اخبار اسلامية
أخر الأخبار

بإمامة الشيخ حسين المندلاوي.. خطبة عيد الأضحى المبارك في خانقين

أقيمت صلاة عيد الاضحى المبارك بمسجد وحسينية الامام الحسن المجتبى ( ع ) في خانقين، بإمامة سماحة الشيخ حسين المندلاوي .

 

وكان عنوان الخطبة (الحج ودوره في تحقيق الخير والسعادة)، وتابعتها “النعيم نيوز”:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطاهرين واصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين والسلام عليكم ايها الأخوة المؤمنون والاخوات المؤمنات ورحمة الله وبركاته.

 

قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (  وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير ) صدق الله العلي العظيم .

 

 

اسعد الله أيامكم بعيد الأضحى المبارك حيث اليوم العاشر من ذي الحجة وقد أدى حجاج بيت الله الحرام شعيرة الاضحية تقربا إلى الله تعالى وتأدية لواجب إلهي من واجبات الحج على سنة ابراهيم ع بعد القيام بواجب الإحرام  ولبس ثوبي الإحرام والتلبية لنداء الله تعالى” لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك لا شريك لك لبيك” بعقد النية لاداء فريضة الحج وخلع ما كان يرتدي من ثياب عادية تستر جسده وتزينه وتحميه من البرد والحر ليرتدي بدلا عنها ثوبين بمواصفات ثياب الموتى اي الثياب التي نكفن بها الموتى استعدادا للرحلة إلى العالم الآخر ،لنتذكر مصيرنا النهائي وأننا سنتخلى عندها عن كل ما امتلكنا  في هذه الحياة واننا لن نأخذ منها شيئا ولن تبعد عنا شرب هذا الكأس المر مهما بلغت عند المصير المحتوم  ، فأي قيمة لها طالما انها لا تنفعنا عند أخطر الأمور التي تواجهنا وان خير الزاد الذي نأخذه في هذه اللحظات هو زاد التقوى الذي يبقى مصاحبا لنا في هذه الرحلة الطويلة الابدية التي لا عودة ترجى منها ولا رجعة تؤمل فيها .

لقد اُمر رسول الله (ص) ان يدعوا الناس للقيام بفريضة الحج في هذا المشهد العظيم واخبرهم بأن للحضور في هذه البقاع التي تتوزع فيها مشاهد الحج منافع متعددة لا يحصل عليها سوى من شهدها اي حضرها وباشرها، وقد ابتدا الله بذكرها وثنى بالقيام بعبادة ذكر الله وشكره على ما افضل عليهم ورزقهم من بهيمة الأنعام كنموذج أعلى للرزق حيث تشكل أهمية خاصة للغذاء والاطعام وبالتالي يضحى بها تعبدا لله تعالى لاطعام البائس – والبائس من البؤس- والبائس المعدوم الذي لا يملك شيئا والاسوأ حالا من الفقير ،والفقير الذي لا يمتلك مؤنة سنته تحديدا للمستحق للاضحية الواجبة في الحج  حيث لا يجوز للغني ان يتصرف فيها بالأكل منها الا بمقدار ربع الاضحية ،وهي حال الإنفاق الواجب كالزكاة حيث وضعت لمستحقها مواصفات خاصة، منها ان يكون اما مسكينا أو فقيرا.

اما في الإنفاق المستحب كالاضحية المستحبة لغير الحاضر في الحج فلا بأس أن يُطعم منها غيرهما  كالصدقة المستحبة اي في غير الزكاة الواجبة.

وعودا إلى الحج وفوائده التي لا تنحصر في المادية منها فقط لتشمل المعنوية منها وهي الأهم، فإن من أعظمها  إظهار هذا المشهد العظيم للمسلمين وهم يكبرون الله تعالى ويهللونه ويوحدونه وأنهم يمارسون العبودية لله تعالى وانه مقصدهم وغايتهم وليس الهيمنة والتسلط والعدوان وإنما إشاعة الهدى والسلام والعدل والقسط في الارض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى