إن كان ذنب الكبار… فما ذنب الصغار؟! التجويع الإسرائيلي للأطفال في غزة… كربلاء تتجدد

يثير استغرابي، بل يستفزني، فلا أطيق لذلك المنظر لذة في حياتي وأنا أنعم بخدمة سادة الخلق في هذه الأيام العظيمة، أيام الإمام الحسين عليه السلام .
أرى أطفال في غزة يبكون جوعا، لا يعرفون ما معنى المقاومة، ولا ما يعنيه الاحتلال، كل ما يعرفونه أن بطونهم تقرقر، وأن أمهاتهم لا يملكن شيئا يطعمنهم إياه، وأن آباءهم عاجزون عن أن يوفروا لهم حتى جرعة ماء أو كسرة خبز!
أي عقل، أي شرع، أي إنسانية تقبل أن يقتل الطفل بالتجويع؟!
بل أي قلب لا ينفطر حين يرى الأطفال في غزة يقتاتون على الماء المغلي… وأحيانا لا ماء ولا نار؟!
بل أخذ بعضهم التراب أمام شاشات الإعلام ليأكله ليسكت جوعه، ولكن هذا التراب سيقتله، ولا حيلة له!
أين هؤلاء من قوله تعالى، والذي يقره كل عقل سليم وضمير حي: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: 164] فإن كان الكبار – على زعمكم – قد أخطأوا، فما ذنب الصغار؟!
يا أحرار العالم… كربلاء تتكرر، فهل من معتبر؟
إن أتباع أهل البيت عليهم السلام، والمرجعية الدينية، يتذكرون تلك اللحظة التي وقف فيها الإمام الحسين عليه السلام يطلب قطرة ماء لرضيعه عبد الله،
يتذكرون كيف رفعه على يديه، وقال: يا قوم، إن لم ترحموني فارحموا هذا الرضيع فجاءه سهم الغدر فقطع نحره!
لذا فهم يصدرون البيانات، ويتصدرون في إيصال الخدمات متى ما أتيحت الفرصة،
بل لعل زوار أربعينية الإمام الحسين عليه السلام هذه السنة، سيقبلون بماء وخبز وتمر، على أن تتحول كل الخدمات المعدة لهم إلى غزة الصمود والإباء،
لأنهم فهموا ما تعني شعائر الإمام الحسين عليه السلام.
نعم… تلك كربلاء،
لكنها اليوم تتكرر كل يوم في غزة،
حيث لا رضع يحملون للسهم، بل السهم هو من يطرق أبوابهم في بيوتهم،
ولا حسين سلام الله عليه يطلب الماء، بل الأمهات هن من يتحرقن ألما، حين لا يجدن ماء ولا طعاما لأطفالهن!
فأي ذنب اقترفه أولئك الصغار؟!
هل حملوا السلاح؟
هل هتفوا بشعارات المقاومة؟
هل كتبوا منشورات ضد الاحتلال؟
كل ما فعلوه أنهم ولدوا في غزة… غزة المجاهدة!
أيها الأحرار، يا شعوب العالم…
التجويع جريمة ترتكب بأدوات “العالم المتحضر”!
ليس التجويع في غزة نتيجة مجاعة طبيعية أو جفاف،
بل هو قرار سياسي صهيوني مدروس، ينفذ بموافقة دولية، وصمت عربي مخز!
يمنعون دخول الغذاء،
يحاصرون الموانئ،
يمنعون الوقود والدواء،
ثم يتباكون على “حقوق الإنسان” في مؤتمراتهم المصطنعة!
قال تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ [الماعون: 1–3]
فكيف بمن يمنع الطعام عن اليتيم والمسكين عمدا؟!
كيف بمن يصنع الجوع ليكون عقوبة جماعية لأهل غزة؟!
أين صوت الأمة؟
أين مواقف الشرفاء؟
أين دموع الأمهات اللواتي يعرفن عظم الجريمة، وألم الأمهات حين لا يجدن شيئا يطعمن به الأطفال؟
هل جفت دموعنا حتى لم نعد نبكي جوع الأطفال؟
هل قست قلوبنا حتى لم نعد نرتجف حين نرى جسد طفل ذابل لا يجد ما يسد رمقه؟
هل أصبحنا نشاهد غزة كما نشاهد فيلما دراميا، ثم ننتقل إلى نشرة الطقس؟!
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»
فأي اهتمام أبقيناه لأطفال غزة، ونحن نشاهدهم يموتون جوعا، وعطشا، وحرا، وبردا…
ونحن نأكل ونشرب ونلبس ونسهر؟!
نداء لكل من يحمل شيئا من الإنسانية:
الواجب الآن… لا غدا!
افضحوا الحصار في كل منبر ومجلس
أوصلوا صوت أطفال غزة للعالم بالصوت والصورة
ادعموا الإغاثة بكل الوسائل: مالا، إعلاما، ضغطا سياسيا
قولوا لأبنائكم: هؤلاء أطفال مثلكم، جوعهم من فعل عدو الإسلام الأول: الكيان الصهيوني، لأنه خافهم حين آمنوا… فكونوا نصيرا لهم ولو بدعوة.
يا أحبة الإمام الحسين عليه السلام…
ابكوا عبد الله الرضيع من جديد، ولكن لا تبكوه فقط في عاشوراء،
بل ابكوا عبد الله في غزة أيضا، كل يوم، كل لحظة.
يا أحرار الأمة…
يا أنصار الإمام الحسين…
يا من تنادون: “يا لثارات الحسين”…
اعلموا أن ثأر الإمام الحسين لا يؤخذ فقط بالسيوف،
بل يؤخذ أيضا بكسرة خبز لطفل جائع، وجرعة ماء لضمئان، وبحبة دواء لصدر عليل،
وبوقفة صدق في وجه طاغية.
فلا تخذلوا غزة…
فإن خذلانها خذلان للحق،
وخذلان الحق خذلان لله،
ومن يخذل الله سيخذل أبد الآبدين.
قال تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: 160]
الخطيب الحسيني السيد رسول الياسري
يوم الخميس المصادف ٢٠٢٥ /٧ /٢٤
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز