
أكد خطيب جمعة البصرة المركزية، الشيخ يقظان الخزاعي، على ضرورة التفقه في الدين، وقيام نهضة واسعة بمختلف التخصصات العلمية.
وأشار الشيخ الخزاعي، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بمصلى العسكريين في مركز المحافظة، وتابعتها “النعيم نيوز”، إلى ذكرى شهادة الإمام الصادق (ع)، متسائلاً بالقول: “لماذا ارتكز مذهبُنا على الإمام جعفر الصادق (ع)”.
وتابع، أنه “(ع) هو من شيّد أركان المذهب ورسخ جذوره وأُسسه، من خلال كثرة الروايات التي جاءت إلينا منه وهذا لا ينفي دور باقي الأئمة (ع)”.
ولفت الشيخ الخزاعي، إلى أن “أهمّ الإنجازات التي حقّقها (ع) هي العمل على إيجاد حركة علمية واسعة جداً، ومقاومة التيارات الفكرية المنحرفة التي شكلت خطراً على الإسلام بشكل عام، والمذهب الحق بشكل خاص”.
وأكمل: “لقد أكدَّ (ع) على البعد الفقهي لشيعته وضرورة التفقه في الدين، سيما وإن كثيراً من المشاكل على المستوى الاجتماعي منشأها الجهل”، منوهاً إلى “اهتمامه (ع) بأمور المسلمين وقضاء حوائجهم ومساعدة ضعفائهم، بحيث يصل إلى درجة التعبير عمن لم يهتم بأمور المسلمين، فليس منهم”.
وأوضح خطيب جمعة البصرة المركزية، أن “من أهدافه (ع) التأكيد على البعد الروحي والعبادي على مستوى القول والعمل”، مشيراً إلى “جانب الاهتمام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وأضاف، أن “من منجزاته (ع) تأكيده على قضايا الإسلام الكبرى، سيما قضية الإمام الحسين (ع) ونهضته المباركة”، مردفاً بالقول: “كل هذه الأمور حصلت الانفراج السياسي في تلك الفترة، وهو سقوط دولة ونشوء دولة جديدة، فالإمام الصادق (ع) استثمر الفرصة على أكمل وجه”.
ونوه الشيخ الخزاعي، إلى وجه الشبه في المواقف، مضيفاً: “بحمد الله فإن مرجعيتنا عندما حصل الانفراج السياسي بعد زوال الطاغية، كان عملها مشابه لدور الإمام الصادق (ع) بمحاولة سد كل احتياجات الساحة الإسلامية، بنشر الحوزات وبناء المساجد وتفعيل المؤسسات الثقافية والشعائرية والتكافلية وغيرها”.
فيما تمحور موضوع الخطبة الثانية، حول التربية كونها مسؤولية الجميع، وتساءل الشيخ الخزاعي، بالقول: “عادةً ما نوجه سهام النقد والعتاب إلى العائلة، فيما إذا شذّ أحد الأولاد وكانت تربيته غير صحيحة، نعم الأسرة معنية بشكل كبير ومباشر عن الأولاد، ولكنها ليست العامل الوحيد في التربية”.
وذكر، أن “هناك أمران ورقابتان خارجية وداخلية وليست الأسرة معنية بهما فقط، وإنما هناك جهات أخرى عادةً ما نغفل عنها ومنها المدرسة والجامعة، فهما عامل مهم في تشكيل شخصية الطالب حتى ينهي المرحلة الجامعية”، متسائلاً: “هل المدارس والجامعات معنية بالتربية بشكل رسمي وحقيقي؟، وهل تهتم بالجانب الرقابي الخارجي والداخلي للطالب؟، هل سمعتم بوجود دورات في هذا المجال ورش ندوات مؤتمرات أم هي فقط تصرفات فردية من بعض الأساتذة المؤمنين جزاهم الله خير؟”.
وأردف الشيخ الخزاعي، قائلاً: “فوزارتي التربية والتعليم العالي، معنيتان بالرقابة الخارجية والداخلية للطلبة، وذلك بوضع الخطط والبرامج التي تحمي أخلاق الطلبة، من قبيل التحفيز على القراءة وإجراء المسابقات الهادفة، واستضافة الباحثين والمختصين بالقضايا التربوية، ودعم الأساتذة المهتمين في هذا المجال”.
ونبّه، أن “من الأمور التي يجب عليهم التفكير بها ودراستها بصورة جدية، هي فصل الجنسين في الجامعات”، متابعاً: “ولا يأتي أحد ويقول هذه رجعية وتخلف، أقول له فلنتحاور وأعطني المبررات للاختلاط، وأنا أعطيك مبرراتي للفصل، فقد وصلت التصرفات المشينة لحال لا يطاق واللبيب من ذلك يفهمُ”.
وقال الشيخ الخزاعي: “ومن الجهات المعنية بالتربية هي الحكومات المتعاقبة سواء المحلية أو المركزية، وعليها مسؤولية كبيرة في هذا المجال على النحوين الرقابة الخارجية، وهي بمحاسبة كل من يحاول العبث بأخلاق الناس، وكانت خطوة جيدة وقد أشدنا بها من على منبر الجمعة بإصدار قرار لمعاقبة أصحاب المحتوى الهابط، وكم ساهمت في الحد منهم، فبعضهم غلق حسابه وبعضهم ترك بيته وسافر إلى مكان آخر خوفاً من العقوبة، ولكن للأسف الآن رجعوا أكثر من قبل لأن الإجراءات قد توقفت”.
وتابع، بالقول: “وكذلك المحاسبة على الذوق العام في الدوائر الحكومية، فيما يخص اللبس المحتشم والمناسب لمكان العمل، والسؤال موجه إليكم أنتم كشعب بصري هل لمستم هناك خطوات من الحكومة المحلية لتعزيز الجانب التربوي في المجتمع البصري؟ من إقامة دورات مسابقات اتخاذ قرارات مهمة في هذا المجال أم على العكس الحكومة تدعم الحفلات وعروض الأزياء وما شابه ذلك؟”.
وأكمل خطيب جمعة البصرة المركزية: “وهنا أوجه كلامي للمسؤول الغافل أو المغفل هل تعلم أيها المسؤول ماذا يحصل حينما تدعم حفلات غنائية وراقصة أو على الأقل تفسح المجال لها وتعطيهم الضوء الأخضر؟، هل سمعت بمصطلح الهزات الارتدادية أو توابع الزلزال، فعندما تريد أن تقيم حفلات غنائية ومختلطة فهل تعلم آثارها وتوابعها فلا تتصور أن الحفلة لمدة ساعة أو ساعتين ناس تعصي الله وانتهى الأمر؟، وإنما هناك آثار مستقبلية فنحن لا نعلم ما يحاك في الغيب وفي ليلة استشهاد الإمام الصادق (ع)”.
وختم، بالقول: “فالمؤمل منكم هو الاهتمام في تربية أبنائنا، وأن تكونوا عوناً للأسرة حتى يسود الأمان وتقل الجريمة وينعم الجميع بالراحة، وينشأ جيل محترم في نفسه ويحترم الآخر، وهو صدقة جارية لكم إن كنتم تفقهون”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز