
كتب د. محمد وليد صالح: الميزة التقنية للإعلام الجديد ودراسة منهجياتها الكمية الصاعدة تحتاج إلى ابتكارات جديدة تتلاءم والظاهرة المستحدثة، للتعامل مع ظواهر على غرار الهويات الافتراضية، وبنية المجتمعات الافتراضية، وصدق المحتوى الالكتروني المعروض، والمحادثات عبر الانترنت، التي أخذت في الاتساع والسيطرة على أنشطة حياتنا اليومية.
فيما ذهبت النظريات إلى أن الإعلام يستطيع ان يؤدي دوراً كبيراً في عملية التغيير بواسطة دعم البنى الأساسية لوسائله، وقيام حركة تحديث تستند إلى الحضارة الغربية وتأكيد الأنموذج الاستهلاكي، فضلاً عن الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية الراهنة وحماية النظم القائمة التي أحياناً تتسم بالجمود، والأنموذج الذي يقوم على البعد الدولي وفهم الوسائل ويتضح عن طريق إطار النظام السياسي والاقتصادي، خاصة وأن الخريطة الإعلامية الدولية تشير إلى تفوق الدول المتقدمة صناعياً وتقنياً، إذ تحوّلت الشاشة إلى (مسرح مرئي) يناقش كل القضايا بصخبها وتداعياتها وحساسياتها من دون الأخذ في الحساب مستوى ثقافة الرأي العام المتغير.
وأدت الولايات المتحدة الأميركية دور اقتصادي إبان الحرب العالمية الثانية، وبفضل تحكمها في التقانة الحديثة وقيام صناعات متطورة في مجال المعلومات، أخذت تهيمن على النظام الإعلامي الدولي في ما يتعلق بالإنتاج وترسيخ فلسفة التدفق الحر للمعلومات في مجال تناقل الأخبار وتصدير البرامج التلفزيونية، مما أدى إلى إيجاد وضع تمثل بالسيطرة وظهور التبعية بأشكالها وأهدافها، التي اتخذت صيغاً جديدة في التعبير أهمها البحوث العلمية في مجال تأثيرات الإعلام.
إذ ارتبط الاستعمار الإعلامي بالاستعمار السياسي بحلقات عدة لاحتلال عقول البشر، وشهد العالم منذ القرن التاسع عشر على حقائق مهمة على مستوى التجارة والنظام الإخباري، وهذا ما يفسر لنا استعمال الدول لهذه الوسائل كأسلوب للدعاية، عن طريق الجهود الاتصالية التي تقوم بها سواء أكانت حكومات أم هيئات وطنية مختلفة، وتوجهها إلى جمهور أجنبي بالدرجة الأولى بهدف التأثير عليه وجعله يتبنى وجهة نظر تلك الحكومات أو الهيئات بالنسبة للقضايا المختلف عليها دولياً، وكذلك الحرب النفسية بقصد الغزو والسيطرة وغسل العقول، التي تفوق هذه الأساليب في فعاليتها وتأثيرها الجيوش المسلحة، وبالتالي فإن استثمار تقانة الاتصال والإعلام لتحقيق أهداف استراتيجية يراد منها الهيمنة، وتفتيت دول وشعوبها ضماناً للتواجد المستمر فكرياً ونفسياً وسياسياً لصالح الدولة المهيمنة.
إن مفهوم (الأمن الإعلامي) و(الأمن الثقافي) مرتبطان ببعضهما من خلال الأنشطة التي تقوم وسائل الإعلام بعرضها والمشاركة في الحياة الثقافية، أي أنها عملية تقنين لمجموعة من المبادئ والتدابير الوقائية لحماية المجتمع المنتظم ضمن إطار الدولة لمواجهة تأثيرات الغزو الفكري.
ويتضح بأن النظم الإعلامية الرسمية التي لا تستطيع التنافس مع النظم الإعلامية في العالم المتقدم المنتجة لبرامج متطورة وتقدمها، تساهم في إبقاء حالة الاعتماد على تلك البرامج من دول أخرى متلقية مما يتطلب دراسة هذه الظاهرة ورسم أبعادها، وتحليل النظم الإعلامية المحلية لمواجهة الأنشطة والاعتماد على التقانة المتطورة في وسائل الاتصال، وتوافر خطة إنتاج برامج تعبر عن مستوى ثقافة المجتمع العامة.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز



