
قال الشيخ حسن الصفار، إن الإنصاف يحقق العدل المجتمعي، ويمنح الإنسان راحة نفسية، وصفاء قلب، ويقوده نحو رضا الله.
وخلال خطبة الجمعة، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الإنصاف أشدّ الفرائض على الإنسان، وتابعتها “النعيم نيوز”، شدد الشيخ الصفار، على أن الإنصاف هو أحد أعمدة القيم الأخلاقية التي يجب أن تُبنى عليها المجتمعات السليمة، وأنه ليس خيارًا، بل فريضة ربانية.
وأوضح، أن “الإنصاف هو أن يأخذ الإنسان حقه دون زيادة، ويُعطي غيره حقه دون إنقاص”، مستندًا إلى تعاليم الإسلام التي وضعت هذه القيمة على رأس الواجبات.مستشهدًا بما ورد عن الإمام جعفر الصادق : «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى خَلْقِهِ؟ فَذَكَرَ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ، أَوَّلُهَا إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ».
وتابع، لأن إنصاف الإنسان الآخرين من نفسه، يحتاج إلى كثير من مخالفة الهوى، ومجاهدة النفس، والتغلّب على النزعة الذاتية. مبيناً، أن القرآن الكريم أطلق على من يحيف على حقوق الآخرين، ويتجاوز الإنصاف صفة التطفيف، وسمّاهم المطففين، وهو اسم سورة قرآنية.
وأشار، إلى إنّ من يدفعه هواه لتجاوز إنصاف الآخرين في الدنيا، سيدفع ثمنًا باهضًا في الآخرة. مضيفاً، إن على الإنسان أولًا أن ينصف الله من نفسه، بمعنى ألا يحيف على حقوق الله لصالح أهواء نفسه.
وعن الجهة الثانية من الإنصاف قال، هي إنصاف الناس الذين تتعامل معهم في هذه الحياة، بأن تحترم حقوقهم المادية والمعنوية، كما تحرص على احترام حقوقك من قبلهم.
وأردف، هذا ما ينبض به ضمير الإنسان ووجدانه، وما يأمر به ويؤكد عليه الدين، فلا يجوز للإنسان أن ينحاز لذاته أو لأقربائه أو لأحبته، على حساب حقوق الآخرين، مهما كانوا مختلفين عنه في الانتماء الاجتماعي والديني، حتى لو كانوا مخالفين أو معادين له.
ونوه، إلى أن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، تُسول للإنسان تجاوز الإنصاف مع الآخرين، احرازًا لبعض المكاسب والمصالح، لكن الحقيقة أن ذلك يوقع الإنسان في خسائر فادحة في الدنيا ولو بعد حين، وفي الآخرة.
واستكمل، بينما يحقق الإنصاف للإنسان أعلى المكاسب الحقيقية داخل نفسه، وفي حياته الاجتماعية، وعند منقلبه في الآخرة. مضيفاً، إن سلوك الإنصاف يثري المشاعر الإيجابية في نفس الإنسان، ويبعده عن عذاب الضمير، ويريحه من تراكمات الحقد والبغضاء على قلبه.
ولفت، إلى أن الإنصاف ينقذ الإنسان من عناء العداوات والنزاعات الاجتماعية خاصة مع القريبين منه. مؤكدًا أن الأثر الأهم للإنصاف النجاة من عذاب الله، ونيل رضاه وتوفيقه.
وسلّط الضوء على عدة مظاهر لانعدام الإنصاف في المجتمع، أبرزها الخلافات الزوجية، ومشاكل تقسيم الميراث، والنزاعات الطائفية والفكرية، حيث يتجاوز البعض حدود الإنصاف باسم الدين أو الانتماء.
واستنكر، ما يحدث في السجالات الدينية والفكرية، حيث يُسلب الحق ويُنكَر الجميل، فقط لأن الطرف الآخر “مختلف”.