
تواصل السينما العراقية حصد النجاحات في المحافل الدولية، حيث فاز الفيلم العراقي «تورن» للمخرج والمنتج نوزاد شيخاني بـ 46 جائزة في مهرجانات سينمائية عالمية، منذ انطلاق مشاركاته عام 2020، مقدماً عملاً إنسانياً يوثق مأساة المكوّن الإيزيدي ومعاناته على يد تنظيم داعش الإرهابي بين عامي 2014 و2015.
وقال شيخاني في تصريح للوكالة الرسمية وتابعته “النعيم نيوز”، «لديّ أفلام روائية ووثائقية أعتز بها جميعاً، لكن الأقرب إلى نفسي هو فيلم (تورن)، الذي نال جوائز عالمية عديدة ووضع بصمة عراقية لافتة في الساحة السينمائية الدولية».
وأوضح أن اسم «تورن» يعود إلى لفظٍ إيزيدي قديم يعني الإنسان النبيل المتشبث بأرضه وجذوره، وهو اسم ما زال متداولاً في أرمينيا وروسيا وجورجيا رغم اندثاره في العراق.
وأضاف شيخاني، أن العمل أُنجز بين عامي 2018 و2019، وشارك في عشرات المهرجانات السينمائية، محققاً إنجازات نوعية غير مسبوقة، مبيناً أن دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية رشحته عام 2020 لتمثيل العراق في جائزة الأوسكار، وتولت شركة «سينيدوم» الألمانية توزيعه دولياً، غير أن جائحة كورونا حالت دون عرضه في حينها.
وأشار، إلى أنه في عام 2022 أُعيد إنتاج الفيلم بنسخة محسّنة بتقنيات حديثة وبمشاركة فريق فني ألماني، كما جرى تغيير عنوانه إلى «العودة إلى الجذور»، مؤكداً أنه سيُعرض قريباً على منصة «أمازون برايم فيديو».
وبيّن شيخاني، أن الفيلم يستعيد مأساة 500 أيزيدي أُبيدوا ضمن مذبحة الأرمن عامي 1914–1915، وهي قضية إنسانية “غابت عن الذاكرة العالمية رغم عمقها المأساوي”، وقال: «خلال زيارة إلى أرمينيا وجدت إيزيديين فقدوا ارتباطهم بجذورهم، فقررت إنتاج عمل يعيد تسليط الضوء على هذه المأساة المنسية، مستعيناً بعائلة إيزيدية من جورجيا تمثل ثلاثة أجيال».
وأضاف، «الفيلم يصوّر رحلة العودة إلى الموطن في العراق، حيث يواجه الأبطال مأساة جديدة مع اجتياح داعش، ليبدأ العمل بإبادة وينتهي بأخرى، في إسقاطٍ مؤلم على فقدان الهوية والانتماء».
وأكد شيخاني، أن “الفيلم لا يزال يُعرض في عدد من دور السينما العالمية”، مشيراً إلى، أنه “يواصل العمل على مشروع جديد بعنوان «إيفلين… رقصة الخلاص»”، وهو فيلم روائي طويل مستوحى من قصة حقيقية لسبية إيزيدية نقلت معاناتها إلى الرأي العام الدولي.
وأوضح، أن “الجزء الأكبر من أحداث الفيلم الجديد سيُصوَّر في العراق ضمن مواقع تمتد من سنجار إلى أطراف بغداد، إضافة إلى مشاهد في ألمانيا وشرق سوريا تتناول قوات التحالف والظروف الإنسانية في زمن الحرب.
واختتم شيخاني حديثه قائلاً: «نطمح أن تبقى السينما العراقية مرآةً للإنسان، وأن تكون قصصها جسراً بين المأساة والأمل، فالفنّ هو لغة الخلاص الوحيدة حين يعجز العالم عن الكلام».



