الاحتفاء الواعي بمرور 1500 عام على مولد سيد الكائنات (ص) من المصاديق التي يفرح بها المعصومون (ع)

دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي المؤمنين إلى إيلاء المزيد من الاهتمام والعناية بالمناسبات السارة والمفرحة لأهل البيت (عليهم السلام) واستثمارها في أبواب الطاعة واستجلاء مضامينها ومعرفة أبعادها واحيائها إحياءً حقيقياً، واستلهام الدروس والعبر منها، وعدم الاقتصار على الاحتفاء بالمناسبات الحزينة فقط، لأننا مأمورون باغتنام فرص الخير والطاعة، قال تعالى {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (البقرة:148) وجاء في الحديث الشريف (يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا).
جاء ذلك في كلمة ألقاها المرجع اليعقوبي في جمع من طلبة العلم ومن خدمة المواكب الحسينية والمؤمنين الذين وفدوا من محافظة ميسان بمكتبه في النجف الاشرف. وتابعتها “النعيم نيوز”.
وأوضح، إن أحياء مناسبات المعصومين (عليهم السلام) المفرحة والمحزنة لا يقتصر على الطرق المتعارفة من مظاهر السرور أو العزاء وإن كانت مباركة ومُتقبلة بلطف الله تعالى، فهي شكل من أشكال الولاء والمحبة لهم (عليهم السلام) بل المطلوب منا أكثر من ذلك، وهو تحري ما يحزن أئمتنا لكي نبتعد عن القيام به ونتجنبه ومعرفة ما يفرحهم (سلام الله عليهم) لنبادر له.
وطرح سماحتُهُ، تساؤلاً وأجاب عنه في سياق واحد، ومفاده، ما الذي يفرح ائمتنا وما الذي يحزنهم (سلام الله عليهم)؟
ومن دون شك أن ما يفرحهم هو انتشار مظاهر طاعة الله تعالى في كل مكان والتزام الناس بها وجذبهم إليها وإن ما يحزنهم (عليهم السلام) هو معصية الله بكل أشكالها وصورها الفردية والمجموعية.
وأستشهد، بعدة مصاديق تفرح الأئمة (عليهم السلام) وتدخل السرور عليهم.
منها قرب حلول ذكرى مولد سيد الكائنات وخاتم المرسلين وأعظمهم نبينا محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) خاصة وإنها تؤرخ لمرور خمسة عشر قرناً على ميلاده المبارك، وهذه المناسبة العظيمة التي عمت بركتها البشرية جمعاء ينبغي أن نحييها بما يليق بها وبما تختزنه من المعاني العظيمة، إذا أنها تعني خمسة عشر قرن من الهداية، وخمسة عشر قرن من إنقاذ البشرية من مخالب شياطين الإنس والجن، وإخراجهم من الظلمات إلى النور قال تعالى { {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (التوبة : 33)، خمسة عشر قرن من المحبة بين الناس، قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم:96] ..
هذه المحبة التي أستشعرها المؤمنون أيام زيارة الأربعين المباركة، حينما كانوا يخدمون زوار الإمام الحسين (عليه السلام) من مختلف الأقوام الجنسيات من دون فرق او حاجز.
كما استشهد بيوم عيد الغدير أعظم أعياد الإسلام، وقد ورد في الحديث الشريف (بني الاسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية) ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وينبغي أن يكون أحيائها بما يناسب مضمونها وأهميتها فهي لا تقل شأناً عن الاحتفال بزيارة الأربعين المباركة أو زيارة يوم عاشوراء فكلها مناسبات عظيمة وتمثل مفاصل المهمة في تاريخنا الإسلامي.