اخبار اسلامية
أخر الأخبار

السيد الياسري: وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة إلهية

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الإمامين العسكريين (ع) في خور الزبير/محافظة البصرة، بإمامة السيد صادق الياسري.

 

وقال السيد الياسري، خلال خطبة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”: “بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنام محمد وآله الطاهرين، عظم الله لنا ولكم الأجر ونحن نعيش ذكرى شهادة آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) ونجليه (رضوان الله عليهم)، ومن خلالكم نرفع تعازينا إلى مقام ولينا وإمامنا الحجة المنتظر (عج)، وإلى الحوزة العلمية الشريفة وكل أتباع آل البيت، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولنقرأ سورة الفاتحة على أرواح الشهداء السعداء الذين مضوا في طريق الحق مع الصلاة على محمد وآل محمد”.

وأضاف، أن “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيرة الأولياء، قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)”.

وتابع السيد الياسري: “وفي رواية عن الإمام الباقر (سلام الله عليه) قال: (إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمل المذاهب وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء ويستقيم الأمر)، (أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكراً يدعى إليه فمن أنكره بقلبه فقد سلم وبرء ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه ومن أنكره بالسيف أي باليد لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين)”.

وأكمل: “(وكذلك ورد عنهم فمنهم المنكر للمنكر بيده ولسانه وقلبه فذلك المستكمل لخصال الخير، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه والتارك بيده، فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير ومضيع خصلة ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه فذلك الذي ضيع أشرف خصلتين من الثلاث وتمسك بواحدة، ومنهم تارك لأنكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الأحياء وما أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجي)”.

وأوضح السيد الياسري، أن “هذه الآية وهذه الأحاديث الشريفة هي مقدمة للحديث عن صاحب الذكرى، وهو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في زمن تفشى المنكر وساد في كل أنحاء البلد.. ألا وهو السيد الشهيد الصدر (قدس سره)، والكل يعلم ممن عاصر تلك الفترة المظلمة لحكومة الطاغية أن وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تكلف الإنسان حياته ويعدم وينتهي أمره بعد أن سيطر النظام الفاسد على كل مفاصل الدولة وكل قضايا المجتمع، فكان الانطلاق للسيد الشهيد أنه بدا يوقظ الأمة من ذلك السبات وزرع الشجاعة عند المجتمع في قول كلمة الحق، وكان منبر الكوفة من جهة والصلاة في الحضرة الشريفة من جهة ولقاء الناس المستمر والفتوى من جهة، وإصدار الكتب ونشر الأحكام الشرعية ومخاطبة كل أصناف المجتمع من الكبير إلى الصغير والذي في الدولة والذي خارج عن عمل الدولة، بل حتى مع رجالات الحوزة العلمية وكيف استطاع أن يصل إلى القلوب بأسرع وقت وناقم الفطرة عند المجتمع الذي يعاني الحرمان فتحركت الجماهير ونادت بندائه في صلاة الجمعة، كلا كلا يا شيطان وهو يقصد بالشيطان صدام المجرم”.

وذكر، أن “هذه الأحاديث الشريفة أمام عينه (قدس سره) (قال أمير المؤمنين عليه السلام إن الله تعالى لم يرضى من أوليائه أن يعصى في الأرض، وهم سكوت مذعنون لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، فوجدت القتال أهون علي من معالجة الأغلال في جهنم)”.

وأشار السيد الياسري، إلى أن “وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة إلهية، بها ينتشر الدين وشريعة النبي (صلى الله عليه وآله) وتركها معناه يقوى المنكر، وأعتقد اليوم تشاهدون أن المنكر بكل أنواعه منتشر للأسف، وإذا لم يجد من يقضي عليه بكل الوسائل أكيداً سوف يتفرعن، وهي مسؤولية الجميع لا يستثنى منها أحد سواء على مستوى العالم أو المسؤول أو الموظف أو المواطن العادي أو الأب أو المعلم أو المدرس أو شيخ العشيرة ورجل الدين، كل بحسبه، مثلاً مرجع الأمة يعالج المنكر بفتوى تصدر لمنع وتحريم شيء ويستطيع بذلك أن يوقف هذا المنكر، بل يأمر الناس أن يحاربوا المنكر بكل الوسائل والذي عاصر تلك الحقبة الزمنية أيام السيد الشهيد (قدس سره) نعم عرفوا كيف أوقف الغناء وبيع الكاسيتات ومنع السفور”.

وأردف، قائلاً: “أصدر السيد (قدس) مثلاً حكماً يحرم التعامل مع السافرة وطبعاً عندما نقول سافرة يعني في كل مفاصل ودوائر الدولة ويحرم التعامل مع الذي ينشر الغناء أو يعلق صورة مطرب فاسق في كل محل أو مكان تجاري، وأما محال لبيع الخمور طالب السيد بإغلاقها عن بكرة أبيها لا هذا مسيحي ولا هذا يجوز له، بل عن بكرة أبيها ولعن شاربها كائن من يكون، وحرم أن ينقل شارب الخمر أو مشتري الخمر في سيارة الأجرة وغيرها من الأحكام التي بينها (قدس سره)، نعم هذه المسؤولية عظيمة وكبيرة أيها الأخوة حتى أن المجتمع عندما قلد السيد الصدر لم يبحث عن مسألة الأعلمية أو غيرها مما هو من شروط التقليد، بل ما بذله السيد من أجل إحقاق الحق ونشر الدين والقضاء على المنكر هو الدافع لأن ترجع إليه الناس في ذلك الزمان”.

وأضاف السيد الياسري، بالقول: “ولأجل ذلك كان القضاء على الجريمة التي يرفضها العقل والضمير والفطرة السليمة، من ضمن أهداف السيد الشهيد الصدر (قدس)”.

وأبان: “استمع رجاء ماذا قال تعالى في محكم كتابه (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون على المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة)، وفي آية أخرى (قال المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف)، انتبهوا رجاء المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، أحدهم يشد عضد الآخر ويكون سنداً له، والمهمة مشتركة بين الرجال والنساء وقلوبهم متحدة في التواد والتعاطف لأجل نشر دين الله تعالى، وأما المنافقين رجال ونساء بعضهم من بعض لأن قلوبهم مختلفة، ولكن يضم بعضهم إلى بعض في الحكم لذلك لا يفلحون، وليعلم كل من تسول له نفسه أن يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف هذا وصفه، أبعدكم الله تعالى عن هذا الوصف وهو النفاق”.

ولفت السيد الياسري، إلى أن “النقطة الأخرى أن السيد الشهيد (قدس سره) استطاع أن يخلق الاستعداد للعمل في طاعة الله تعالى، وهذا كان من ملاكاته (قدس سره) التي هي العلم والتقوى والجهاد في سبيل الله تعالى، فاستطاع (قدس سره) أن ينقل هذه الملاكات ولو بنسبة معينة إلى المجتمع ومن كان حاضراً في ذلك الزمان شهد ذلك، حتى صرحت الدولة على ظلمها أنه قلت الجريمة إلى مستوى جيد، وهذا بفضل طريقة الهداية ومخاطبة المجتمع مباشرة مع بيان الحلال والحرام”.

وتابع، قائلاً: “إذن (قدس سره) يؤمن أن المجتمع لا يصلح إلا بوظيفة وفريضه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي صمام الأمان وحافظة للدين وروح الشريعة، وكانت أدواته باختصار: أولاً: خطبة في مسجد الكوفة التي لم تكن دروساً فقط بل كانت صرخات إيمانية يوقظ فيها ضمير الأمة.

ثانياً: جرأته في فضح الظالم فلم يسكت على الطغيان.

ثالثاً: تثقيف الناس بدينهم لأنه يعلم (قدس سره) الجهل عدو هذه الوظيفة، أي وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

رابعاً: تشجيع الشباب الرجال والنساء والطبقات المهمشة على النهوض وعلى أن يكونوا فاعلين في المجتمع، ولهم دور في إعلاء كلمة الله ونبذ المنكر وليكون مثالاً لمقولة (الإسلام محتاج إلى جميع أبنائه)، (قدس الله نفسه الزكية) هكذا كان وذهب إلى ربه شهيداً مظلوماً فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً”.

وختم السيد الياسري، بالقول: “واليوم ولله الحمد أنه أكمل هذه المسيرة الجهادية والعلمية وريث المدرسة الصدرية سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله الشريف)، والذي همه الوحيد إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ بيد الأمة إلى رضا وطاعة الله تعالى، من خلال توسيع العمل المرجعي وعلى مستوى عام من خلال نشر المؤسسات الدينية والإنسانية وفتح الحوزات العلمية وفتح المكاتب الدينية ونشر العلوم المباركة، حفظ الله سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله الشريف) وجميع العلماء العاملين ورحم الماضين منهم والحمد لله رب العالمين”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى