
شهر رجب وشعبان… شهرا الإعداد والتأهيل لشهر رمضان(الحلقة الخامسة) بقلم السيد رسول الياسري
التكامل المؤسسي وتنسيق الجهود… نحو أثر رسالي واجتماعي أعمق
أيها الأخوة الكرام،
في هذه الحلقة نسلط الضوء على أهمية التكامل في عمل المؤسسات الدينية والاجتماعية، إذ إن العمل الرسالي لا يكتمل بجهة واحدة، بل يتعاظم أثره بتكامل الأدوار وتنوع الساحات.
فلكل مؤسسة موقعها، ولكل جهة جمهورها، ولكل فئة من فئات المجتمع أطوارها وأمزجتها، الأمر الذي يفرض علينا مراعاة هذا التنوع في الخطاب والبرامج والأساليب، بما ينسجم مع حاجات المجتمع ويسد ثغراته.
وانطلاقا من هذا المبدأ، فإن خطابنا موجه إلى المواكب والهيئات الحسينية، بوصفها جزءا أصيلا من العمل الرسالي والاجتماعي، وهو امتداد لما طرح سابقا بشأن دور المساجد، حيث أكدنا في سنوات مضت على ضرورة أن يكون في كل مسجد وحسينية موكب فاعل
أو أن يتحول الموكب إلى نشاط مستديم من جملة أعماله:
إعمار المساجد والحسينيات.
إحياء المناسبات الدينية والوطنية والعالمية.
التصدي لبعض الظواهر والمناسبات التي تخالف الأعراف المجتمعية أو تتعارض مع الشريعة الإسلامية، بأسلوب حكيم ومسؤول.
تطبيقا لقوله تعالى:﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ﴾ (الحج: 41)
وعليه، يفترض وضع خطة عمل مفصلة لتنظيم النشاطات في كل رقعة جغرافية خلال الأشهر الثلاثة: رجب، وشعبان، ورمضان، على أن تكون هذه الفعاليات:
مؤثرة في المجتمع.
ذات بعد اجتماعي وإعلامي.
متقنة في التنظيم، متميزة في الأداء.
بمعنى أن يكون لكل مسجد، وموكب، وهيئة مناسبة مخصصة، تبذل لها الجهود، وتدعى لها جميع شرائح المجتمع ، ويجري التنسيق المسبق لإنجاحها، بحيث يكون الحضور بهيا، والأداء لائقا برسالة المناسبة.
ولا يعني ذلك إقامة جميع المناسبات في كل مكان، بل التذكير بها والحث على إحيائها من خلال توجيه الناس إلى المساجد والهيئات والمواكب التي خصصت لتلك المناسبات
لتكون:المشاركة الشعبية أوسع،
والتنظيم أدق،
والأثر أعمق.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى لجنة تنسيقية تتولى تنظيم إحياء المناسبات وتوزيعها زمانيا ومكانيا.
ويكون برنامج إحياء المناسبات في الأشهر الثلاثة
أولا:شهر رجب
وفاة الإمام الهادي عليه السلام
وفاة السيدة زينب عليها السلام
وفاة الإمام الكاظم عليه السلام
ولادة الإمام الهادي عليه السلام
ولادة الإمام الباقر عليه السلام
ولادة الإمام الجواد عليه السلام
ولادة الإمام علي عليه السلام
يوم المبعث النبوي الشريف
يوم القراءة العالمي
رأس السنة الميلادية
ثانيا: شهر شعبان
ولادة الإمام الحسين عليه السلام
ولادة الإمام زين العابدين عليه السلام
ولادة أبي الفضل العباس عليه السلام
ولادة علي الأكبر عليه السلام
ولادة الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف
عيد الحب
ثالثا: شهر رمضان المبارك
وفاة السيدة خديجة عليها السلام
وفاة أبي طالب عليه السلام
ولادة الإمام الحسن عليه السلام
معركة بدر
جرح وشهادة أمير المؤمنين عليه السلام
ليالي القدر
ليلة العيد ووداع شهر رمضان المبارك
يوم العيد
علما أني لم أذكر تواريخ كل مناسبة، بل ولم أذكرها بالترتيب
وهنا لابد من التوضيح
فالمناسبات التي تتعارض مع الأعراف والقيم والشريعة، كـعيد الحب ورأس السنة الميلادية عندما تمارس بصيغ غير منضبطة، يمكن مواجهتها بإقامة فعاليات بديلة هادفة في نفس الساحات، ومع تضافر جهود المؤمنين، يتم تحجيم دور الفساد وإيجاد البديل الواعي.
كما يقترح أن تبدأ مجالس مكاتب المرجعية الدينية الرشيدة بعد انتهاء المجالس العامة، التي غالبا ما تختتم بذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، فتكون مجالس المكاتب من يوم 21 من شهر رمضان إلى يوم العيد، ويخصص إحياء ليلة القدر الكبرى بالتوجه إلى هذه المكاتب.
وذلك: لإتاحة الفرصة لمكاتب المرجعية لزيارة بقية المجالس ورعايتها.
وتقديم الملاحظات التي تسهم في تطوير الأداء والمهارات.
وفي هذا التنسيق بين بقية المساجد والهيئات المواكب حيث يحقق طاعات متعددة:
إحياء ليلة القدر،
نصرة القيادة الدينية الربانية، إحياء المساجد العامة، إظهار المذهب بشكله اللائق، أمكانية أختيار خطباء لديهم قدرة خطابية أفضل من حيث الشكل والمضمون، كما أن هذا الأداء يعتبر نوع من انواع الإقتداء بالنموذج العلوي، حيث جمع أمير المؤمنين عليه السلام بين الصلاة والصدقة في المسجد.
وفيه تطبيق لقوله عز وجل:﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ (التوبة: 18)
كما يمكن لبعض الجهات تقديم مجالسها في يوم 16 من شهر شعبان لتهيئة المجتمع لأجواء شهر رمضان المبارك، وإتاحة الفرصة للتفاعل والمشاركة في بقية المساجد والمجالس التي تشترك معها في نفس الرقعة الجغرافية ، وهو مظهر من مظاهر التواصل والتعاون الذي دعا إليه القرآن الكريم وأكدته العترة الطاهرة.
أيها الأخوة،
إن ما قدم في هذه الحلقة، وفي الحلقات السابقة، هو برامج مقترحة قابلة للتعديل والتطوير، بما يتناسب مع:
ساحات العمل،
والموارد المتاحة،
والعقبات الميدانية،
على أن يبقى الهدف واحدا هو :بناء عمل رسالي متكامل، منظم، مؤثر، ومتجذر في المجتمع.
نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز



