اخبار اسلامية
أخر الأخبار

الشيخ عقيل الگريطي: الموازين الإلهية هي أساس العدالة ووعي الأمة سبيل إصلاحها

اقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصادقين بمحافظة ميسان، بإمامة الشيخ عقيل الگريطي.

وكانت الخطبة الأولى بعنوان (الميزان الإلهي وموازين الشريعة)، وتابعتها “النعيم نيوز”:

افتتح الشيخ عقيل الگريطي خطبته الأولى بتفسير قوله تعالى: ﴿والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان﴾

وأوضح، أن الميزان في اللغة هو أداة القياس والعدل وأن الله تعالى وضع للكون ميزاناً كما وضع للدين ميزاناً تقاس به الأعمال والأحكام فكما تتعدد الموازين في العلوم والصناعات بحسب الدقة والحساسية، كذلك تختلف موازين الشريعة في تحديد الأحكام والضوابط الشرعية

وبين، أن الشريعة الإسلامية تمتلك موازين دقيقة لقياس الأعمال العبادية والمعاملاتية والاجتماعية وأن هذه الموازين لا يمكن أن يتصدى لفهمها وتطبيقها إلا العالم المتخصص المتمرس في الفقه وأصوله تماماً كما لا يسمح لغير المتخصص بقياس الذهب أو معالجة المريض

ثم أشار، إلى مثال فقهي ذكره الشيخ الأنصاري في كتاب المكاسب المحرمة حول بيع العنب لمن يُعلم أنه يصنع منه خمراً، موضحاً تعدد الضوابط في تحديد الإعانة على الإثم سواء كان الفعل مقصوداً أو معلوماً أو متحققاً عرفاً، ليؤكد أن المعيار الشرعي لا يقف عند النية فقط بل عند تحقق المعونة على الإثم عرفاً وواقعاً

وانتقل، إلى ربط المفهوم بواقعنا الاجتماعي والسياسي، فقال إن المشاركة أو الدعم في الانتخابات أو الأعمال العامة لا تخرج عن هذه الموازين فمن يدعم الفاسد أو الظالم ولو بجرة قلم يكون قد أعان على الإثم والعدوان، داعياً إلى تحكيم الضوابط الشرعية والرجوع إلى المرجعية الدينية في كل ما يتصل بالشأن العام

وأكد الشيخ الگريطي أن الواجب على المؤمنين أن يميزوا بين العمل الفردي والعمل المجتمعي فالمسؤولية في الشأن العام أشد وأعظم وأن المرجعية الدينية هي الميزان الذي يزن به الناس مواقفهم السياسية والاجتماعية، محذّراً من اللامبالاة في هذا الظرف الحساس، وداعياً إلى وحدة الصف ودعم المشروع المرجعي بوصفه الضمانة الأكبر لحفظ الدين والوطن

وختم خطبته الأولى بالدعاء قائلاً:

اللهم وفقنا لإقامة الحق، واحفظ مرجعيتنا وديننا، وصلِّ على محمد وآل محمد

أما الخطبة الثانية: (شيطنة العمل السياسي وضرورة الوعي الديني)

استهل سماحة الشيخ عقيل الگريطي خطبته الثانية بآية من سورة الحديد:
﴿لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط﴾

مبيناً أن الغاية من الرسالات السماوية إقامة العدل الاجتماعي والسياسي وأن من الخطأ الفصل بين التدين والممارسة السياسية

وتحدث، عن ظاهرة شيطنة العمل السياسي التي أخذت تنتشر في الوسط الشيعي، موضحاً أنها محاولة لتصوير كل فشل سياسي على أنه فشل للطائفة الشيعية بأكملها مع أن المرجعية الدينية لم ترفع يدها يوماً عن توجيه الأمة نحو الإصلاح وأن العمل السياسي جزء من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس نقيضاً للتدين

وبين الشيخ الگريطي، أن مقولة (الشيعة لا يصلحون للحكم ) هي إسقاط نفسي وهزيمة فكرية مردها إلى الإحباط من التجربة السياسية لا إلى خلل في المبدأ، مؤكداً أن الإمام علي (ع) هو النموذج الأعلى للحكم السياسي العادل وأن الفشل لا يعود إلى المذهب بل إلى الممارسة الخاطئة للأفراد

ثم أشار، إلى أن الأعداء يروجون لفكرة كراهية العمامة ورجال الدين عبر ما وصفه بـ الحرب الناعمة لتفكيك المجتمع الشيعي من الداخل، قائلاً:
((إذا أسقطوا العمامة أسقطوا معها المرجعية وإذا سقطت المرجعية ضاع المذهب))

ودعا الشيخ، إلى الدفاع عن رموز الدين والالتفاف حول المرجعية في النجف الأشرف، مؤكداً أن الابتعاد عن السياسة ليس ورعاً بل تخلٍ عن المسؤولية وأن المؤمن المتدين هو من يتحمل أعباء الإصلاح لا من يهرب منها

وفي ختام الخطبة ربط الشيخ عقيل الگريطي بين الإصلاح السياسي والتمهيد لدولة الإمام المهدي (عج) مؤكداً أن دولة العدل الإلهي لن تقام إلا على أيدي أناس تمرسوا على العمل الإصلاحي وتحملوا مسؤولياتهم في زمن الغيبة قائلاً:

(((الإمام المهدي لن يقيم دولة العدل إلا برجالٍ تعلّموا الإصلاح، وتمرّسوا بالعمل، وواجهوا الصعاب)))

وختم بالدعاء للوطن والأمة الإسلامية سائلاً الله تعالى أن يحفظ العراق وشعبه ومرجعيته وأن يعجل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان (عج)

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى