اخبار اسلامية
أخر الأخبار

بإمامة الشيخ صلاح الأسدي.. خطبتا جمعة أبي الخصيب في أبو كوصره

أقيمت صلاة الجمعة المباركة بمسجد وحسينية الإمام المهدي (ع) في قضاء أبي الخصيب/ منطقة أبو كوصره، بإمامة الشيخ صلاح الأسدي.

وكان موضوع الخطبة الاولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، عن : “الإمام الرضا (ع).. منارة العلم والحكمة في ظل التمكين الإلهي”.

أيها المؤمنون، يقول الله تعالى في محكم كتابه:

﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ (الحج:41).

هذه الآية تعكس المشروع الإلهي للحكم العادل، حيث يُمكن الله لأوليائه لينشروا العدل والعلم، ويقودوا الأمة إلى الخير. والإمام الرضا (ع) كان تجسيدًا حيًا لهذا المشروع، حيث حوّل التحديات إلى فرص لنشر علوم أهل البيت (ع).

العوامل التي ساعدت الإمام الرضا (ع) في نشر العلم:

1. السياسة العباسية وولاية العهد

لقد أجبر المأمون العباسي الإمام الرضا (ع) على القدوم إلى خراسان سنة 201 هـ، وعرض عليه ولاية العهد، لكن الإمام (ع) – كما يذكر الشيخ الصدوق في “عيون أخبار الرضا” – استغل هذه الفرصة لنشر العلم بدلًا من الانخراط في السلطة.

وفي عصر المأمون، انتشرت حركة الترجمة للعلوم اليونانية والفارسية، فاستفاد الإمام (ع) من هذه البيئة لتعزيز الحوار بين الأديان والمذاهب.

2. المناظرات العلمية

اضطر المأمون الإمام (ع) للمناظرة مع علماء اليهود والنصارى والزرادشتيين، فكانت هذه المجالس – كما في كتاب “الاحتجاج” للطبرسي – منبرًا لإثبات حقائق الإسلام.

ففي مناظرته مع علي بن الجهم حول عصمة الأنبياء، انتصر الإمام (ع) بالحجة والبرهان، كما روى الكليني في “الكافي” كيف أثبت (ع) ضرورة الإمام المعصوم.

3. البيئة العلمية في خراسان

كانت خراسان مركزًا للعلوم الكلامية والفلسفية، فتفاعل الإمام (ع) مع هذه التيارات، كما في كتاب “تحف العقول” لابن شعبة الحراني، حيث ناقش قضايا مثل “الجبر والاختيار” بأسلوب عقلي رصين.

4. التماس الناس للعلم

في ظل الفراغ الروحي آنذاك، اتجه الناس إلى الإمام (ع) يسألونه عن الفقه والعقائد، كما في كتاب “مسائل الرضا”.

وقد ربّى تلاميذًا كـيونس بن عبد الرحمن ومحمد بن أبي عمير، الذين أصبحوا أعمدة الحديث الشيعي.

5. توثيق العلم ونشره

رغم إكراهه على ولاية العهد، استفاد الإمام (ع) من موقعه ليُصدر توجيهات اجتماعية، مثل الحث على الزكاة والأمر بالمعروف، وشجّع تدوين الأحاديث، فأسس مدرسة علمية مستقلة.

ومن مظاهر علم الإمام الرضا (ع):

1. في الحديث والفقه

روى الإمام (ع) أحاديث كثيرة عن آبائه عن النبي (ص)، منها قوله: “الإيمانُ معرفةٌ بالقلب، وإقرارٌ باللسان، وعملٌ بالأركان” (عيون أخبار الرضا، ج1، ص221).

وكان مرجعًا للفتوى، كما في “من لا يحضره الفقيه” للصدوق.

2. في الطب والعلوم الطبيعية

نُسبت إليه “الرسالة الذهبية” في الطب، والتي ذكرها الصدوق في “علل الشرائع”، ومن وصاياها:
“المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء”(عيون أخبار الرضا، ج2، ص24).

3. في الفلسفة والكلام

في كتاب “توحيد المفضل”، نجد حوارًا عميقًا حول خلق الكون، يُظهر سعة علمه (ع).

4. في الإخبار بالغيب

كما في “كفاية الأثر” للخزاز القمي، حيث أخبر (ع) بوفاة المأمون قبل وقوعها.

5. في الأدب والبلاغة

مثل “دعاء السمات” في “مصباح المتهجد” للطوسي، الذي يُعدّ من أجمل الأدعية.

أيها الأحبة، إن سيرة الإمام الرضا (ع) تُعلّمنا:

استغلال الفرص لنشر الحق، حتى في أصعب الظروف.

الحكمة في الحوار، كما في مناظراته مع المخالفين.

الشجاعة في الأمر بالمعروف، حتى تحت سلطة الطغاة.

قُتل الإمام الرضا (ع) مسموماً بأمر المأمون العباسي سنة 203 هـ في مدينة طوس (مشهد الحالية) لأسباب سياسية وعقائدية عميقة، وأهم الأسباب:

الخوف من تنامي نفوذه الروحي: بعد ولاية العهد الإجبارية، أصبح الإمام (ع) محط أنظار الأمة , تحول إلى مرجعية دينية وسياسية تهدد شرعية المأمون ,كما ورد في “عيون أخبار الرضا” للصدوق: “خاف المأمون من اجتماع الناس عليه”

فشل المأمون في احتوائه: حيث أراد المأمون استغلال الإمام لتلميع صورته , لكن الإمام حوّل المنصة إلى منبر لإحياء مذهب أهل البيت ( ع )

و خشي المأمون من مطالبة العلويين بالخلافة , خاصة بعد تزايد محبة الناس للإمام الرضا (ع)
ورد في “الكافي” للكليني: “كان المأمون يخشى انتقال الملك منه”

حقد القادة العباسيين على مكانة الإمام كما يذكر المسعودي في “مروج الذهب” أن الفضل بن سهل حذر المأمون من نفوذ الإمام فدس له السم ( بابي و أمي ) في عنب أو رمان حسب الروايات , استشهد في صفر 203 هـ ودفن في طوس (مشهد الآن) ,

السلام على مدرسة الحرية و منار العلم في زمن السلطان .

ايها الاحبة:

فلنقتدِ به (ع) في الصبر والعلم، ونتضرع إلى الله أن يعجل من ظهور الإمام المهدي (عج) ليملأ الأرض عدلًا كما مُلئت جورًا.

أما الخطبة الثانية، فكانت حول الزيارة الأربعينية للإمام الحسين ( عليه السلام ) عنوان التألّف بين المسلمين.

الحمد لله رب العالمين، الذي جعل المؤمنين إخوةً، وجمع قلوبهم على المحبة والولاية، وألّف بينهم بعد أن كانوا أعداءً، فصاروا بنعمته إخواناً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، الأئمة الهداة، والدعاة إلى سبيل الرشاد.

أما بعد.. أيها الأحبة في الله، أيها المؤمنون: وحدة المسلمين في ظل زيارة الأربعين

ها نحن نجتمع اليوم، في مشهدٍ عظيمٍ يجسّد معنى الأخوة الإسلامية، حيث تتلاقى القلوب قبل الأجساد، وتتحد المشاعر رغم اختلاف الألسنة والألوان. إنها الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (ع)، التي تحوّلت إلى ملحمة عالمية، يشارك فيها ملايين المسلمين من مختلف القارات، يجمعهم حب الحسين (ع) وولاية أهل البيت (ع).

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 63]. هذه الآية تذكرنا بأن وحدة القلوب نعمة إلهية، لا تُكتسب بالقوة أو المال، بل بتوفيق من الله تعالى.

أن زيارة الأربعين ليست فقط مناسبة عزاء، بل فرصة لتعزيز الوحدة الإسلامية تحت مظلة القيم الإنسانية المشتركة التي دعا إليها الإمام الحسين (ع).

زيارة الأربعين.. مدرسة الوحدة

ايها الاخوة :

عندما نرى الحشود المليونية في كربلاء، من العرب والعجم، من الآسيويين والأفارقة، من الأتراك والهنود، ومن كل لون ولغة، ندرك أن الحسين (ع) هو رمز الوحدة الإسلامية. فزيارة الأربعين ليست مجرد مسيرة جسدية، بل هي رحلة قلبية تُذيب الفوارق، وتُحيي معنى الأخوة في الله.

لقد جسّد الإمام الحسين (ع) في ثورته معنى الجامع المشترك لكل المسلمين: العدل، الحرية، مقاومة الظلم. وهذه القيم لا تعرف حدوداً جغرافية ولا عرقية.

التألّف بين المسلمين.. مسؤولية الجميع

ايها المؤمنين :

إن الله تعالى عندما يذكر في كتابه أنه هو الذي ألّف بين القلوب، يرشدنا إلى أن الوحدة ليست عملاً بشرياً فحسب، بل تحتاج إلى توفيق إلهي، وإلى جهدٍ إيماني منا. وكيف لا نتعلم الوحدة من زيارة الأربعين، حيث نرى الشاب الباكستاني يمشي مع الشيخ العراقي، والمرأة الإيرانية تمسك بيد الطفل الأفريقي و الكل يذوب كالقطرة في بحر واحد ؟!

إننا مدعوون اليوم إلى:

ترك العصبيات الجاهلية (القبلية، المذهبية، العرقية).

التعارف والتواصل كما أمر الله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13].

التعاون على البر والتقوى، وليس على البغضاء والفرقة.

الوحدة.. طريق النصر

أيها الإخوة، إن الأمة التي تتحد تحت راية القيم المشتركة، وتتجاوز خلافاتها، هي الأمة التي تستحق النصر. وزيارة الأربعين تذكرنا بأن دم الحسين (ع) لم يُسفك إلا ليحيي القلوب الميتة، ويجمع الشتات تحت كلمة التوحيد.

كيف تحوّلت زيارة الأربعين إلى رمز للوحدة الإسلامية رغم كل محاولات التفرقة؟

1. الإمام الحسين (ع).. قضية جامعة لكل المسلمين

لم تكن ثورة الإمام الحسين (ع) مجرد حدث تاريخي مقتصر على طائفة دون أخرى، بل هي قضية إنسانية وإسلامية كبرى، لأنها تجسّد:

الموقف من الظلم والطغيان (وهو مبدأ ترفضه كل الشرائع والأديان).

التضحية في سبيل الحق، وهو قيمة مشتركة بين كل المؤمنين.

الدعوة إلى الإصلاح، كما قال (ع): “إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي”.

لذلك، فإن الحسين (ع) ليس ملكًا لطائفة دون أخرى، بل هو إمام لكل المسلمين، بل لكل الأحرار في العالم.

2. رسالة الأربعين.. “التعارف” بدل “التناحر”

يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: 13).

زيارة الأربعين هي ترجمة عملية لهذه الآية، حيث يلتقي المسلمون من:

كل المذاهب (سنة وشيعة).

كل الأعراق (عرب، أكراد، فرس، أتراك، هنود، أفارقة، وغيرهم).

كل اللغات والثقافات.

فهي فرصة للتعارف بدل الصراع، وبناء الجسور بدل تعميق الخلافات.

3. المحبة في الله.. أقوى من السياسة والفتن

بعض القوى تريد تقسيم المسلمين عبر:

إثارة النعرات المذهبية.

تضخيم الخلافات التاريخية.

خلق عداوات مصطنعة.

لكن عندما يلتقي المسلمون في كربلاء، تسقط كل هذه الحسابات، لأنهم يأتون بدافع المحبة في الله، وليس بدافع السياسة أو العصبية.

4. العبور فوق الفتن.. درس من كربلاء

عاشوراء علمتنا أن العدو الحقيقي هو الظلم والاستكبار، وليس المسلم الآخر. واليوم، زيارة الأربعين تذكّرنا بأن:

الوحدة ممكنة إذا توفرت الإرادة الصادقة.

الاختلاف في الرأي لا يعني العداء.

التعايش بين المذاهب ليس مستحيلاً.

الأربعين.. بداية طريق الوحدة

لقد أصبحت زيارة الأربعين ظاهرة عالمية، لأنها لم تعد مجرد مناسبة دينية، بل تحوّلت إلى رسالة سلام وأخوة إنسانية.

فليكن هذا التجمع العظيم نموذجًا نقتدي به في حياتنا، بأن نتعاون في ما يجمعنا، ولا نترك الفتن تفرّقنا.
اللهم ألف بين قلوب المؤمنين، واجمعهم على كلمة الحق، واجعلهم يدًا واحدة على من عاداهم.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى