خطبة جمعة قضاء أبي الخصيب في منطقة أبو كوصره بإمامة الشيخ صلاح الأسدي

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في قضاء أبي الخصيب وفي مسجد وحسينية الإمام المهدي (ع) في منطقة أبو كوصره بإمامة الشيخ صلاح الأسدي.

وكان موضوع الخطبة الاولى، وتابعتها “النعيم نيوز”:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، ولا سيما بقيّة الله في الأرضين.
أما بعد،

نقول لاخواننا و اخواتنا الفائزين بالانتخابات :

أُهَنِّئُكُمْ بِفَوْزِكُمْ بِثِقَةِ الشَّعْبِ، وَوُصُولِكُمْ إِلَى مَقَاعِدِ الْبَرْلَمَان. إِنَّهَا أَمَانَةٌ ثَقِيلَةٌ وَمَسْئُولِيَّةٌ عَظِيمَةٌ، لَيْسَتْ مَنْصِباً بَلْ خِدْمَةً، وَلَيْسَتْ سُلْطَةً بَلْ تَكْلِيفاً.

أيها السادة الأفاضل، أيها النواب المنتخبون، أيها الموكّلون بأمانة الأمة..

فإنني أحدّثكم اليوم بكلام ينبض بروح المسؤولية، ويتنفس نسيم الأمانة، من منبر يعتصم بالثقلين: كتاب الله وسنة أهل بيته المعصومين (عليهم السلام).

عنوان خطبتنا: (أدّوا الأمانات إلى أهلها)

يقول الله تعالى في محكم كتابه:

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: 58].

أيها المكرّمون..

إن هذه الآية المباركة ليست مجرد حرف يُتلى، بل هي دستور حياة، وعقد بينكم وبين من انتخبكم ووضع ثقته فيكم.( رغم كل الظروف التي أحاطت بالانتخابات ) إن الأمانة التي تحملونها هي أمانة الله أولاً، ثم أمانة الشعب الذي اختاركم ليحتمي بظل عدلكم، ويستظل بوفائكم.

ما هي الأمانة؟

إنها ليست مقعداً برلمانياً فحسب، ولا سلطةً أو نفوذاً، بل هي:

• أمانة الرأي: أن تنطقوا بالحق ولا تخافوا في الله لومة لائم و ذلك من خلال مراقبة الحكومة بكل شفافية.

• أمانة المال: أن تحفظوا مال الأمة ( المال العام ) كحفظكم لأموال أبنائكم.

• أمانة التشريع: أن تسنوا القوانين التي تحقق العدل والمساواة وفق المنهج الاسلامي الاصيل.

• أمانة القرار: أن تضعوا مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار, لا كما شاهدنا يوم امس الخميس أي بعد يوم من اعلان نتائج الانتخابات بتوقف عدة قرارات( عجز تخصيص اجور المتعاقدين في وزارة التربية و كذا بطعن وزارة المالية بالقرار الخاص بمخصصات المهنية الواردة بقانون وزارة التربية.

اقول :
من روائع كلام الإمام علي (عليه السلام):

«وَأَدِّ الأَمَانَةَ وَإِنْ عَزَّتْ، فَإِنَّ خِيَانَةَ الْأَمَانَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْخَیَانَةِ»
(نهج البلاغة، الحكمة ٤٧).
وماذا عن الخيانة؟
يقول الإمام الصادق (عليه السلام):
«لَا خَيْرَ فِي صَلَاتِ خَائِنِ الْأَمَانَةِ»
(الكافي، ج٢، ص١٠٥).
فكيف بمن يستبيح الأمانة في شؤون الملايين من الناس؟!
أيها الكرماء..
نقول للفائزين بمقاعد البرلمان : إن الشعب الذي انتخبكم هو «أهل الأمانة» الحقيقيون، فأنتم أمناء على حقوقهم، أمناء على كرامتهم، أمناء على مستقبل أبنائهم. فإذا خان الأجير استحق العزل، وإذا غشّ الحاكم استحق السقوط.
تذكّروا وصية الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر:
«وَإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً فَأَظْهِرْ لَهُمْ عُذْرَكَ»
(نهج البلاغة، الرسالة ٥٣).
فالشفافية والمحاسبة هما أساس الثقة بينكم وبين شعبكم.
و رسالة اخيرة للنواب الجدد عن محافظة البصرة ( سددهم الله لما فيه خير للناس )
إن مقاعدكم في البرلمان ليست كراسيَ للملك، بل منابر للخدمة، ومساحات للأمانة. فاتقوا الله في أنفسكم، وفي شعبكم، واعلموا أن الله سائل كلّ راعٍ عما استرعاه.
واقتدوا بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»
(وسائل الشيعة، ج١٥، ص٢٠٩).

فهنا نطالب

1) بأن تكون لكم جلسة شهرية تجتمعون فيها من اجل البصرة لانها ضحت و قدمت فتستحق بصرتنا العزيزة منكم هذا الاهتمام.

2) لابد ان يكون لجميع نواب البصرة مكتب خاص بأسم ( نواب البصرة ) ليكون مرجعاً لقضاء حوائج البصريين فيها.
نشفع ذلك بالصلاة على محمد و آل محمد

اللهم احفظ بلادنا وقاداتنا وساستنا ، ووفقهم لأداء الأمانة، واجعلهم هداة مهتدين، ولا تجعلهم ظالمين ولا ظَلَمَة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

اَلْـحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَاللَّعْنَةُ الدَّائِمَةُ عَلَى أَعْدَائِهِمْ أَجْمَعِينَ إِلَى قِيَامِ يَوْمِ الدِّينِ.

أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ الْمُؤْمِنُونَ، يَا أَبْنَاءَ الْمَرْجِعِيَّةِ الصَّادِقِينَ، يَا مَنْ أَثْبَتْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْفِيَاءُ لِلنَّهْجِ الْحُسَيْنِيِّ الْأَصِيلِ…

نَقِفُ الْيَوْمَ عَلَى مِنْبَرِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ لِنَتَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ بِجَزِيلِ الشُّكْرِ وَالْعِرْفَانِ، عَلَى مَوَاقِفِكُمُ الْمُشَرِّفَةِ فِي الْمَنْعَطَفِ السِّيَاسِيِّ الْأَخِيرِ، وَفِي مِيدَانِ الْاِنْتِخَابَاتِ الَّتِي كَانَتِ اخْتِبَارًا جَدِيدًا لِلطَّاعَةِ وَالْوَعْيِ وَالِانْتِمَاءِ الْحَقِيقِيِّ لِلْمَرْجِعِيَّةِ الرَّشِيدَةِ.

لَقَدْ أَثْبَتْتُمْ – يَا أَتْبَاعَ الْمَرْجِعِيَّةِ – أَنَّكُمْ لَسْتُمْ مُجَرَّدَ نَاخِبِينَ، بَلْ أَنْتُمْ جُنُودُ وَعْيٍ وَمَسْؤُولِيَّةٍ، تَتَحَرَّكُونَ عَلَى ضَوْءِ تَوْجِيهَاتِ الْمَرْجَعِ الْقَائِدِ، لَا عَلَى ضَجِيجِ الْإِعْلَامِ وَلَا عَلَى إِغْرَاءَاتِ السَّاسَةِ.

وَقَفْتُمْ حَيْثُ أَرَادَتِ الْمَرْجِعِيَّةُ أَنْ تُقَامَ الْمَصْلَحَةُ الْعُلْيَا، وَهذا هُوَ الْمَوْقِفُ الشَّرْعِيُّ الْوَاعِي.

لَقَدْ أَدَّيْتُمْ وَاجِبَكُمْ بِمَا يُرْضِي اللهَ تَعَالَى، وَأَثْبَتُّمْ أَنَّ الْوَلَاءَ لِلْمَرْجِعِيَّةِ لَيْسَ شِعَارًا يُرْفَعُ، بَلْ سُلُوكٌ يُتَرْجَمُ فِي مَيَادِينِ الْمَوْقِفِ.
نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ، وَأَنْ يُدِيمَ عَلَى هٰذِهِ الْأُمَّةِ بَرَكَةَ الْمَرْجِعِيَّةِ الْمُبَارَكَةِ، وَأَنْ يَجْعَلَ مِنْكُمْ دَائِمًا الرَّكِيزَةَ الْوَاعِيَةَ الَّتِي تَحْفَظُ الدِّينَ وَالْوَطَنَ مِنَ الِانْحِرَافِ وَالضَّيَاعِ.