حذّر باحثون من صعوبة اكتشاف قصور القلب في مراحله الأولى، إذ غالباً ما تُفسَّر أعراضه الخفيفة على أنها إرهاق أو علامات تقدم في العمر.
لكن دراسة جديدة من جامعة كوليدج لندن (UCL) تشير إلى أن الموجات فوق الصوتية للشريان السباتي قد توفر إنذاراً مبكراً للحالة، خصوصاً لدى الرجال الأكبر سناً.
وأوضحت الدراسة أن الفحص، المشابه لفحص السونار أثناء الحمل، آمن وغير مؤلم ويستغرق بين 15 و30 دقيقة فقط، ما يمكّن الأطباء من قياس مرونة الشرايين السباتية التي تغذي الدماغ والرقبة والوجه، وهو مؤشر مهم لصحة القلب والأوعية الدموية.
وقالت الدكتورة أتينوكي أكينمولايان، الباحثة الرئيسية: “نتائجنا تشير إلى أن هذا الفحص قد يكون وسيلة لرصد خطر قصور القلب قبل ظهوره، ما يسمح للمرضى بمناقشة تغييرات نمط الحياة الضرورية مع أطبائهم”.
تصلّب الشرايين يضاعف خطر قصور القلب
وشملت الدراسة 1,631 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 71 و92 عاماً، بالاستناد إلى بيانات الدراسة الإقليمية البريطانية للقلب الممتدة منذ السبعينيات.
وأظهرت النتائج أن ربع الرجال الذين لديهم أقل درجة من مرونة الشرايين كانوا أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب بمقدار 2.5 مرة مقارنة بذوي الشرايين الأكثر مرونة. كما بينت الدراسة أن زيادة سماكة الشريان السباتي ترتبط بارتفاع خطر النوبات القلبية، فكل زيادة بمقدار 0.16 ملم في السماكة ترفع الخطر بنحو 29%.
وشدد الباحثون على أن الدراسة اقتصرت على الرجال، مؤكدين ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت هذه المؤشرات تنطبق على النساء أيضاً.
من جهته، قال البروفيسور برايان ويليامز، كبير المسؤولين الطبيين في مؤسسة القلب البريطانية: “تصلّب الشرايين يفرض جهداً إضافياً على القلب، ما يزيد خطر فشل القلب. وعند رصد مثل هذه التغيرات، يجب النظر مباشرة في تأثيرها على صحة القلب”.
وتشير تقديرات المؤسسة إلى أن نحو 920 ألف شخص في المملكة المتحدة يعيشون مع قصور القلب.
فحص جديد يكشف أحد الأسباب الخفية لارتفاع ضغط الدم
وفي سياق متصل، كشفت دراسة أخرى بقيادة UCL عن فحص سريع مدته 10 دقائق، يستهدف مرضى فرط إفراز هرمون الألدوستيرون من الغدد الكظرية، وهو اضطراب يُعتقد أنه يصيب نحو ربع مرضى ارتفاع ضغط الدم.
وقال البروفيسور ويليام، القائد السريري للدراسة: “هذا الابتكار طال انتظاره لعقود، وسيحدث تحولاً كبيراً في تشخيص أحد الأسباب الخفية لارتفاع ضغط الدم”.
