
كتب محمد صادق جراد: عندما نكتب عن التنمية في العراق أو أي بلد آخر، لا بد لنا أن نشير إلى أنها حق من حقوق الإنسان الذي يحلم بمستقبلٍ أفضل ومستوى معيشي مقبول تضمنه له الدساتير والقوانين النافذة، حيث أشار الإعلان العالمي للأمم المتحدة في عام 1986، إلى أن التنمية هي حق من حقوق الإنسان.
وتتباين مسيرة التنمية المستدامة بين بلدٍ وآخر، وتتوقف على دور المؤسسات الحكومية (التشريعية والتنفيذية والرقابية) ومدى تحمّلها لمسؤوليتها في النهوض بالواقع الاجتماعي والاقتصادي، ووضع الخطط الاستراتيجية لتقديم أفضل الخدمات للمواطن، والارتقاء بواقعه الخدمي وتلبية متطلباته المعيشية.
ومن خلال قراءة واقعية للتنمية في العراق، نجد أن العديد من المدن العراقية لم تحصل على نصيب مقبول من التنمية الاقتصادية، بل تعاني من تردٍّ كبير في أبسط الخدمات كالماء والكهرباء وإكساء الطرق، والتي هي من أبسط مؤشرات التنمية، مما يعكس إخفاق المؤسسات الحكومية في تحقيق التنمية الاقتصادية لأسباب كثيرة يمكننا أن نُشخّص بعضها.
إذ يمكننا القول إن غياب البيئة الاستثمارية الحقيقية هو أحد الأسباب المهمة، علاوة على تفشّي الفساد الذي يقف خلف الكثير من المشاريع الفاشلة والمتلكئة، بالإضافة إلى إسناد المشاريع والمقاولات إلى جهات معيّنة تفتقر إلى الخبرة، وفي المقابل استبعاد الشركات الأجنبية والعراقية الرصينة أو ابتزازها ومساومتها من قبل جهات متنفذة.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن العراق يعاني من غياب المشاريع التنموية الكبيرة التي تضمن تشغيل الأيدي العاملة، ومعالجة مشكلات المجتمع، وتدفع بالاقتصاد العراقي نحو التنويع، والابتعاد عن الاعتماد على النفط مورداً وحيداً للموازنة المالية للبلاد.
وعلى الحكومة أن تسعى إلى تنويع الدخل الوطني، والنهوض بواقع المواطن البسيط، وتشغيل العاطلين، ومكافحة البطالة، ومساعدة المواطن في تحسين مستواه المعيشي، وبالتالي إنجاح التنمية وتقديم الخدمات كحقٍ من حقوق المواطن على الدولة.
ما نحتاجه اليوم ليس مشاريع تنموية عملاقة فقط، بل نحن بحاجة إلى خلق بيئة مناسبة لإنشاء هذه المشاريع من خلال محاربة الفساد، وتفعيل الدور الرقابي لمحاسبة الشركات المتلكئة، والحرص على التوزيع العادل والنزيه للمشاريع التنموية، بعيداً عن المصالح الشخصية والفئوية.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز