
كتب طالب سعدون.. صحيح انه قتل اكثر من 61 ألف شهيد و 145 ألف جريح وبقدرهم أو يزيد لا يزالون تحت الانقاض أو قتلهم بفرض المجاعة والحصار أو الهجرة إلى اماكن آمنة عن مساكنهم بعد أن عاث بغزة قتلا وتدميرا وساوى مبانيها مع الارض وترك الاف الثكالى من النساء والاباء في العراء تئن وتبكي على الاطفال والشيوخ الذين كانت لهم الحصة الاكبر من جرائمه بعد أن حاصرهم بعصاباته ارضا وجوا وبحرا ليمارس ضدهم ابادة جماعية بالسلاح والحصار، الذي لم يشهد لها التاريخ مثيلا
فقد منع عنهم حتى حبة الدواء واساسيات الحياة واولها الغذاء في حده الأدنى الذي يضمن الحياة لبني البشر، ولو كان بيده لمنع عنهم الهواء ايضا.
نعم، صحيح ذلك كله لكنه حصل مقابل هذه الجرائم التي تجاوز بها السفاحون وعتاة المجرمين في العالم وحصل بلا منازع على لقب (مجرم حرب) من المحكمة الدولية وأغبى رئيس دولة لأنه تحدى المشاعر الانسانية وحضر إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وتصور بغباء مصحوب بغرور أعمى أن العالم المجتمع برمته في قاعتها سيستقبله بالتصفيق ويقاطع كلمته بالهتافات والتحية واستقبال الفاتح والمنتصر، لكن ما إن أعلن كلمته حتى شهدت القاعة انسحابات واسعة من الوفود وبدت شبه فارغة اعتراضا على حضور هذا المجرم الذي تحدى الأمم المتحدة في عقر دارها بحضوره وإلقاء كلمة فيها، بينما هو مطلوب لها بصدور حكم عن محكمتها بارتكابه جرائم حرب ومطلوب القبض عليه وتسليمه للعدالة.
لقد شهدت الامم المتحدة سابقة غريبة في ذكرى تأسيسها الثمانين تنذر بانهيار النظام الدولي وفشله في تنفيذ قراراتها والازدواجية في تطبيقها، ليس فقط بحضور مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية ومنبوذ دوليا والسماح له بالكلمة امام هذا المحفل العالمي وهي مليئة بالأكاذيب والمغالطات في غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بقرار اميركي برفض منحه والوفد المرافق له تأشيرة دخول لحضور الاجتماعات في نيويورك في مخالفة صريحة لاتفاقية المقر عام 1947، التي تلزم اميركا بالسماح لدبلوماسيي الدول الاعضاء بالدخول للمشاركة في الاجتماعات، وهو اجراء يؤكد الهيمنة الاميركية على النظام العالمي والسعي لاحتكار قراره والانحياز المطلق إلى (اسرائيل) خلافا للموقف الدولي الرافض للابادة التي يتعرض لها الغزاويون على مدى سنتين كاملتين ويزيد.
وتزامنا مع الجرائم والابادة والدمار في غزة نشر استطلاع عالمي فريد قامت به منظمة (اي دي ال) بالتعاون مع شركة (إيبسوس) العالمية، في الفترة من (يوليو إلى نوفمبر 2024) ونشرت نتائجه في ١٤ يناير 2025 وقد تضمنت العينة ( 58 الف شخص في 103 دول يمثلون 94 بالمئة من سكان العالم الراشدين فوق 21 سنة) خلص الاستطلاع إلى ان نصف سكان العالم وتحديدا 46 بالمئة يكرهون اسرائيل اي نحو 4 مليارات إنسان في العالم.
وهذه النتيجة لم تنطو على عداء مبيت ضد الاسرائيليين كيهود أو مقاطعة اسرائيل لمجرد المقاطعة، بل نتيجة عدوانها والتوحش الاسرائيلي والعدوان على غزة، وبذلك أفرغت النتيجة تعبير (معاداة السامية) من مضمونه ومحتواه وأصبح بلا مصداقية بعد أن شهد العالم هذه الجرائم والمذابح والقتل بالسلاح والتجويع، وألحق باسرائيل عارا وكرها لن ينسى على مر الزمن.
وتناولت الصحافة الاسرائيلية هذا الكره الذي لحق باسرائيل والعار الذي يلاحقها في هذا الاستطلاع، وكانت صحيفة (هآرتس) اكثرها جرأة بنشرها مقالا للكاتب (بني موريس)، تناول فيه أسباب هذه الكراهية المتزايدة ولا مبالاة (الجمهور اليهودي) و(الاسرائيلي) إزاء عملية القتل الجماعي في غزة، بما في ذلك قتل النساء والأطفال، كما تظهر لامبالاته إزاء تجويع الفلسطينيين في الضفة الغربية عبر منعهم من العمل فى البلد، مما يتسبب بفقر وجوع، وعبر الإساءة إليهم ومقتل العشرات منهم سنويًا على يد المستوطنين، والمعاملة الوحشية للمدنيين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات.
وكتب (جيك سوليفان) مستشار الأمن القومي الأميركي السابق فى مقال نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية “إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب فى غزة، لانها تزيد من عزلة اسرائيل الدولية وتفاقم الأزمة الانسانية وأن استمرار القتال أمر غير مبرر”.
لقد خرج مجرم الحرب بهزيمة دولية مدوية ورفض مطلق لمغامرته الفاشلة وجرائم يلاحقه عار واستهجان له ولكيانه ومن معه بسببها، وكتب نهايته البائسة وسقوطه المدوي ليس في هذا المحفل العالمي فقط بل خارجه أيضا، فهو منبوذ من العالم بعد أن ضاق ذرعا بجرائمه، وسجل الفلسطينيون في غزة بصمودهم الاسطوري ملحمة نصر كبيرة، توجت باعترافات عالمية بدولة فلسطين دفعت ترامب إلى تقديم مقترح لحل ازمة الحرب على غزة، التي دخلت عامها الثالث عله ينقذ مجرم الحرب من ورطته ليس امام الاسرائيليين بفشله بتحقيق أهداف حربه العدوانية فقط، بل أصبح منبوذا من العالم هو وكيانه ومن معه، وتلك نهاية المجرمين الأشرار، والنصر ابدا معقود لاصحاب الحق ابطال غزة وتضحياتهم الكبيرة، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز