مقالات
أخر الأخبار

تزييف وعي الجمهور وسلبيَّة الرأي العام

كتب د. محمد وليد صالح: أصبح تشكيل وعي الجمهور نقطة مهمة لصناعة الرأي العام بالشكل الصحيح، ولاسيما مع الفضاء المفتوح الذي يتسع لتداول مختلف المعلومات والبيانات، ومقابلها يتشكل الرأي العام السلبي لدى الجمهور، ومنها ارتفاع منسوب الحرية الذي يسهم في نمو الوعي لدى الإنسان، لأن الارتقاء بمستوياته لا يتم إلا في بيئة يتمتع فيها بحريته والحوار والنقاش، مع عدم الخضوع إلى القهر السياسي أو الاجتماعي أو القانوني ويتخلص من ضغوط الحياة بأشكالها كافة.

 

ومن الضروري توافر أدوات تنمية الوعي وفرص التعليم ووسائل التعبير الهادف لمواجهة حالات الجهل والفقر والأمية بنوعيها التقليدية والرقمية وهذا ليس سهلاً، ربما يعود إلى تراجع الأوضاع المعيشية وانشغال الناس بالمتطلبات الضرورية للحياة لا يترك لهم فسحة للمطالعة، ما يسهم في هبوط مستوى الوعي لديهم، فضلاً عن تأثير الجماعات الاجتماعية المرجعية، إذ يتصل الإنسان ويتفاعل في مراحل متعددة من حياته بأنواع من الجماعات الصغيرة، التي تمارس دوراً مهماً في تشكيل آرائه وتحديد سلوكه.

إذ يتأثر الأفراد بقادة الرأي في تشكيل وعيهم، لا سيما إذا كانوا يتسمون برصيد أدبي أو مكانة ثقافية وأدبية، من أجل مواجهة التضليل الفكري وغياب البديل الإعلامي، فضلاً عن تعدد أسباب تزييف الوعي بهدف التضليل والتعتيم وحجب المعلومات وقص الحقائق أو تضخيمها أو التهويل أو التقليل من شأنها، وقد تستعمل هذه الوسائل كعوامل الجذب والإبهار لكي تخدع بها الجمهور المتلقي، وتعمل على تزييف الوعي مما يتطلب معالجة هذه الحالة عن طريق إجراء عملية استطلاع الرأي العام، تتم بالصورة العلمية لتحقيق هدفها، تبتعد عن إجرائها بطرائق غير منتظمة لا تحفل بما تسفر عنه من نتائج واقعية دقيقة، لتفادي وجود خلل في المفاهيم وتشويه للحقائق وتزييف لوعي الجمهور.

ويعمل تكنيك الإغراق بالمعلومات في قسم من الدول الشمولية بهدف تشتيت الجمهور وإرباكه، عن طريق استمرار دفق المعلومات والصور والبيانات، ما يفقده القدرة على الاختيار وتحديد في ظل تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

مما يتولد عنه ظهور الحرب النفسية الموجهة، بوصفها أيديولوجية شاملة على زلزلة العقول والأعصاب وحرب بالكلمات وليس اللكمات، تعتمد على تشويه الحقائق والمبالغة فيها، وتضليل الرأي العام عبر وسائل الاتصال المنتشرة وتقانات المعلومات وأساليب الاستمالة العاطفية والعقلية للتأثير في شخصية الإنسان، سواء أكان بنشر الشائعات أم إثارة القلق والفتن وعدم الاستقرار أم نشر الرعب والهلع وافتعال الأزمات، لإضعاف القدرة على بناء الوعي وتحقيق بيئة آمنة.

إن تصحيح الرأي العام السلبي وتوجيهه إزاء هدف سليم بواسطة الإرشاد النفسي والاجتماعي والديني والاقتصادي والسياسي، بعد دراسة حالة المجتمع وطبيعة طرائق تفكيره، والتأكيد على حفز عوامل التطور الإيجابية البناءة، وثم تشجيع الملاكات الثقافية الفاعلة من قادة الرأي، لضمان سريان ينابيع الفكر الاجتماعي المستدامة والساقية وعي الجمهور وترويته.

كاتب عراقي

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى