
كتب د. زيد البيدر.. في زمن تبدلت فيه المعايير، وانقلبت فيه الحقائق، أصبح المجرمون يمنحون أوسمة السلام، ويتهم الضحايا بتهديد السلم والاستقرار الدولي، فسخرية القدر جعلتنا نشهد لحظة ممارسة الوقاحة كسياسة يومية تمارس برعاية امريكية، فدعوة نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام الدولية، لم تكن نكتة القرن، أو نصاً من مسرحية ساخرة، بل كانت دعوة حقيقية، لجهوده في دعم آلة القتل والتجويع الصهيونية في حصد أرواح الأبرياء في غزة.
ليس مستغرباً أن نشهد على وسائل الإعلام حفلاً مهيبًا يسلم فيه ترامب الجائزة، فقد سبقه في ذلك أوباما، لكن المستبعد أن تستمر الولايات المتحدة في خداع الرأي العالمي بأداء دورها المعهود المبني على الحياد والغموض في مواقفها من الأحداث والقضايا السياسية، لا سيما تجاه حرب غزة، عبر تصريحات تصدر بين الحين والآخر، تحمل في طياتها دور الرافضة للحرب والحريصة على منع الابادة واستهداف المدنيين، وعبارات توحي بالاستياء من سياسة نتنياهو، وتعكس رفضا قاطعا لسياسة الكيان.
لكن الشعوب لم تعد كالسابق، تستقي الحقيقة فقط من خلال الوسائل الرسمية للدولة، بل أصبحت في ظل الثورة التكنولوجية، تشاهد ممارسات الاحتلال وجرائمه بشكل حي ومباشر، وبات الرأي العالمي يرى أن مواقف الكيان الصهيوني مبنية على التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية، فكل عمل عسكري تقوم به دولة الاحتلال، وكل جريمة ترتكبها، تتخذ بعد التشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية، مما يجعلها تتجاوز دور الداعم، بل شريك فعلي في ارتكاب تلك الجرائم.
فمحاولة الولايات المتحدة اتباع سياسة تقوم على الغموض السياسي والكذب، لإيهام الناس بكونها طرفاً محايدا، يراقب الممارسات الإسرائيلية بقلق، لم تعد تجدي نفعاً، فالجميع اليوم يدرك أن الولايات المتحدة هي الداعم والمؤيد للجرائم الصهيونية في غزة، فخطة ترامب لتهجير سكان غزة، تعد شاهدًا على ذلك، فضلًا عن استمرار تدفق الأسلحة الأمريكية، التي تعد العامل الحاسم في استمرار الحرب والجرائم الصهيونية، إضافةً إلى الحماية السياسية التي تقدمها لدولة الاحتلال في المنظمات الدولية.
يشهد العالم اليوم خللًا في المعايير الأخلاقية، ساوى بين صانعي السلام الحقيقيين، ممن دفعوا حياتهم ثمنًا في سبيل الحرية والمساواة وتحقيق العدالة ومحاربة الظلم، أمثال نيلسون مانديلا، والأم تيريزا، ومارتن لوثر، وبين من ارتكبوا الظلم ومارسوا سياسة القتل والتجويع بحق المدنيين العزل.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز