
اقام سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) صلاة عيد الاضحى المبارك بمكتبه في النجف الاشرف.
والقى سماحته خطبتي صلاة العيد على جموع المؤمنين الذين وفدوا لزيارة امير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت قبسا من نور الاية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة: 55)، وتابعتها “النعيم نيوز”.
وأستهل المرجع الديني، في الخطبة الاولى ببيان أن الآية الكريمة تعرّف بوضوح من هو صاحب الحق الالهي في ولاية أمر الأمة، ومن له حق تدبير امورها وتولي قيادتها، واورد سماحته عددا من الروايات تؤكد أن الولاية هي أعظم أركان الاسلام وأوثق اسسه.
وأوضح، أن الولاية المقصودة هي ولاية أمر الأمة وما تتضمنه من التدبير والتصرف والنظر فيما فيه صلاح المولّى عليه وفلاحه عن قرب، وهي التي وردت في الآية الكريمة {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (الأحزاب : 6) بمعنى أنّه أحق بأنفس المؤمنين من أنفسّهم وأمره حاكم على أمرهم وهي التي أخذ إقرارهم عليها يوم الغدير إذ قال لهم ( … ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: اللهم بلى ….)، ومن باب أولى الولاية على أموالهم وسائر شؤونهم، فهي ولاية الحاكمية والسلطنة على التصرف فيهم، ومن تجب طاعتهم حيث جعل الله تعالى ولايتهم وطاعتهم كولايته وطاعته سبحانه، قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء : 59)،
كما ذكر سماحته، قول الإمام الصادق (عليه السلام) في قول الله عزل وجل: ({ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ إِنَّمَا يَعْنِي أَوْلَى بِكُمْ أَيْ: أَحَقُّ بِكُمْ وَ بِأُمُورِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمُ … وَ الَّذِينَ آمَنُوا يَعْنِي عَلِيّاً وَ أَوْلَادَهُ الْأَئِمَّةَ (عليهم السلام) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ … فَكُلُّ مَنْ بَلَغَ مِنْ أَوْلَادِهِ مَبْلَغَ الْإِمَامَةِ يَكُونُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِثْلَهُ فَيَتَصَدَّقُونَ وَ هُمْ راكِعُونَ).
وأشار، الى أن الآية الكريمة تتحدث عن هذه النعمة العظيمة وعن هذا الاساس المتين للإسلام، فتبدأ بـ {إِنَّمَا} التي تفيد الحصر فتحصر حق الولاية بالله تبارك وتعالى خالق الخلق ورازقهم ومدبر شؤونهم، ومنه إلى النبي (صلى الله عليه واله) ومنه إلى جماعة مصطفاة ومستخلصة من المؤمنين وصفتهم بأنهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة حال كونهم راكعين.
وبيّن المرجع اليعقوبي، على أن الروايات المتواترة من طرق الفريقين أكدت نزول هذه الآية في شأن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، حين تصدق بخاتمه في حال الركوع، وقد نقل هذا الحديث عشرات من الصحابة، منهم أبو ذر الغفاري وابن عباس.
وأضاف، نقلا عن الدر المنثور (أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي (صلى الله عليه واله) للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع فانزل الله {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُه وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} …) ولوضوح المنقبة لدى الاصحاب فقد كانت مما احتج به أمير المؤمنين (عليه السلام) عليهم يوم الشورى فقال (عليه السلام): >… قَالَ: نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ، أَ فِيكُمْ أَحَدٌ، نَزَلَتْ فِيهِ: { إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ} غَيْرِي؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا…).
وتابع سماحتُهُ موضحًا، أن هذه الولاية هي ركن من أركان الدين، كما جاء في حديث الإمام الباقر (عليه السلام): “بُني الإسلام على خمسة: الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، والولاية”، مضيفًا أن جميع أعمال العبد تبطل إذا لم تكن مقرونة بولايته لأهل البيت (عليهم السلام)، كما جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): “أما لو أن رجلًا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله… ولم يعرف ولاية ولي الله، ما كان له على الله من ثواب”.
ودعا، للتعرف على اولي الأمر الحقيقيين، واورد رواية الكليني في الكافي: عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام) أعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة وأولي الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان)، وتابع أن هذه أولويات ولي الأمر وهذه وظائفه، وقد جسّدها أمير المؤمنين بما نطقت به الآية الكريمة من الاحسان إلى الناس حتى وهو في حال الصلاة وهذا الحديث حجة على الذين يتصدون لولاية أمور الأمة بالسيف وتزييف الحقائق والمكائد وبغير استحقاق ويزعمون أنهم أولو الأمر الذي عناهم الله تعالى بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء: 59) لكن أعمالهم تفضحهم، لأنها بعيدة عما ذكره الحديث الشريف.
وفي ختام خطبتيه ألمح سماحتُهُ قائلا، فلنتمسك بهذه الولاية ولنحافظ على حدودها وآدابها، ولنحذر الطرد والحرمان منها، وعدم الثبات عليها، ومن موجبات الطرد تشويه صورة المؤمن في المجتمع والحط من منزلته وإسقاطه من أعين الناس خصوصاً اذا كان باخبار مفتراة وشبهات وضلالات لا واقع لها، روى في الكافي بسنده عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام): مَنْ رَوَى عَلَى مُؤْمِنٍ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا شَيْنَهُ وَ هَدْمَ مُرُوءَتِهِ لِيَسْقُطَ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ وَلَايَتِهِ إِلَى وَلَايَةِ الشَّيْطَانِ فَلَا يَقْبَلُهُ الشَّيْطَانُ). وقيل في وجه عدم قبول الشيطان أن فعله أشنع من فعل ابليس الذي عصى أمر ربه بالسجود لأدم (عليه السلام) إلا إنه لم يسقط آدم (عليه السلام) في أعين الملائكة ولم ينقل عنه ما يشينه.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز