
رجب وشعبان… شهرا الإعداد والتأهيل لشهر رمضان المبارك
بقلم السيد رسول الياسري (الحلقة الأولى)
الصيام بوصفه مدخلا للتزكية والوفاء والتكامل
أيها الأخوة والأخوات الكرام،
إن ما سأكتبه في هذه الحلقة والحلقات اللاحقة يأتي تطبيقا لما أشار إليه سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)، من أن شهري رجب وشعبان يمثلان مرحلة الإعداد الروحي والتأهيل العملي لاستقبال شهر رمضان المبارك.
ومن هنا، تأتي هذه الورقة بوصفها برنامج عمل يسعى إلى ترجمة هذه الرؤية المباركة إلى واقع مجتمعي فاعل.
قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[سورة البقرة: 183]
وانطلاقا من هذه الغاية القرآنية السامية، نضع مجموعة من الخطوات العملية لتعزيز ثقافة الصيام في شهري رجب وشعبان، بما ينسجم مع الأبعاد الشرعية، والتربوية، والإنسانية.
ويكون بتشجيع المجتمع على الصيام في شهري رجب وشعبان
يوجه هذا المشروع إلى فئات متعددة، لكل منها دافعها الشرعي والروحي، وهم:
أولا: من وجب عليه قضاء الصيام بسبب التقصير في الأعوام السابقة.
ثانيا: من كان له عذر شرعي في سنوات ماضية، ثم وجب عليه القضاء بعد زوال العذر.
ثالثا: من وجب عليه قضاء الصيام عن والده المتوفى، بصفته الابن الأكبر.
رابعا: من يرجو أن يكفر الله تعالى عنه تقصيره في حق والديه، فيجعل قضاء الصيام عنهما أحد وجوه البر بعد الوفاة.
خامسا: من أراد أن يكون من أهل الوفاء لأهل الإحسان إليه في حياته، فيصوم عنهم عرفانا وشكرا.
سادسا: من يطلب التكامل الروحي، ولم يجب عليه صيام القضاء أو ما شابهه، فيرغب بنيل ما ورد من الأجر والثواب العظيم في شهري رجب وشعبان.
قال تعالى:﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾[سورة النجم: 39]
وسائل تحقيق أهداف البرنامج
لتحقيق هذه الأهداف المباركة، تعتمد الوسائل الآتية:
َْْ١_ التواصل مع طلبة العلوم الدينية، والخطباء، والمبلغين؛ لبيان أهمية الصيام في شهري رجب وشعبان، وتسليط الضوء على أبعاده الشرعية والتربوية.
٢_ التنسيق مع القنوات الفضائية والإذاعات؛ ليكون هذا الموضوع جزءا من برامجها التثقيفية والتوعوية خلال هذين الشهرين.
٣_النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال:
منشورات مكتوبة
مقاطع فيديو قصيرة
مقتطفات من محاضرات
أعمال فنية هادفة تخدم الفكرة
وضع لوحات إرشادية وتوعوية في الأماكن العامة؛ لتعزيز الحضور البصري للفكرة وترسيخها في الوعي المجتمعي
طباعة منشورات ورقية وتوزيعها في:
المساجد
الحسينيات
المدارس والمعاهد
الجامعات
الأماكن العامة
توزيع منشورات على البيوت؛ لتعم الفائدة، وتصل الرسالة إلى جميع شرائح المجتمع
يرتكز الخطاب في هذه الحلقة الأولى على:
بيان فضائل الأشهر الثلاثة المباركة: رجب، وشعبان، ورمضان.
التأكيد على أن الرحمة الإلهية في هذه الأشهر أوسع وأقرب.
إبراز أن الصيام من أهم الأعمال فيها، لما له من آثار:
دينية وروحية
صحية وبدنية
إنسانية وسلوكية
اجتماعية وتربوية
قال تعالى:﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
[سورة البقرة: 184]
أيها الأحبة، إن هذه الحلقة تمثل اللبنة الأولى في مشروع توعوي متكامل، يهدف إلى إعادة بناء العلاقة مع الله تعالى، والتهيؤ الحقيقي لشهر رمضان المبارك، من خلال عبادة الصيام بوصفها مدرسة للتقوى، والوفاء، والتكامل الإنساني.
وفي الختام، أرجو من الجميع الدعاء؛ لنكون جميعا سببا في طاعة الله تعالى، وهداية المجتمع إلى ما يحب ويرضى.



