
توقعت وزارة الزراعة، اليوم الخميس، أن يتمكن العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي بمحصولي الحنطة والشعير خلال الموسم الزراعي الحالي.
وأكد مستشار وزارة الزراعة مهدي ضمد القيسي، في تصريح للصحيفة الرسمية وتابعته “النعيم نيوز”، أن هذه النتائج الأولية تبشر بموسم وفير، من شأنه أن يسهم في تأمين الاكتفاء الذاتي من المحصولين الستراتيجيين، اللذين يعدان من أهم مرتكزات الأمن الغذائي الوطني.
وأوضح، أن وزارته ستقوم خلال هذا العام بتسليم 160 ألف طن من بذور الحنطة والشعير إلى شركتي “ما بين النهرين” و”العراقية”، إلى جانب مركز تكنولوجيا البذور، ضمن خطة مدروسة لتأمين الاحتياجات المستقبلية من البذور ذات الجودة العالية، بينما سيتم تسليم الأصناف الأساسية إلى دائرة البحوث الزراعية المختصة. وقد حُدد الأول من تموز المقبل موعداً نهائياً لتسلم جميع الكميات المخصصة من البذور لهذا الموسم.
وفي محافظة ديالى، تستعد الدوائر الزراعية للبدء بتسويق محصولي الحنطة والشعير خلال الأسبوع المقبل، حيث بلغت المساحات المزروعة نحو 500 ألف دونم.
وأشار مدير إعلام زراعة ديالى محمد المندلاوي، إلى أن الحصاد بدأ فعلياً في بداية شهر أيار الجاري ضمن مناطق بلدروز وبني سعد والعظيم، على أن تنتقل العمليات لاحقاً إلى المناطق الشمالية من المحافظة. وأشار إلى أن التقديرات الأولية تفيد بإمكانية تسويق أكثر من 500 ألف طن من المحصولين خلال هذا الموسم، ما يعكس مدى توسع النشاط الزراعي في ديالى واستقرار أوضاعه الميدانية.
من جهة أخرى، أعلنت مديرية الدفاع المدني في وزارة الداخلية، تنفيذ خطة شاملة لحماية المساحات الزراعية المزروعة بالحنطة والشعير من أخطار الحرائق، التي تشكل تهديداً حقيقياً في هذا التوقيت من السنة، خصوصاً في ظل المناخ الحار والجاف.
وبين مدير إعلام الدفاع المدني، نواس صباح، أن الخطة تتضمن ثلاثة محاور رئيسية: الأول يتعلق بالتوعية والوقاية، إذ تم إعداد بوسترات إرشادية وزعت بين الفلاحين، وتضمنت تعليمات مفصلة حول إجراءات السلامة العامة، إلى جانب تنظيم ندوات ميدانية لشرح سبل الوقاية أثناء استخدام آلات الحصاد.
أما المحور الثاني فيشمل الانتشار الميداني لفرق الدفاع المدني في الحقول والمساحات الزراعية الكبيرة، بدءاً من المحافظات الجنوبية التي انطلق فيها الحصاد، على أن يتوسع الانتشار تدريجياً ليغطي المحافظات الوسطى ثم الشمالية.
ويتضمن المحور الثالث إجراء كشف فني شامل على مخازن وسايلوات الحنطة والشعير للتأكد من استيفائها لمتطلبات السلامة والوقاية من الحرائق، وذلك لتقليل احتمالية نشوب الحوادث قرب مواقع التخزين أو داخلها.
وأكد صباح، أن فرق الدفاع المدني تواصل عملها على مدار الساعة لضمان حماية المحاصيل في جميع مراحل الحصاد والخزن، مشدداً على أهمية التعاون بين الفلاحين والجهات المختصة لتقليل حجم الخسائر المحتملة.
وتشير التقديرات إلى تسويق أكثر من 200 ألف طن من محصول الحنطة حتى الآن، وذلك ضمن المرحلة الأولى من التسويق التي تشمل عشر محافظات هي: البصرة وميسان وذي قار والمثنى وواسط وكربلاء، إضافة إلى النجف والديوانية وبابل والأنبار.