مقالات
أخر الأخبار

المشاركة في الانتخابات ومحاربة الفاسدين حزمة واحدة

شهدت الانتخابات البرلمانية، إقبالاً جيداً من قبل الجمهور الشيعي، والذي كان من الواضح للقاصي والداني أنه قرر مقاطعة الانتخابات بنسبة كبيرة، بسبب يأسه من تغير الظلم وتسلط الفاسدين.

 

لولا أن النخبة والمؤثرين في الرأي الشيعي، انبروا بكل ما أوتوا من قوة لإقناع الجماهير وحثهم على المشاركة بسم المذهب، لدرء خطر البعثيين والنواصب، ودفاعاً عن المكون الأكبر، رغم أن نتيجة هذه الانتخابات هي عودة نفس الفاسدين إلى السلطة وتسلم مقاليد الحكم، وذلك من باب (دفع الأفسد بالفاسد).

لذا فإن الكلام موجه للنخب الذين دعوا الناس وحثوهم على المشاركة:

إن شيعة العراق لا ينقصهم شيء من مقومات الدولة الكريمة، فهم أغلبية مريحة، ولديهم موارد مالية كبيرة، ويمتلكون من النخب والكفاءات ما يجعلهم في مصاف الدول المتقدمة.

كما أنهم جمهور متدين مطيع، يؤثر المصالح العامة على الخاصة، ويرضى بالقليل من الكثير.

فكيف حق للنخب أن يقنعوا الشعب بالقبول بهذه الطبقة الفاسدة من السياسيين، الذين كوّنوا ثروات اقتصادية هائلة، لهم ولعوائلهم وأحزابهم، على حساب هذا الشعب المظلوم.

فإن قالوا – وأقصد النخب – إننا اضطررنا لذلك، دفعاً للخطر المحدق بالبلاد، وجب عليهم أن يشمروا عن هممهم، لمحاربة الفساد، والسعي لتغيير الفاسدين، كما شمروا عنها في تعبئة الجماهير للانتخابات.

فإن دعم الفاسد إنما يجوز لدفع الضرر الأكبر فقط، لا لتسليطه على رقاب المؤمنين، والقبول به ممثلاً عنهم.

فلا يحق للنخب أن يدعوا المؤمنين إلى انتخاب الفاسدين، ثم يتركوهم تحت رحمتهم، لأن هذا تنصل عن المسؤولية وهروب من الواجب الشرعي الذي تلبسوا به.

فنقول لكل من دعا وحث الناس على المشاركة في الانتخابات:

كما نصبت نفسك حريصاً على الناس ومدافعاً عن حقوقهم ومصيرهم، وحثثتهم على المشاركة، فعليك أن تكمل واجبك في تخليصهم من براثن الفاسدين، واستخلاص حقوقهم، وإنقاذ ثرواتهم، فمن سكت بعد ذلك عن الفساد، مجاملةً لجهة أو حزب أو شخص، فهو خائن مخادع بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

فالمشاركة ومحاربة الفاسدين حزمة واحدة لا انفكاك بينهما.

{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ، كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ، وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ
كِتابٌ مَرْقُومٌ }

 

الشيخ كامل الباهلي

١١ / ١١ / ٢٠٢٥

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى