اخبار اسلامية

المرجع اليعقوبي يجيب على استفتاء حول براءة الإسلام من التطرف

أجاب سماحة المرجع الديني الشيخ  محمد اليعقوبي على استفتاء حول براءة الإسلام من التطرف.

وجاء في نصّ الاستفتاء، اطلعت عليه “النعيم نيوز”:

أنا طالب ماجستير وأعمل على إعداد رسالتي الموسومة بعنوان ((ظاهرة التطرف العنيف في الأديان ومكافحتها في ضوء الفكر الأمامي: دراسة تحليلية)) وانطلاقا من مكانة سماحتكم العلمية، ورغبة في تضمين رأيكم المبارك ضمن مباحث الرسالة، أتشرف بعرض الأسئلة الآتية لاستفتائكم الكريم.

 

السؤال الأول: ما هو رأي سماحتكم الشريف بخصوص ظاهرة التطرف العنيف في الأديان؟ وكيف تنظرون إلى أسباب نشوء هذه الظاهرة وعوامل اتساعها؟

 

وفي معرض إجابته رد سماحته

بسمه تعالى:

التطرف صفة مذمومة سواء في الدين أو غيره كالتطرف في الولاء للعشيرة أو البلد أو الحزب أو الفريق الرياضي أو الزعيم، والمطلوب الوسطية والاعتدال في كل شيء وقد جعل الله تعالى هذه الصفة من سمات الأمة الإسلامية التي جعلها خير أمةٍ أُخرِجت للناس، قال الله تبارك وتعالى، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]

 

وقال تعالى في الأكل والشرب كتطبيق للحالة {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} (الأعراف: 31) وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) في ذم التطرف في حبّه مع أنه واجب على الأمة جميعاً كذم التطرف في بغضه (ع) الذي هو من الكبائر، قال (ع) (يهلك في اثنان محب غال، ومبغض قال).

 

فالتطرف سواء كان على نحو الأفراط أو التفريط فأنه مرفوض، لأنه ناشئ من العصبية وهي من أدوات الشيطان لإضلال الإنسان وتخريب المجتمع، قال الله تعالى {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} (الفتح: 26).

 

 

السؤال الثاني: ما هو الدور الذي تؤديه الروايات والمرويات الواردة عن أهل البيت(عليهم السلام) في الحدّ من ظاهرة التطرف العنيف، وترسيخ منهج الاعتدال، ونبذ الغلو، وتعزيز قيم الرحمة والتعايش الديني والاجتماعي؟

 

وفي معرض إجابته رد سماحته

بسمه تعالى:

لقد وقف أمير المؤمنين (ع) بقوة في وجه المتطرفين كالخوارج والغلاة وعاقبهم بأشد العقوبات وهكذا كان موقف الأئمة المعصومين من أولاده (عليهم السلام) والروايات في ذلك كثيرة تؤخذ من مصادرها، وعلى العكس من ذلك فقد رسخّت الشريعة صفات الرحمة والتسامح والأنصاف والمروءة حتى مع الأعداء، قال الله تعالى {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة : 8) وقال تعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } (الممتحنة: 8) وإن كانوا اعداءً، وركّز قيم العفو والصفح وكظم الغيظ {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (البقرة: 237) وقال تعالى { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (آل عمران : 134).

 

وقد أدّبوا أتباعهم بذلك بحيث وبخّ الأمام الصادق (ع) أحد أصحابه لأنه طالب شخصاً أقترض منه مالاً بتسديده فأمره الأمام (ع ) بالرفق به وإن كان ذلك حقه، ويُروى أن شخصاً تعرض لسلمان الفارسي (رضوان الله تعالى عليه) بالسوء وقال له: إن قلتَ فيَّ كلمة قلتُ فيك عشراً، فقال سلمان: إن قلتَ فيَّ عشراً لم تسمع واحدة.

 

 

السؤال الثالث: هل يمتلك الفكر الإمامي _ في أصوله ومبانيه _ قدرةً خاصة على صياغة إطارٍ نظري وعملي يسهم في مواجهة التطرف الديني، فكرياً وسلوكياً؟ وما هي المرتكزات التي ترون ضرورة اعتماها من قبل الباحثين في هذا المجال؟

 

وفي معرض إجابته رد سماحته

بسمه تعالى:

ما ذكرناه من الآيات والروايات غيض من فيض مما ورد في هذا المجال وهي تصلح كأصول وقواعد ومباني يستند إليها في صياغة مشروع نظري وبرنامج عملي يعالج التطرف من جميع جوانبه الفكرية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية ويؤسس لتعايش سلمي حقيقي مبني على حقوق الإنسان وبناء المجتمع الصالح، وقد تناولتُ تفاصيله في خطابات عديدة جمعها أحد الأفاضل في كتاب بعنوان (التعايش السلمي في فكر المرجع اليعقوبي) فراجعه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى