنديد دولي كبير بجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة التي تعاني من حرب عسكرية وقصف مستمر وحرب تجويع لم يشهدها تاريخ البشرية من قبل.

الجانب الثالث يتمثل باستثمار التعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني وهذا التعاطف أخذ مسارين، الأول شعبي تمثل بمسيرات عديدة نددت بالعدوان الصهيوني، ومسار رسمي تمثل بمواقف الكثير من الدول، وفي مقدمتها دول أوروبا على ضرورة إيجاد حل جذري لقضية فلسطين، وهذا الحل يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية من أجل أمن المنطقة واستقرارها، خاصة وإن أسس هذه الدولة كانت واضحة في اتفاق أوسلو1 الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني في 13 أيلول 1993 في واشنطن بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وتبعه أوسلو2، الذي وقع في طابا المصرية عام 1995، وهذا الاتفاق في حينه يمثل جوهر قرار مجلس الأمن /242/ الصادر بعد حرب 1967، واحتلال الكيان الصهيوني ما تبقى من الأراضي الفلسطينية.

وبالتأكيد فإن الدول العربية ومنذ قمة بيروت 2002 تم طرح مشروع الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967 وصوتت عليه بالإجماع، وهو يعني ضمناً التفكير بواقعية من جهة، ومن جهة ثانية إن ما تقبل به منظمة التحرير الفلسطينية تقبل به الدول العربية، باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

لكن هل يقبل الكيان الصهيوني بمخرجات مؤتمر نيويورك الأخير؟ الجواب بالتأكيد كلا خاصة وإن من أجهض اتفاقيات أوسلو 1 ,2 هو اليمين الصهيوني المتطرف، الذي لا يزال يسيطر على الحكم في تل أبيب ويجهض كل محاولة من شأنها أن تعطي للفلسطينيين جزءاً من حقوقهم المشروعة.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى