السيد رسول الياسري: تربطنا بإيران أواصر العقيدة والمودة والدم والمصير

اكد السيد رسول الياسري، أن العراق وإيران يرتبطان بأواصر العقيدة والمودة والدم والمصير.
وفيما يلي الخطبة وتابعتها “النعيم نيوز”:
سلسلة الذلة سنة للمعاندين والنصرة وعد للمؤمنين: تأملات في تاريخ بني إسرائيل
الحلقة الأولى
الأخوة الإيمانية والعلاقة مع الخطوط الحركية الإسلامية
قال الله تعالى في محكم كتابه وعزيز خطابه :﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [المائدة: 64].
أيها الإخوة العزة الكرام …
إن العلاقة بين أبناء الإيمان -وخاصة المنخرطين في العمل الحركي- علاقة لا يجوز لأحد التفريط بها أو التهاون في صونها. فكما لا يحق لأحد أن يهدم جسر الأخوة، كذلك لا يصح أن يفهم استقلال المسار أو عدم الاندماج الكامل مع خط معين بأنه عداء أو تخل عن الواجب. فالأصل هو حفظ العلاقة الإيمانية، وتجنب التصنيفات الضيقة التي تفرق ولا تجمع، وتضعف ولا تقوي.
فالطريق الحق ليس سبيل فرقة، بل سبيل توحيد ومسؤولية.
أيها الغيارى على الدين المقدسات أوجه لكم مقالتي بعد الألم الذي اجتاح قلوبنا لما جرى ويجري في الجمهورية الإسلامية المباركة، فإن واجبنا الشرعي والأخلاقي والإنساني أن نرفع أكف الضراعة لله تعالى أن يحفظها بحفظه، ويجعل لها من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا.
أيها الأخوة إن إيران السيد الخميني (قدس سره) ليست دولة عادية نتابع أخبارها من بعيد، بل تربطنا بها أواصر العقيدة، والمودة، والدم، والمصير. وهي تمثل تجربة الإسلام في الحكم والكرامة. وإن الدفاع عنها والدعاء لها والتعاطف مع قضاياها، هو جزء لا يتجزأ من ولائنا لمحور الإيمان وعدائنا لأعداء الله وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب.
لكن… علينا أن لا نتقدم بين يديها بتصريحات أو مواقف إعلامية أو ما إلى ذلك لم تصدر عن قيادتها الحكيمة دامت مؤيدة بنصر الله ورعايته ، سواء كانت سلبية أو حتى إيجابية، إن لم تكن ضمن الضوابط والمصلحة العليا. فالتصريح غير المحسوب قد يلحق الضرر بالجمهورية الإسلامية قبل غيرها، لذا ينبغي التنسيق بمستوى عالي .
تذكروا أيها الأحبة:
أن إيران اجتازت ظروفا أشد حراجة ، لا سيما في الثمانينات، حين كانت في طور بناء دولتها، وقد شهدت آنذاك اقتتالا داخليا مريرا، حتى وصلت نيران الحرب الأهلية إلى شوارع طهران، وسفك دم الصف الأول من قيادات الثورة_ على يد الإنقلابيين أتباع الإستعمار _ومنهم الشهيد بهشتي وسبعون قائدا، فضلا عن اغتيال مفكريها ومنظري الثورة والذين كان السيد الخميني قدس سره يعتمد عليهم أمثال الشهيد مطهري، وكذلك إغتيال رؤوس الحكومة المنتخبة.
ومع ذلك، صمدت إيران، بل نمت واشتد عودها، وصدقت فيها الحكمة:
“بقية السيف أنمى عدداً”
كما قال تعالى:
﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص: 83].
فلنكن على قدر المسؤولية، ولنرع وحدتنا، ولنضبط ألسنتنا، ولنتوجه جميعا إلى الله بقلوب خاشعة أن يحفظ الجمهورية الإسلامية وبلدنا وسائر بلاد المسلمين وأن ينصر شيعة أمير المؤمنين “عليه السلام” أينما حلوا وأرتحلوا، وأن يعجل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف).
الله الله في الأخوة الإسلامية الإيمانية ،
الله الله في القيادة المرجعية التي ندين لله تعالى بإتباعها،
الله الله في رعاية المسؤولية في كل صغيرة وكبيرة.