مقالات
أخر الأخبار

غزة الجراح… ونداء المرجعية الصادق الذي يفضح المزايدين باسم فلسطين

بسم الله الرحمن الرحيم.. ﴿وَما لَكُمْ لا تُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ الَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا أَخرِجْنا مِن هذِهِ القَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها﴾ [النساء: 75]

 

غزة، المدينة المحاصَرة بالجراح، المثخنة بالدماء، ما زالت تقاوم… ما زالت تصرخ في وجه الصهاينة ومن والاهم: لن ننكسر!

وبينما تتساقط القنابل على رؤوس الأطفال، وتستباح كرامة النساء، ويهدم كل حجر يشهد على الحياة، يرتفع صوت المرجعية الدينية في النجف الأشرف مجددا ، صوت العقل والضمير، المرجعية التي لا تلهث خلف المزايدات السياسية، ولا تسوق شعارات جوفاء، بل تضع النقاط على الحروف، وتبين الطريق الذي يؤدي إلى رفع جزء من المعاناة، وتؤكد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية الحقيقية إلى أهلنا في غزة، عبر آليات واضحة وواقعية تحفظ كرامتهم، وتصون دماءهم، وتضمن وصول تلك المعونات.

 

إن المرجعية المباركة لم تكن يوما طرفا في صراعات الإعلام أو لعبة الشعارات، بل نطقت بما يمليه عليها الواجب الشرعي والضمير الإنساني.

 

وهو نوع من أنواع الوقوف إلى جانب المستضعفين، وفضح للمستكبرين والخونة، ممن يحسبون على الأديان، ومن يرفعون شعارات حقوقية كحقوق الإنسان والحيوان والبيئة، ويعملون بانتقائية وازدواجية.

 

وقد أكدت المرجعية الدينية الرشيدة أن من يريد نصرة غزة حقا، فليبادر إلى تقديم العون العملي لا الخطَب الفارغة، وليسهم في تخفيف المعاناة، لا المتاجرة بها.

 

في مقابل هذا الصوت الشريف، نجد حكومات وأنظمة مطبعة، تسارع إلى إصدار البيانات الرنانة في الظاهر، بينما تخون فلسطين في السر، وتشارك الصهاينة موائد التطبيع وأحلام التهويد.

فكيف نثق بمن يغطي عجزه وفساده بشعارات زائفة؟! بل كيف نصدق من يذرف دموع التماسيح على الشهداء، بينما يفتح أبواب بلاده أمام القتلة، ويغلقها في وجوه الجرحى والجياع المشردين بلا مأوى؟!

 

لقد صور القرآن الكريم الطغيان الفرعوني في أبشع صوره، فقال تعالى:

﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 4]

 

أليس هذا ما يفعله الكيان الصهيوني اليوم؟! يذبح الأبناء، وتغتصب الحقوق، وتثكل الأمهات، وتشرد النساء، وإن وجدن مأوى ففي الخيام، التي لا تقي من حر الصيف ولا من برد الشتاء…

كل ذلك يحصل وسط صمت عالمي فاضح!

 

ويا للعجب…! كم تتكرر المأساة ويعاد المشهد! فكما أن القتلة والمجرمين في كل زمان يدعون أنهم مصلحون، قال تعالى:

﴿يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ﴾ [النمل: 48]

كذلك اليوم، يطل علينا من يحاصرون غزة باسم “السلام”، ويقتلون باسم “الدفاع عن النفس”، ويجوعون باسم “الأمن القومي”، والحق جل وعلا يقول:

﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾ [هود: 113]

 

ومن هنا، فإننا نوجه نداء صريحا إلى كل المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم، وإلى رعاة حقوق الإنسان، وإلى كل من يدعي الدفاع عن الكرامة البشرية:

إن لم تتحركوا الآن، وإن لم تسهموا في كسر الحصار وإيصال المساعدات، فإن صمتكم سيعد شراكة في هذه الجرائم النكراء.

فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والصمت في مثل هذه المواطن لا يعني الحياد، بل يعد موافقة ضمنية على ما يجري من سفك للدماء، وهتك للحرمات، وخرق للقوانين الإلهية والإنسانية.

 

فلنتحد خلف صوت المرجعية الواعية، ولنعمل على إيصال المساعدات الحقيقية المباشرة، بعيدا عن المتاجرة الإعلامية والتسييس المشبوه.

ولنعلم أن نصرة غزة اليوم ليست شعارا، بل اختبار لإيماننا وإنسانيتنا، وميزان لموت أو حياة ضمائرنا.

فمن لم يستجِب لنداء الاستغاثة الإنساني، فقد خذل الحق، وخان الله ورسوله، وتجرد من أبسط معاني الإنسانية.

 

﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]

 

الخطيب الحسيني السيد رسول الياسري

يوم الثلاثاء المصادف ٢٠٢٥/٧/٢٢

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى